في عصر البابا ديونسيوس اشتعل لهيب الاضطهاد في مصر، فكان الوثنيون يسيرون في الشوارع ليمنعوا المسيحيين من الذهاب إلى الأسواق والحمّامات العامة. كما كانوا يقتحمون بيوتهم ويسلبونها ثم يحرقون ما تبقى. وكثيرًا ما كانوا يجرونهم للمحاكم، ولا يهدأ لهم بال حتى بعد موتهم بل يشهّرون بأجسادهم. أُلقي القبض على القديسة كونيتا، وحاول الوثنيون إلزامها بأن تعبد الأصنام. حاولوا إغراءها بكل وسيلة فلم ترضخ لهم. قُدّمت القديسة للمحاكمة أمام والي الإسكندرية. أما هي فبثباتٍ عجيبٍ قالت للوالي: "اعلم أيها الوالي أن هذه العذابات هي الطريق المؤدي إلى ملكوت السموات، وإنني أود أن أصل حالًا إلى سيدي المسيح". سحلها في شوارع الإسكندرية:
أمر الوالي بربطها وأن توثق من قدميها في إحدى الخيول الجامحة حتى تُسْحل في شوارع الإسكندرية. ما حدث لها كان مشابهًا لما حدث مع القديس مار مرقس في نفس المدينة. انطلق الفرس الجامح يجري في الشوارع بينما كان الدم ينزف من جسم القديسة، وثيابها تتهرأ وعظامها تتهشم.وكان الغوغاء من الوثنيين يتطلعون إليها في سخرية كمن يتشفّون فيها. كانت تقدم صلواتها وسط الآلام وجسمها يتهرأ في الشوارع. أخيرًا حلّوا رباطاتها وسحبوها على حجارة حادة حتى تمزق بقية جسمها بطريقة وحشية. أمر الوالي بجلدها ثم بإلقائها في السجن لكي تلفظ أنفاسها الأخيرة. ظهر لها ملاك الرب وأشرق عليها بنورٍ بهيٍ وقوّاها وشفاها من جراحاتها وأعلن لها عن تمتعها بالإكليل السماوي. محبتها لراجميها:
في اليوم التالي إذ وجدها الوالي سليمة اغتاظ جدًا وأمر برجمها. رُجمت وهي واقفة تصلي من أجل راجميها حتى يشرق الرب بنوره عليهم ويتمتعوا بالخلاص من الهلاك الأبدي. وهكذا نالت القديسة إكليل الشهادة.