![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() في شهر أيّار لابدّ لأي مؤمن أن يتوقف كثيراً أمام إيمان مريم فهى النموذج والمثال ومن خلالها وُلد المسيح فى العالم ومن خلالها أيضاً يولد بالإيمان فى قلب كل مؤمن. فَقالَت مَريَم: "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ". لو : 38 / 1 إنّ حدث بشارة الملاك جبرائيل لسيّدتنا مريم العذراء كان ومازال الإعلان الأول والأسمى للإيمان الذى يرضي الله ويحقق مشيئته نحو الإنسان، فعلى عكس تصرّف حواء الأولى بعصيان واستهتار نحو وصية الله الهيّنة نجد العذراء مريم تقبل دعوة الله البالغة الصعوبة بكل شجاعة وتواضع ودون تحفّظ أو طلبات، لقد نطقت مريم بروح العبادة الحقيقية بأنها أمة أو خادمة للرب وكانت تعنيها بحق، فالخادم لا يناقش سيّده فى أوامره بل يطيع فى خضوع وفرح. قَبِلَت مريم دعوة الله لها بإيمان حقيقى، قبلتها بروح تجرّد كامل فلم يتسرّب إليها أي شكوك أو أطماع كالتي أثارها الشيطان فى قلب حواء الأولى وهو يدفعها بالخبث والكذب لعصيان وصية الخالق: "فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ." تك 3 : 5 . قَبِلَت الدعوة بروح الخدمة ومحبة القريب" وفي تلكَ الأَيَّام قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا. ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات." لو 1: 39 - 40 ، قَبِلَتها بكل فرح وتهليل "فقالَت مَريَم: تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي." لو 1 : 46 - 47 ، قَبِلَت الدعوة على الرغم من السيف المزمع أن يخترق نفسها ببطء شديد طوال حياتها "وأَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ." لو 2 : 35 ، فلا عجب أن تتوجه الكنيسة المقدسة منذ نشأتها إلى والدة الإله القديسة كنموذج أكمل للإيمان يفوق كل الأنبياء والرسل "وفي اليَومِ الثَّالِث، كانَ في قانا الجَليلِ عُرسٌ وكانَت أُمُّ يَسوعَ هُناك. فدُعِيَ يسوعُ أَيضاً وتلاميذُه إِلى العُرس.ونَفَدتِ الخَمْر، فقالَت لِيَسوعَ أُمُّه: "لَيسَ عِندَهم خَمْر." فقالَ لها يسوع: "ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة ؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد." فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: "مَهما قالَ لَكم فافعَلوه" " يو 2 : 1 -5 فى هذا النص العميق الذى يسرده يوحنا الحبيب نرى العديد من المعاني المستترة، ففى هذا العرس الذى يشير إلى عرس المسيح فى قلب البشرية لا نجد من بين الحضور جميعاً مَن هو قادر على تغيير مجرى الأحداث سوى يسوع المسيح شمس البر ومريم العذراء أمه. |
|||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|