منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:10 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة المحبة الخاطئة للنفس

حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة المحبة الخاطئة للنفس

حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏

بقلم قداسة البابا شنودة

المحبة الخاطئة للنفس


كل إنسان يحب نفسه ، ولا يوجد أحد لا يحب نفسه .
ومحبة النفس ليست خطية ، إن كانت محبة روحانية .
والسيد الرب لما قال إن الوصية الأولي والعظمي هي " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك " قال بعد ذلك " والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك " {مت22: 37- 39}. أي أن اعظم مستوي تحب به القريب ، هو أن تحبه كما تحب نفسك ......
***
غير أن هناك محبة خاطئة للنفس ، وقال عنها الرب :
" من وجد حياته يضيعها .. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها "{مت39:10}.
فكيف تفرق بين الوصيتين ؟ وما معني " من وجد حياته يضيعها "؟
الحل هو أن هناك شئ يسمي حروب الذات ، أو عبارة الذات ، التي يتمركز فيها الإنسان حول نفسه . ويقول أريد أن أبني نفسي ، أن احقق ذاتي ، أن أرفع ذاتي ......
وهناك ظرق خاطئة يلجأ إليها الإنسان في بناء ذاته فتضيعه .
فما هي هذه الطرق ، التي بها يحب الإنسان نفسه محبة خاطئة .




هذه التي قال عنها الرسول " شهوة الجسد ، وشهوة العين ، وتعظم النعيشة "{1يو16:2}. وقال إنها جزء من محبو العالم الذي يبيد وشهوته معه ..
إنها المحبة الخاصة باللذة والمتعة والرفاهية .
لذة الحواس ، التي تقود إلي الخطية . والتي جربها سليمان الحكيم ، وقال فيها " ومهما إشتهته عيناي لم أمسكه عنهما "{جا10:2}. وقال في تفصيل ذلك " عظمت عملي . بنيت لنفسي بيوتاً ، غرست لنفسي كروماً . عملت لنفسي جنات وفراديس ... جمعت لنفسي ايضاً فضى وذهباً ، وخصوصيات الملوك والبلدان . أتخذت لنفسي نغنيين ومغنيات ، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات . فعظمت وأزددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم "{جا2: 4-9}.
***
فهل هذه المتعة نفعت سليمان أم أضاعته ؟
إنه لم ينتفع بها ، بل وجد أن كل كا عمله " الك باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس "{جا11:2}. بل هذه الرفاهية وهذه المتعة الجسدانية اضاعت سليمان ، أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة آخري . ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهة كقلب داود ابيه "{1مل4:11}. وتعرض لعقوبة شديدة من الرب عليه .. وتمزقت دولته .
***
ومثال سليمان أيضاً الغني الغبي :
أراد أن يبني بمحبة مادية ، عن طريق الإتساع في الغني والمتعة الأرضية ، فقال " أهدم مخازني ، وابني أعظم منها ، واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي . واقول لنفسي : يا نفسي لك خيرات كثية لسنين عديدة . استريحي وكلي واشربي وافرحي ". فهل تمكن بهذا من تحقيق ذاته وبناء نفسه ؟! كلا ، بل قال له الله " يا إني في هذه الليلة تطلب نفسك منك . فهذه التي اعددتها ، لمن تكون ؟!"{لو12: 16-20}.
***
إنها ليست محبة حقيقية للنفس ، التي تأتي عن طريق اللذة والمتعة .
ولهذا قال الرب إن من يحب نفسه يهلكها ، اي الذي يحبها محنة خاطئة تقودها إلي المتعة الجسدية أو إلي شهوات العالم ، فإنه يهلكها فيا يظن أنه قد وجد حياته .
هناك نوع آخر خاطئ ، في إشباع النفس ، وهو :




