![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حَيثُ يَكونُ كَنزُكُم يَكونَ قَلبُكم "قَلبُكُم" فَتُشِيرُ في الكتاب المقدّس إِلَى مَا هُوَ دَاخِلِيٌّ وَمَركَزِيٌّ وَعَمِيقٌ وَخَفِيٌّ (خُرُوج 15: 8). وَالقَلبُ كعُضوٍ فِي الجِسمِ كَانَ أَكثَرَ أَهمِّيَّةً مِنَ الدِّمَاغِ أَوِ الرَّأسِ فِي الفِكرِ البَشرِيِّ القَدِيمِ. فَهُوَ يُعتَبَرُ مَركَزَ العَوَاطِفِ، سَوَاءٌ كَانَت جَسَدِيَّةً أَم رُوحِيَّةً (مَزمُور 62: 8؛ يُوحَنَّا 14: 1)، وَمَركَزًا لِلعَقلِ (خُرُوج 35: 35)، وَالرَّغبَةِ (نِحمِيَا 4: 6)، وَالنِّيَّةِ (مَزمُور 12: 2). وَبِحَسَبِ حَالَةِ القَلبِ تَكُونُ طَبِيعَةُ الإِنسَانِ الرُّوحِيَّةُ مُعَوَّجَةً أَو مُستَقِيمَةً (مَزمُور 101: 4؛ 119: 7). وَرُبَّمَا نُسِبَت هٰذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا إِلَى القَلبِ لِاعْتِقَادِ القُدمَاءِ أَنَّ الحَيَاةَ فِي الدَّم، أَو أَنَّ الدَّمَ هُوَ الحَيَاةُ نَفسُهَا (الأَحبَار 17: 11 و14). يُوصَفُ القَلبُ البَشَرِيُّ فِي الكِتَابِ المُقدَّسِ بين الضعف والخطيئة أَنَّهُ مَليءٌ بِالشَّرِّ وَالحَمَاقَةِ (جَامِعَة 9: 3)، وَأَنَّهُ أَخبَثُ مِن كُلِّ شَيءٍ وَنَجِسٌ (إِرمِيَا 17: 9)، وَأَنَّهُ مَنبَعُ الخَطِيئَةِ (متى 15: 8 و19). لِذَلِكَ فَالرَّبُّ يَنظُرُ إِلَى القَلبِ (1 صَمُوئِيل 16: 7) وَمِنهُ مَخَارِجُ الحَيَاةِ (أَمثَال 4: 23). وَمِن هُنَا تَأتِي الوَصِيَّةُ: "مَزِّقُوا قُلُوبَكُم وَلَا ثِيَابَكُم" (يُوئِيل 2: 13). القَلبُ هُوَ أَيضًا مَقَرُّ الإِيمَانِ:"بِالقَلبِ يُؤمَنُ لِلبِرِّ" (رُومَة 10: 10). وَالتَّكَلُّمُ بِالقَلبِ يَعني التَّفَكُّرَ وَالتَّأمُّلَ (1 صَمُوئِيل 1: 12). وَإِذَا أُرِيدَ التَّأكِيدُ عَلَى قُوَّةِ العَاطِفَةِ، نُسِبَت إِلَى "كُلِّ القَلبِ"، كَمَا فِي الوَصِيَّةِ العُظمَى: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ" (متى 22: 37). َوَحدةُ القَلبِ تَظهَرُ فِي المُحَبَّةِ وَالاِتِّحَادِ (أَعمَال الرُّسُل 4: 32). أَمَّا اِلتِهَابُ القَلبِ فَيُقصَدُ بِهِ الاِبتِهَاجُ وَالاِنفِتَاحُ عِندَ سَمَاعِ كَلِمَةِ اللهِ، كَمَا فِي قَولِ تِلميذَي عِمَّاوُس: " أَمَا كَانَ قَلبُنَا مُتَّقِدًا فِي صَدرِنَا حِينَ كَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيَشرَحُ لَنَا الكُتُب؟" (لُوقَا 24: 32). إِذن، مَوضِعُ الكَنزِ يَكشِفُ مَوضِعَ القَلبِ. فَإِذَا كَانَ كَنزُنَا فِي السَّمَاءِ، يَكُونُ قَلبُنَا مَعَ اللهِ؛ وَإِذَا كَانَ كَنزُنَا فِي الأَرضِ، يَظَلُّ قَلبُنَا مُقَيَّدًا بِالفَانِي وَالمُؤَقَّت. وَبِهٰذَا تَتَحَدَّدُ هُوِيَّتُنَا المَسِيحِيَّةُ وَحَقِيقَةُ مَسِيرَتِنَا مَعَ المَسِيحِ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|