لقد نقض المسيح اوجاع الموت , وقام منتصرا .. ثم ارتفع الى اعلى السموات لكى يستقر فى مجده الآعظم . .
أربعون يوما بعد قيامته قضاها المسيح يعلم تلاميذه قبل ان يرتفع . . يظهر لهم لكى يروا بأنفسهم نموذجا منظورا للقيامة العتيدة فيدركوا واقعها .
أراهم المسيح ان القيامة تكون بالجسد , الذى يمكنه ان يرى ويتكلم ويسمع ويشعر . . لكن بأبعاد واعماق اخرى تفوق حواسنا العادية . .
لقد صعد المسيح له المجد بعد قيامته لكى نعرف موضعه من العالم بعد ان تمم لنا الخلاص . .
لقد صعد المسيح ليدير مملكته كملك جالس على عرشه " اجلس عن يمينى حتى اضع اعدائك مواطئا لقدميك - مز 110 : 1 " . . فكما يعطى الملك احباءه مواهب وعطايا . . فهو يخضع اعداءه تحت قدميه . .
يقول القديس بولس الرسول : مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ماهو رجاء دعوته , وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين , وما هى عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذى عمله فى المسيح . اذ اقامه من الاموات واجلسه عن يمينه فى السماويات فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة , وكل اسم يسمى . . ليس فى هذا الدهر فقط بل فى المستقبل . واخضع كل شئ تحت قدميه , واياه جعل رأسا فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده . ملء الذى يملآ الكل فى الكل - اف 1 : 18 - 23 . .
حقا هو ذاك المتواضع , الوديع الذى لم يكن احد يسمعه يصيح . . الذى سيق للذبح كشاه فلم يفتح فاه . . الآن هو فى مكانه الذى هو فيه منذ البدء . .
ان اساس شهادتنا هو قيامة المسيح من الاموات , قاهرا الموت , وسلطان الشيطان , والخطيئة . . فالايمان بالمسيح هو ايمان بموته وقيامته , ومن امن ينال الحياة الابدية بعد معموديته وتوبته الدائمة . .
ان صعود المسيح ودخوله الى الآقداس هو دخول كسابق من اجلنا " فوجد لنا فداء ا ابديا - عب 9 : 12 . . لقد كان الحجاب قائما بين الله والانسان , والخاطئ لا يمكن ان يخترق هذا الحجاب . . ولكن تمت المصالحة بموت المسيح الكفارى على الصليب . .
انشق بالصلب حجاب الهيكل الذى على الارض . . اما الحجاب الذى فى السماء فكان ينتظر صعود الفادى ليقدم بنفسه ذبيحة نفسه بصفته الكاهن الى الابد على طقس ملكى صادق " ليظهر الان امام وجه الله لآجلنا - عب 9 : 24 " . .
ان الدم الذى فدانا به المسيح هو ثمننا الذى اشترانا به , فديتنا , فدخوله الى الاقداس هو دخول بنا الى الاقداس منقوشين بدمه على يده " فاذا لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع , طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب . اى جسده - عب 10 : 19 - 20 . .
ويوضح الرسول بولس عمل المسيح فيقول " فماذا نقول لهذا ؟ ان كان الله معنا فمن علينا ؟ الذى لم يشفق على ابنه , بل بذله لاجلنا اجمعين . كيف لا يهبنا ايضا معه كل شئ . من سيشتكى على مختارى الله ؟ الله هو الذى يبرر . من هو الذى يدين ؟ المسيح هو الذى مات , بل بالحرى قام ايضا , الذى هو ايضا عن يمين الله , الذى يشفع فينا - رو 8 : 31 - 34 .
فالموقف كله يتلخص فى النقاط الاتيه :
اولا : حقيقة . . ان الله معنا . . وهو امر تحقق بتجسد المسيح " عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا " .
ثانيا : حقيقة . . احبنا الله . . وبذل ابنه على الصليب كفدية لآجلنا , وعليه فلا يمكن ان لا يعطينا الله الحياة الابدية مع المسيح .
ثالثا : مهما كانت خطايانا فلن يستطيع الشيطان ان يشتكى علينا لآن معنا الصك الذى منحنا اياه المسيح بدمه ليظهر براءتنا .
رابعا : اذا كانت اية شكوى ضدنا ستقدم للمسيح الذى هو الديان , فأن المسيح نفسه هو المحامى عنا , لا بالكلام ولكن بسفك دمه .
وبالرغم من ارتفاع المسيح واختفائه عن الاعين , الا انه ايضا وعد بالبقاء معنا الى مدى الايام والى انقضاء الدهر , وهو موجود بعمله وظهوره غير المنظور , فهو الذى دعا القديس بولس , وهو الذى يشدد مؤمنيه . .
ومتى يجئ الرب ؟؟؟؟
يقول الرسول بطرس " فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى اوقات الفرج من وجه الرب . ويرسل يسوع المبشر به لكم من قبل . الذى ينبغى ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شئ - أع 3 : 19 - 21 .
فهناك ارتباط بين مجئ المسيح واكتمال ازمنة رد كل شئ , التى معناها تطميل ازمنة الخلاص التى كان قد اشار اليها السيد وهو على الصليب بقول " قد اكمل - يو 19 : 30 " .