*** ثمن ابديتى !! ***
جمعة الالام
مات الملك , مات القدوس , مات الحبيب .
مات من اجلى ..
وكم تحمل فى ميتته الاما والام ...
حقا تقف الكلمات عاجزة عن وصف كل ماحدث ...
انسجه تتمزق وعضلات تتهتك ,
جروح غائرة تنزف ومسامير قاسية تنفذ
ودماء هى اغلى ما فى الوجود تتساقط
ثمنا يدفع لمحو ذنوبى !!
كم احبنى يسوع ..
كم احبنى ..
اصر ان يموت بدلا منى !!
انهالت على جسده الجلدات بكل وحشية , لكن لحظة لم يتراجع ..
ولاحقته اللطمات والكمات العديدة , والبصاق المهين ..
كل هذا عجز تماما ان يعطل مقاصده نحوى ...
كان الصليب هدفه وشوق قلبه ...
اراد ان يدفع ثمن حريتى وسلامى وفرحى وابديتى ..
كان هائما بى ..
أهى مجرد كلمات تقال ؟؟ !!
أهى مجرد معلومات تعيها ذاكرتنا وكفى !
فما حدث على رابية الجلجثة هو حب لا مثيل له ,
ليس اقل من ان يسود على كل فكرى وعاطفتى وارادتى ...
يسوع ملك اتى ليملك بحبه على كيانى كاملا ..
هو يستحق كل قطرات دمى ونسمات حياتى ,
لانه احبنى فعلا ولم اكن لاستحق !!
لقد وعى القديس يوحنا ذهبى الفم هذا الحب فقال
" لو لم يكن فى العالم الا انا فقط المحتاج للخلاص فبكل يقين كان الرب سيموت وسيكابد نفس الالامالتى احتملها " ...
تأمل ايضا معى فى كلمات القديس بولس
" الذى احبنى واسلم نفسه لآجلى " غلا 2 : 20 ..
لم يقل " احبنا " بل " احبنى " وليس " لاجلنا " بل " لاجلى " ,
فهل تشعر انت كبولس الرسول وذهبى الفم بهذا التخصيص ,
هل اختبرت فعلا ان الرب يسوع يتعامل معك بحب خاص
او كما يقول القديس اغسطينوس وكأنك الشخص الوحيد الذى يراه فى العالم ...
نعم انها ليست مجرد كلمات تقال ,
فالذى فتح قلبه للمسيح المصلوب
حياته تختلف تماما عن اى شخص اخر ..
سأقتبس لك من مذكرات احدى القديسات
كلمات لها توضح هذه الحقيقة ...
كتبت تقول ...
" فى يوم من ايام الاحاد
كنت اطوى كتابى فى نهاية القداس ,
فاذا بصورة تمثل السيد المسيح مصلوبا تنزلق قليلا خارج الكتاب
فلا يبدو لى منها الا احدى يديه الالهيتين مثقوبة دامية ...
حينئذ تولانى شعور جديد لا يوصف ...
انصدع فؤادى اذ رأيت هذا الدم الغالى يتساقط على الارض ...
فعقدت النية على ان اقف دائما تحت الصليب لاتناول هذا الندى الالهى ,
ندى الخلاص ثم افيضه على الاخرين ...
ومن ذلك اليوم اخذ يدوى فى قلبى نداء يسوع على الصليب
" انا عطشان "
اخذ يدوى كل لحظة ليضرم فى قلبى شوقا عظيما لم اعهده من قبل ..
كنت ابغى ان اسقى حبيبى ,
كنت ابغى بأى ثمن كان ان انقذ الخطاة من اللهب الابدى " ...
مكتوب من نبذة
مركز خدمة الشباب بأيبارشية المنيا وابى قرقاص
