رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جدّو وعدني ولم ينفذ ما أن فتح "جدو" سامي الباب حتى بسط رامي ذراعيه، وحوّط بهما عنقه، وهو يقول له : "الحمد لله على سلامتك يا جدو"، ثم قبَّله. وهكذا فعلت أيضًا رانيا، وقبَّل الوالدان "جدو". جلس "جدو" على الكرسي ليستريح، وكان را مي يتطلع إليه منتظرًا ما وعده به "جدو" قبل سفره . وإذ لم ينطق "جدو" بكلمة، قال له رامي: "فين المفاجأة التي وعدتني بها يا جدو؟". هزّ "جدو" رأسه وهو يقول في خجل: "لقد نسيت يا رامي!" سقطت هذه الكلمات كالصاعقة على رامي، فلم يكن يتوقع قط أ ن أحدًا ما يعد بشيء ولا ينفذه . طأطأ رامي رأسه، واكمدَّ لون وجهه، وشعر بنوع من خيبة الأمل. أدركت الأم ما في قلب ابنها من حزن شديد وإحباط، فاحتضنته، وقالت له: "لا تحزن يا رامي، جدو نسى وعده، وهو سيشتري لك هدية جميلة". أجابها رامي: "أنا لا أطلب هدية، لكن جدو وعدني، فلماذا لم ينفذ وعده؟" أجابت الأم: "لقد نسى وعده يا رامي". قال رامي: "أنا أعرف أنه يلزم ألا ننسى الوعد وإلا نكون قد كسرناه". تدخل "جدو" سامي فقال : "أنت على حق يا رامي . أنا آسف . أعدك إنني في السفر القادم أحضر لك مفاجأة جميلة!" قال رامي في هدوء: "لقد وعدتني يا جدو ولم تنفذ. فلماذا تعدني مرة أخرى؟" أدركت الأم خطورة الموقف، وخشيت أن تبقى صورة الجد في هذه المرة مثالاًَ في عدم الوفاء بالوعد، فلم تدافع عنه؛ بل تركت الجد يعتزر عما صدر منه. سأعود بعد خمس دقائق جلس رامي على الكرسي ثم استغرق في فكر عميق . فسألته والدته ب هاديء : "فيمَ تفكر يا رامي؟" أجابها رامي : "لقد اقترضت بالأمس خمسة وعشرين قر ً شا من جاري جون، وقلت له إني أرد له المبلغ غدًا في الصباح ... والآن أفكر أن أذهب إليه و أرد له الخمسة وعشرين قر ً شا لئلا يظن أنني لا أفي بوعدي!" رتبت الأم على كتف رامي وهي ت قول له : "حسًنا يا رامي ، مادمت وعدت يجب عليك أن تفي بوعودك. فمن يقول شيئًا يلزمه أن ينفذه، وإلا صار كاسرًا لوعده. فيسبب حزًنا للآخرين، ويفقدهم الثقة فيه، ولا يصدقونه إن وعد مرة أخرى!" لقد اختبر رامي كيف حزن قلبه جدًا حينما لم يفِ جدو سامي بوعده، لهذا وضع ف ي قلبه أن ينفذ كل ما يعد به للآخرين، وألا يعد بشيء مادام يشعر بعدم قدرته على التنفيذ. استأذن رامي من الحاضرين قائ ً لا: "سأعود بعد خمس دقائق إن شاء الله ". وبالفعل خرج رامي إل ى جاره جون فوجده يلعب "أتاري" مع صديقه ماجد. أعطى رامي الخمسة وعشرين قر ً شا لجون وش كره، ثم استأذن منه . فقال له جون وماجد : "انتظر. العب معنا دورًا، فإن هذه اللعبة جديدة ومسّلية". قال لهما رامي: "كنت أود أن ألعب معكما، لكنني وعدت والدتي إنني أعود بعد خمس دقائق". في استخفاف قال ماجد لجون : "لابد أن يرجع رامي إلى بيته لأن ماما تنتظره ! إنه طفل ص غير". أما رامي فلم يبالِ بهذه الكلمات، بل في شجاعة قال: "أنا لست طف ً لا لأنني وعدت، وأفي بوعدي... إني ناضج!" قال جون: "وماذا يحدث إن تأخرت؟ فهي تعرف أنك معنا". أجاب رامي: "لقد وعدت... وتعلمت أن أفي بالوعد!" قال جون: "إنها تعرف رقم التليفون، فإن أرادت تقدر أن تتصل بنا تليفونيًا". قال رامي : "مادمت قد وعدت، عليّ أن أفي بالوعد . إني أحب أن يفي الناس بوعدهم لي، هكذا أنا أيضًا أفي بوعدي لهم. إني أعامل الناس كما أريدهم أن يعاملونني". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم يوفي بوعده لها |
اللّه صالح دائماً صالح الي الابد صالح |
يفى بوعده ! |
يفى بوعده |
أوفىَّ بوعده |