منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:07 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة يكون عائقاً للفضيلة إن أهملنا خلاصناً هذا

حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة يكون عائقاً للفضيلة إن أهملنا خلاصناً هذا

حياة الفضيلة والبر

بقلم قداسة البابا شنودة
يكون عائقاً للفضيلة إن أهملنا خلاصناً هذا مقدراه


في ميلاد السيد المسيح ، نتذكره أنه جاء لخلاصنا . وقال إنه :
" جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك "{لو10:9}.
ولهذا فإن سمعان الشيخ ، لما رأي في ميلاد الرب تباشير الخلاص ، قال " الآن يارب تطلق عبدك بسلام ، لأن عيني قد ابصرتا خلاصك "{لو30:2}. مع ان الخلاص لم يكن قد تم ، لكنه راي في الميلاد تباشير أو بداية هذا الخلاص .
وبهذا الخلاص بشر الملاك الرعاة قائلاً " إنه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب " {لو11:2}. ولهذا في ميلاد المسيح ، دعي إسمه يسوع أي مخلص ، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم {مت21:1}.
***
ومع أن السيد المسيح جاء لخلاص العالم كله ، فإن العالم كله لم يخلص ، لأن البعض رفضوا هذا الخلاص !!
" إلي خاصته جاء وخاصته لم تقلبه " " أضاء النور في الظلمة والظلمة لم تدركه " {يو1: 11، 5}. إذن أمامنا موضوعان هامان :
الخلاص الذي جاء المسيح ليقدمه ، وقبول او رفض هذا الخلاص .
" الذين قبلوه اعطاهم سلطاناً أن يصيروا اولاد الله "{يو11:1}.
***
وفي نفس الوقت رفض هذا الخلاص من الكتبة والفريسيين والصدوقيين والناموسيين ، والكهنة ورؤساء الشعب وغيرهم.
لما سمع هيرودس الملك بميلاد المسيح " اضطرب وجميع أورشليم معه "{مت3:2}.
ودبر مؤامرة لقتله ، ولو أدي الأمر أن يقتل كل أطفال بين لحم . أنه لم يفرح بهذا الخلاص الأتي ، ولم يؤمن به !! وهكذا يحذرنا الرسول قائلاً :
" كيف ننجو ، إن أهملنا خلاصنا هذا مقدراه ؟!{عب4:2}.
هذا الخلاص الذي تنبأ عنه انبياء كثيرون ، ووردت عنه العديد من الرموز ، وانتظرته أجيال طويلة .. حينئذ يقف أمامنا سؤال هام : ما موقفنا من هذا الخلاص ؟
***
لا تقل : هل الله يريدني أن أخلص أم لا ؟
فالله يريد أن الجميع يخاصون ، وإلي معرفة الحق يرجعون "{1تي4:2}. والمهم هو أنك تريد أن تخلص .. كما كان الرب يسأل المريض أحياناً " اتريد أن تبرأ "{يو6:5}. لأن هناك مرضي يحبون المرض ولا يريدون الشفاء ، كما قيل :
" أحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن اعمالهم كانت شريرة "{يو19:3}.
الذين يحبون الظلمة ، ولا يحبون أن يخلصوا ، إن أراد الرب أن يخلصهم من خطاياهم ، يرفضون ويتمسكون بها بالأكثر !!
***
وهذا يذكرنا ببكاء المسيح علي أورشليم ، وحينما قال لها " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم اردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا .."{مت27:23}. انظروا ماذا يقول ؟
كم مرة اردت .. ولم تريدوا !!
وذلك كانت النتيجة " هوذا بيتكم يترك لكم خراباً " .

