سام البابا ثاونا تادرس أسقفًا نحو سنة 304 م. على المدن الخمس الغربية (على سيرين في المصادر الغربية). وقد جمع بين القداسة والإبداع الفني. فكان يقضي فترات راحته في زخرفة المخطوطات، وقد برع في هذا الفن حتى أقبل على اقتنائها كثيرون حتى من خارج مدينته. واستطاع بفنّه أن يجتذب بعض الوثنيين إلى الإيمان المسيحي. استاء منه الوالي الروماني في بتوليمايس، العاصمة، وكان يدعى دجينيانوس أو بيلاطس. قبض عليه بناء على تعليمات دقلديانوس كما قبض على بعض النساء الشريفات وبعض الأراخنة الليبيين. طلب منه الوالي أن يسلم لوحاته الفنية فرفض، حكم عليه بالجلد بسياط في نهايتها قطع من الحديد، فسال دمه. لم يكد يتمالك نفسه حتى زحف على الأرض تجاه المذبح الوثني المقام في ساحة المحكمة لإغراء المسيحيين لتقديم بخور فيُعفي عنهم.دفعه بكل ما بقى له من قوة فانقلب المذبح على الأرض. ثارت ثورة الوالي والقاضي، فأمر الأخير بسلخ جلده وصب الخل عليه، أما هو فكان يهتف باسم المسيح أثناء تعذيبه. أمر الوالي بقطع لسانه، وإلقائه في السجن حتى لا يكون سببًا في تحويل أحد إلى الإيمان المسيحي. ظهور السيد المسيح له في السجن:
ظهر له السيد المسيح في السجن وشفاه من جراحاته وأعاد إليه لسانه فآمن لوقيوس حارس السجن واندهش الوالي لِما حدث وأطلق سراحه. حاول لوقيوس أن يجتذب الوالي والقاضي إلى الإيمان المسيحي، فنجح في كسب الأول دون الثاني. انطلق لوقيوس والوالي إلى قبرص، وهناك انكشف أمرهما. ذهب لوقيوس إلى والي الجزيرة وأعلن عن إيمانه مجاهرة بكل شجاعة، أما الوالي فيبدو أنه اختفى في الجزيرة أو تركها. أما الأسقف تادرس فعاد إلى نشاطه الروحي والفني، ويبدو أنه استشهد بعد ذلك كما جاء في السنكسار القبطي والروماني واليوناني.أما النساء الشريفات والأراخنة الذين أودعوا في السجن مع الأسقف فصدر الأمر بإعدامهم جميعًا.