شخص لا يستطيع أن يمنع نفسه مادياً ، فيسبح في تصورات إسعادها بالفكر ، يلذذ نفسه بالفكر والخيال .
ويسعد نفسه يسمونه : أحلام اليقظة .
فكل ما يريد أن يمتع به نفسه من أمور العالم ، يغمض عينيه ويتخيله . ويؤلف حكايات وقصصاً ، عن متعة لا وجود لها من عالم الحقيقة . ويقول لنفسه سأصير وأصير ، وأعمل وأتمتع . وقد يستمر في هذا الفكر بالساعات ، روبما بالأيام ، ويستيقظ لنفسه فإذا في فراغ . وقد أضاع وقته ..!
***
إن المحرومين علمياً، يعوضون أنفسهم بالفكر .
دون أن يتخذوا اي أجراء عملي بناء يبنون به أنفسهم . وكما يقول المثل العامي " المرأة الجوعانه تحلم بسوق العيش "
مثال ذلك تلميذ ، لم يستذكر دروسه ، ولم يستعد علمياً للإمتحان . وإنما يجلس إلي جوار كتبه ،ويسرح في الخيال : يتخيل أنه نجح بتفوق كبير ، وانفتحت أمامه جميع الكليات ، وصار وارتفع وأرتقي وتخرج . ثم يصحوا إلي نفسه ، فيجد أنه اضع وقته واضاع نفسه . ويقف أمامه قول الرب " من وجد نفسه يضيعها "
***
إن المتعة بالخيال ، قد تكون أقوي من المتعة الحسية .
لن الخيال مجاله واسع ، لا يقف عند حد . ويتصور تصورات لا يمكن ان تتحق في الواقع . ويكون سعيداً بذلك سعادة وهمية .
وكثير من المجانين يقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به أنفسهم ، وجدون به انفسهم في مناصب ودرجات والقاب . والفرق بينهم وبين العاقلين ، أنهم يصدقون أنفسهم فيما يتخيلونه . ويصيبهم نوع من المض يسمي البارانويا ، وحكاياته كثيرة ...
إنه خيال يظن به هذا النوع من الناس أنهم يجدون أنفسهم ، بالإشباع الفكري والمتعة الخيالية ، والأحلام والأوهام ..
هناك نوع ثالث يظن أنه يبني ذاته بالعظمة .



هناك نوع يجد نفسه ، حينما يصير عظيماً ، بالمقاييس النادية :
وأول من وقع في هذه المحبة الخاطئة للنفس : الشيطان .
وهكذا قال في قلبه " اصعد إلي السموات . اأرفع كرسي فوق كواكب الله . واصعد فوق مرتفعات السحاب ، واصير مثل العلي "{أش14: 13، 14}. ولنطبق عليه قول الرب " من وجد نفسه يضيعها " وإذ به قد انحد إلي الهاوية ، إلي اسفل الجب . ومصيره أسوا بكثير من سقطته {رؤ10:20}. لقد ظن أنه يجد نفسه بشهوة العظمة ، وبهذه البشهوة فقد كل شئ ......
***
وبهذه الشهوة أيضاً اضاع الشيطان أوبينا الأولين ، حينما قال لهما وهما في الجنة " تنفتح أعينكما ، وتصيران مثلي العلي ، عارفين الخير والشر "{تك5:3}.
ووقع في هذه المحبة الخاطئة أيضاً ، الذين أرادوا بناء برج بابل .
أولئك الذين قالوا " هلم نبن لأنفسنا مدينة ، وبرجاً راسه في السماء .ونصنع لانفسنا اسماً ، لئلا نتبدد علي وجهكل الأرض "{تك4:11}. فكانت النتيجة أنهم اضاعوا أنفسهم ، وبلبل الله ألسنتهم ، وبددهم علي وجه كل الأرض . فلا بنوا مدينة ولا برج .
***
في شهوة العظمة العالمية ، محبة خاطئة للنفس . أما العظمة الحقيقة فيصل إليها الإنسان بالإتضاع ، حسب قول الرب " من يرفع نفسه يتضع ، ومن يضع نسفع يرتفع {مت12:23}.
اما الذي يحاول أن يجد نفسه بالرفعة العالمية ، ما اسهل أن يدخل في حروب ومنافسات ، قد تضيعه علي الأرض ، وإن حصل علي ما يريد علي الأرض ، فهذه العظمة الأرضية في الأبدية .
***
ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال : إبشالوم بن داود .
ذلك الذي أحب نفسه محبة خاطئة عن طريق العظمة . فانشق علي أبيه داود ، واساء إليه إساءات بشعة ،؟ وحاربه بجيش لكي يجلس علي كرسيه في حياته ، ويحقق لنفسه العظمة بأن يصير ملكاً .. فماذا كانت النتيجة ؟ لقد فقد كل شئ . ومات في الحرب وهو خاطئ متمرد ، ففقد الأرض والسماء معاً .
***
هناك أشخاص لا يجدون انفسهم بعظمة عالمية ، فيحاولون أن يجدوا العظمة بالكلام .
بالمجد الباطل ، بالفرح بمديح الناس لهم . وإن لم يجدوا ذلك يمدحون انفسهم ، ويتحدثون عن فضائلهم وأعمالهم المجيدة لكي ينالوا مجداً من الناس .
وعكس هؤلاء كان القديس يوحنا المعمدان ، الذي كان يخفي نفسه ليظهر المسيح ويقلل منن شأن نفسه ممجداً سيده المسيح ، قائلاً " ينبغي أن ذاك يزيد وأنا أنقص " {يو30:3}. وبهذا الإتضاع ارتفع يوحنا المعمادن . وقال عند السيد الرب إنه أعظم من ولدته النساء {مت11:11}.
حقاً ما اجمل ما نقوله عن الرب في القداس الإلهي :
" الساكن في الاعالي ، والناظر إلي المتواضعات ".
إن حروب العظمة قد ضيعت كثيرين ، والأرمثلة كثيرة .
***
هناك نوع أخر من المحبة الخاطئة للنفس ، يظن بها البعض انهم ينبنون انفسهم فيضعونها ، ذلك هو اسلوب
المعارضة والصراع .