إنه العتاب الذي عاتب به الرب شعبه منذ القديم ، واشهد عليه السماء والأرض ، وأنشذ له نشيد الكرمة ، وقال " أحكموا بيني وبين كرمي . ماذا يصنع لكرمي ، وأنا لم اصنعه ؟! {أش5: 3، 4}.
***
إنها قاعدة يجب أن نعرفها في الخلاص الذي يقدمه الرب .
الرب يقدم الخلاص . ولكن لا يرغم أحداً علي قبوله .
الله يريد القلب ، يريد الحب ، ولا يجذب أحداً إليه بالعنف إطلاقاً . إنه يترك الأمر لإحتيار البشر ،ويقول " قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة ، فأختر الحياة لكي تحيا "{تث30: 19 ، 15}.
الله يرشد وينصح ، وتبقي الإرادة كلها في يدك ، تعمل اولا تعمل ، تقبل أولا تقبل .
هو واقف علي الباب يقرع {رؤ20:3}. وأنت حر ، تفتح أو لا تفتح ...
وهكذا حدث مع عذراء النشيد ، قرع علي بابها طويلاً ، وأنتظر حتي إمتلأ رأسه من الطل ، وقصصه من ندي الليل ، وخاطبها بأرق العبارات ، ولكنها أعتذرت عن فتح بابها ، وتأخرت ، فكانت النتيجة أنه : تجول وعبر "{نش5: 2- 6}. وهكذا نتيجة حريتها فقدت الحياة مع الله فترة ، ثم عادت بعدها ورجعت إليه .
***
إن دم السيد المسيح كفارة غير محدودة ، كاف لمغفرة جميع الخطايا ، لجميع الناس ، في جميع العصور . ومع ذلك لم يخلص الكل , والسبب راجع إليهم هم .
النعمة مستعدة أن تعمل مع كل واحد ، ولكن ليس الجميع يستسلمون لعمل النعمة .. الروح القدس مستعد أن يهب القوة للكل ويعمل فيهم ، ولكن ليس الكل يشتركون مع الروح القس في العمل . الخلاص مقدم للجميع . ولكن كثيرون لاهون عن خلاصهم .. فلماذا كل هذا ؟




أول سبب يضيع خلاص الإنسان هو محبته للخطية .
محبة الجسد والمادة والأشياء التي في العالم . الناس يهتمون بأجسادهم أكثر مما يهتمون بأروحهم . عقلهم ينشغل بالعالم وليس بالسماويات . فتتعلق قلوبهم بالدنيا وما فيها ، ويركزون فيها رغباتهم . وهكذا لا يصبح القلب لله . وتتدرج علاقتهم بالخطية : وقد تصبح الخطية عادة ، وتسيطر . وقد تصبح شهوة ويستعبد الإنسان لها .
***
وبتدرج الإنسان من محبة الخطية إلي العبودية لها .
يدخل في حالة من السبي ، حتي أنه يفقد إرادته تماماً .
وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحالة فقال " ... الشر الذي أريده ، إياه أفعل .. فلست بعد افعله أنا ، بل الخطية الساكنة في .. أري ناموساً في أعضائي يحارب ناموس ذهني ، ويسبيني إلي ناموس الخطية ..."{رو7: 19- 32}.
إذا ليس المهم فقط ، الخلاص من العقوبة .
إنما الأصل والأهم هو الخلاص من الخطية .
ضع أمامك إذن كيف تخلص من الخطية ، وتصل إلي التوبة ، وإلي النقاوة ، وإلي محبة الله . وهذا ما ينبغي أن تفكر فيه من بداية سنة جديدة ، فتكون لك حياة مع الله ..
***
كثيرون يفقدون الخلاص لأن نظرتهم تغيرت .
نظرته للروحيان تغيرت ، نظرته إلي الله نفسه تغيرت . لم يعد له الإهتمام الأول ، ولا الحماس السابق . بل لم تعد له لذة في العشرة مه الله . وقد يصلي ، ويقرأ الكتاب ، ويحضر القداسات والإجتماعات . ولكن بغير روح .
***
وربما نظرته إلي الخطية أيضاً قد تغيرت :