تجد أشخاصاً وكأنهم شعلة من النار ، في التفكير والحركة والعراك .
لا يقدرون علي العمل البناء ، فيظنون أنهم يجدون أنفسهم بهده البنائين .
إنهم يعملون علي هدم وتحطيم غيرهم . لا يسرهم شئ مما يعمله العاملون ، فينتقدون كل شئ ، ويبحثون عن أخطاء لتكون مجالاً لعملهم من النقد والنقض والتشهير . كأنهم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم . وفي نفس الوقت الذي يحطمون فيه بناء غيرهم لا يبنون شيئاً .
***
حياتهم كلها صراع , ويظنون الصراع بطولة .
يرون أنهم ابطال ويفرحون بذلك . ويفتخرون بأنهم هاجموا فلاناً وفلاناً من الأسماء المعرفة . ويقول الواحد منهم إن عنده الشجاعة التي بها " يقول للأعور أنه اعور في عينه " . وقد تكون شهوة قلوبهم أن يفقأوا عيون المبصرين ، ثم يعبروهم بما فعلوه بهم !!
***
لهم الطبع الناري . وشهوتهم أن يرتفعوا علي جماجم الآخرين ! فهم قادرون – في نظرهم علي تحطيم العاملين . ويفرحون بهذا . ولكن الله لا يقبلهم لن قلوبهم خالية من المحبة . وفي صراعهم يفقدون انفسهم . وفيما يتخيلون أنهم قد وجدوا أنفسهم ، يرون أنهم قد ضيعوها . كالطفل في الفصل ، الذي يشعر أنه قد وجد ذاته في معاكسة المدرسين ! ويظن ذلك جراة وشجاعة وقوة وبطولة يبني بها نفسه التي يحبها . ولكنها محبة خاطئة للنفس .
***
والعجيب ان هذا النوع يفتخر بنفسه ويقول في تحطيمه للغير : أنا إنسان مقاتل Iam afighter علماً بأن الهدم أسهل من البناء . وكما يقول المثل " البئر الذي حفره العاقل في سنة ، ويمكن أن يردمه الجاهل في يوم " .
هناك أشخاص يظنون أنهم يحققون ذواتهم بالحرية .








كالشاب في لاد الغرب " إذا كبر ، فلا سيطرة لأحد عليه ، لا أبوه ولا أمه في البنيت ، ولا مدرسوه في معاهد التعليم . بل يظن انه يفعل ما يشاء بلا قيد . حتي المبادئ والقيم والتقاليد ، يجب أن يتخلص منها . ويعتبر أنه بهذا يصير حراً ويجد نفسهه . والوجوديون يريدون – في تمتعهم بالحرية – أن ينحلوا حتي من { قيود } الله ووصاياه . ولسان حال كل منهم يقول " من الخير أن الله لا يوجد ، لكي أوجد أنا "!!
***
كل هؤلاء يقصدون بالحرية ، الحرية الخارجية .
وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة .
ولا يقصد التحرر من الخطايا والأخطاء والتحرر من المعادات الفاسدة . كل ذلك الذي قال عنه السيد المسيح " إن حرركم الإبن ، فالحقيقة تكنون أحرااراً {يو36:8}. الإبن الضال ظن أنه ومجد نفس بالحرية بتركه لبيت أبيه ، ولكنه بذلك أضاع نفسه {لو15}. وكذلك الذين يظنون أنهم يجدون أنفسهم بالحرية في الأدمان والفساد والتسيب واللأمباللاة ! أو بالرحية في الخروج من الحصون التي تحميه غلي القضاء الواسع الذي يهلكه !
***
العجيب أنه في الحياة الروحية ، يظن أنه يجد الحرية في الخلص من قيود الإرشاد الروحي !
فلا يستشير الب الروحي ، إلا الأمور التي تعرف انه سيوافق عليها . وأما ما يشعر أنه سينهاه عنه ، فذلك يخفيه ! وهكذا يسير حسب هواه ، فيضل الطريق . أو يقول " ابحث عن اب إعتراف آخر ".. حقاً الإستخدام الخاطئ للحرية يضر . وقد أوصل البعض إلي الألحاد .
***
والأخطر من هؤلاء : الذين يعطون أنفسهم الحرية في تفسير الكتاب ، وينشرون آراءهم كعقيدة !!
فيفسرون الكتاب حسب هواهم . يخضعونه لأفكار ، بدلاً من أن يخضعوا أنفسهم لنصوصه . من اجل هذه وجدت طوائف وكنائس متعددة تتعارض في عقائدها ، ووجدت يشاء {كما فعل شهود يهوه وامثالهم } والعجيب أن كل هؤلاء يظنون أنفسهم أكثر معرفة من غيرهم . وهنا تدخل النفس في حرب المعرفة .




يظن البعض أنه وجد نفسه عن طريق المعرفة .
أو عن طريق حرية المعرفة ، أو المعرفة التي يقول عنها الكتاب أنها تنفخ {1كو1:8}. ويحب الواحد منهم ان يكون مرجعاً في المعرفة ، يقود غيره في المعرفة . ويحاول أن يأتي بفكر جديد ينسب إليه ، ويتميز به ، وينفرد به ، حتي يقولون " فلا قال " ......
ومن هنا ظهرت البدع ، لأنها بها إبتداع أناس أفكاراً جديدة ضد التسليم العام ...
***
يظن بها الشخص أنه يجد نفسه ، كصاحب رأي وفكر وعقيدة ، ولا يتضع بالخضوع لتعليم الكنيسة ، بل يريد ان يخضع الكنيسة لتعليمه .. وهكذا يضع نفسه .
إنسان آخر يظن أنه يبني نفسه بالإعجاب بالنفس .




فيكون باراً في عيني نفسه و " حكيماً في عيني نفسه ".


ويدخل في عبادة النفس . ولا مانع أن يكون الكل مخطئين ، وهو وحده الذي علي صواب ! وهذا النوع يبرد ذاته في كل عمل وفي كل خطأ . وإن قال له أحد أنه مخطئ لا يقبل ذلك . ويرفض كل توجيه . وإن عوقب علي خطأ ، يملأ الدنيا صراخاً إنه مظلوم . ولا ينظر إلي الذنب الذي أرتكبه ، وإنما يدعي قسوة من عاقبه !
***
وترتبك مقاييسه الروحية والأدبية والعقلية ، ويضيع نفسه .
ويمدح نفسه ، ويحب ان يمدحه الآخرون . وإن مدحوا غيره يستاء ! كما استاء قايين ، لما قبل الله قربان هابيل اخيه ...
والكثير من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس ، يكون الله منحهم مواهب ولكنهم استخدموا المواهب في الإضرار بأنفسهم .
مجال آخر يظن الإنسان أنه يبني نفسه وهو الأنشطة :