وأصبح الضمير واسعاً ، ويبتلع أشياء كثيرة . وهكذا صار في أعمال عديدة يفقد حرصه وإحتراسه ، ويفقد تدقيقه ، وبالوقت يصل إلي الإستهانة واللامبالاة . اي يرتكب الخطية بلا مبالاة ، ونفس الإستهانة في صلواته وعبادته ...
***
وبمرور الوقت تختفي مخافة الله من قلبه .
وإذا بعبارات الله حنون محب غفور طيب ، تجعله لا يبالي ، كأنما يستغل محبة الله استغلالاً سيئاً في كسر وصايا الله بدون خوف . وهنا يقف أمامه قول الرسول عن العلاقة بالرب " أم تستهين بغني لطفه وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة "{رو4:2}.
***
وهذه الإستهانة تجعله بفقد الجدية في حياته الروحية .
لا ينظر إلي وصايا الله في جدية ، ولا يعترف ويتناول في جدية . ويمكن أن يتناول ويخطئ مباشرة ، بلا خجل ، بغير مخافة لله ، ولا هيبة ولا خشية !! وبلا إهتمام .. لا يضع في ذهنه أن الله يراه ، وأن أرواح الملائكة وأرواح معارفه الذين انتقلوا تراه !!
يصاب ببرودة في حواسه الروحية ، فتتبلد !
وهذا النوع ربما يسمع العظات فلا يتأثر ، ويقرأ عن لروحيات فلا يتأثر . بل تتحول الروحيات عنده إلي معلومات تزيد معرفه ، وليست إلي مناخس تنخس قلبه وضميره ...
***
ويفقده الواعز الداخلي ، تفقد الدوافع الخارجية تأثيرها .
لأنها لا تجد في داخله ما يقبلها وينفعل بها ، أو لأنه تعودها . كما يتعود مريض دواء معيناً ، فيفقد الدواء تاثيره عليه . وهكذا تدخل حياته في فتور روحي ، أو في بروده روحية ، وقد يبعد حياة الروح تماماً . ولا يفكر مقطلقا في خلاص نفسه . وإن ناداه الرب ، لا يجد في قلبه صدي ، إذ قد وصل إلي قساوة القلب التي حذر منها الرسول قائلاً :
" إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم "{عب3: 7، 15}.
وحتي هذا الإنسان ، تحاول النعمة ان تجذبه . وقد يسمع صوت الله فيتأثر به ، ويود ان يرجع إلي الحياة مع الله . ولكنه يدخل في صراع داخلي . ويصبح مثل إنسان مشلول يريد أن يقف ، فلا تقوي قدماه علي ذلك .
***
وهكذا يبرر رفضه للخلاص بعنصر التاجيل .
تماماً مثل فيلكس الوالي ، الذي إرتعب لما سمع بولس الرسول يتحدث عن البر والدينوينة والتعفف . ولكنه قاوم التأثير الروحي بقوله للرسول " اذهب الآن ، ومتي حصلت علي وقت أستدعيك "{أع25:24}.
***
بالإضافة إلي كل هذا ، توجد الحروب الخارجية .
التي تنتهز الضعف الداخاي ، فتهجم وتضغط . وتفتح أمامه أبواباً واسعة للخطية طالما اشتهاها من قبل وما كان يجدها ..
وإن حاول أن يضع أمامه قول الرسول " لا تشاكلوا أهل هذا الدهر ، بل تغيروا عن شكلكم يتجديد اذهانكم "{رو12: 2}. يصور له العدو صعوبة التغير ، وردود الفعل في الوسط الذي يعيش فيه . وماذا يقول الناس عنه ، وقد تعودوا عليه في صورة معينة !!
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الفضيلة والبر ((22)) بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم
حياة الفضيلة والبر ((16)) بقلم قداسة البابا شنودة 26\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((13)) بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((23)) بقلم قداسة البابا شنودة 14\11\2010


الساعة الآن 02:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024