قد تجد إنساناً كثير الحركة يعمل في أنشطة متعددة ، وربما بلا عمق ، ويظن أنه يبني بها نفسه !
يري أننا نغيش في عصر التكنولوجيا ، فينبغي أن يكون هو أيضاً إنساناً تكنولوجي ، يسير مثل الآلة ، حركة دائمة بلا توقف ، بعضوية في كثير من الهيئات ، وفي نشاط دائم لا يعطي له فرصة للصلاة ولا القراءة ولا التأمل ، ولا الإهتمام بنفسه روحانيته ، بلا عمق ، مجرد نشاط في كل مكان ، له مظهر العامل المجد ، ناسياً قول الكتاب :
" كل مجد إنبه الملك من داخل "{مز44}.
وكلن الأجدر أن يعطي وقتاً واهمية لروحياته ، لأنه يضر نفسه بهه المشغوليات المستمؤة ، التي قد تتحو لعنده إلي هدف ، ينسي فيه الهدف الأصلي وهو خلاص نفسه .
نوع آخر يحب نفسه محبة خاطئة ، ويجد نفسه عن طريق :




فيركز كل إهتمامه في هذه الأمور التي يدخلها الرسول تحت عنوان تعظم المعيشة وهكذا يفرح بالألقاب والمناصب والغني . وكلما اضاف إلي نفسه لقباً جديداً ، ظن به أنه أوصلها إلي قمة المجد . بينما الفرح الحقيقي هو بناء النفس من داخل مهما كانت " مشتملة وبأطراف موشاة بالذهب ومزينة بأنواع كثيرة " .
ليس المجد في أن تكون عظيماً أمام الماس ، إنما في أن تكون " عظيماً أمام الرب " كما قيل عن يوحنا المعمدان
{لو15:1}. وهنا نتحدث عن الوضع السليم لبناء النفس .



عن كنت تحب نفسك حقاً ، حاول ان تبنيها من الداخل ، من حيث علاقتها بالله ، والمحبة التي تربطها بالكل . بأن تتكر ذاتك ليظهر الله في كل اعمالك . وينكر ذاتك لكي يظهر غيرك . وتصلب ذاتك لكي يحيا الله فيك . ويقول " مع المسيح صلبت ، لكي أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في "{غل20:2} . وهكذا تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات {غل24:5}.
***
تقهر ذاتك ،وتغلب ذاتك . وبهذا الأنتصار علي النفس ، تحيا نفسك مع الله . الذي يقويك في مركب نصرته {2كو14:2}. وهنا تكون المحبة الحقيقية للنفس أما المظاهر العالمية من عظمة وشهرة ولذة ومتعة وحرية خاطئة ، فلن توصلك إلي البناء الحقيقي للنفس .
***




المهم أن تجد نفسك في الله ، وليس في العالم .
تجدها لا في هذا العالم الحاضر ، إنما في الأبدية .
تبني نفسك بثمار الروح {غل5: 22، 23}. التي تظهر في حياتك . وذلك بأن تكون عصناً ثابتاً في الكرمة الحقيقية عطي ثمراً ، والرب ينقيه لعطي ثمراً أكثر {يو15: 1، 2}.
أي ينقيه من الشهوات والرغبات المهلكة للنفس ، التي يجب أن تبغضها لتحيا مع الله ، وأضعاً أمامك قول الرب :
***
" ومن يبغض نفسه في هذا العالم ، يحفظها إلي حياة أبدية "{يو25:12}.
وهنا كلمة " يبغض نفسه " تعني يقف ضد رغباتها ، ولا يطاوعها في كل ما تطلب ، ولا يجعلها تسير حسب هواها ، بل يقمعها ويستعبدها {1كو27:9}. حتي بهذا تتطهر من كل دنس . وتكون هذه هي المحبة الحقيقية للنفس .




رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداسة البابا شنوده الثالث | المحبة الخاطئة للنفس
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة النظرة البيضء والنظرة السوداء
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ (15)‏
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ لقداسة البابا هل الجسد عائق للفضيلة ومتي يكون عائقا لها
حصري اوديو محاضرة قداسة البابا ( المحبة الخاطئة للنفس) 5\10\2011


الساعة الآن 04:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024