![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه)). "لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ" إِلَى شَرْطِ العَطِيَّةِ، أَيْ أَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ لَا يُمْنَحُ إِلَّا لِلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ بِالصَّلَاةِ وَالتَّوْقِ، أَيْ لِلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي انْفِتَاحٍ حَقِيقِيٍّ عَلَى اللهِ. فَأَعْظَمُ اسْتِجَابَةٍ لِلصَّلَاةِ لَيْسَتْ أَمْرًا مَادِّيًّا، بَلْ أَنْ يُعْطِيَنَا اللهُ ذَاتَهُ، عَبْرَ رُوحِهِ، لِيَجْعَلَنَا قَادِرِينَ عَلَى: أَنْ نُحِبَّ عَلَى مِثَالِهِ، أَنْ نُؤْمِنَ بِهِ بِمِلْءِ القَلْبِ وَالعَقْلِ، أَنْ نَتَرَجَّى الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ بِثِقَةٍ. فَالرُّوحُ القُدُسُ هُوَ رُوحُ الشَّرِكَةِ، وَهُوَ الَّذِي يُثَبِّتُنَا فِي الِابْنِ، وَيَقُودُنَا إِلَى حِضْنِ الآبِ، فِي عِلَاقَةٍ حَمِيمِيَّةٍ تُحْيِينَا فِي العُمْقِ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ مَقَارِيُوس الرَّاهِبُ المِصْرِيُّ قَائِلًا: "نَحْنُ الَّذِينَ نَسْعَى لِنَيْلِ الخُبْزِ السَّمَاوِيِّ الحَقِّ، لِنُقَوِّيَ أَنْفُسَنَا، وَالَّذِينَ نَتُوقُ إِلَى لِبَاسِ النُّورِ السَّمَاوِيِّ، وَإِلَى انْتِعَالِ حِذَاءِ الرُّوحِ غَيْرِ المَادِّيِّ الَّذِي يُرِيحُ النَّفْسَ الخَالِدَةَ، كَمْ حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِإِيمَانٍ وَمَحَبَّةٍ أَمَامَ بَابِ اللهِ الرُّوحِيِّ، نَقْرَعَ وَنَطْلُبَ بِإِصْرَارٍ أَنْ نَكُونَ أَهْلًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (العِظَة 16، المَجْمُوعَة الثَّالِثَة). باخْتِصَارٍ، رَبَطَ يَسُوعُ هذَا المَثَلَ بِعَطِيَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ، وَفِي ذَلِكَ دَعْوَةٌ وَاضِحَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَرْفَعُوا مُسْتَوَى طَلَبِهِم، فَلَا يَقْتَصِرُوا عَلَى الأُمُورِ الزَّمَنِيَّةِ وَالفَانِيَةِ، بَلْ يَطْلُبُوا أَوَّلًا وَأَسَاسًا: الرُّوحَ القُدُسَ، خَالِقَ العَلَاقَةِ الحَيَّةِ مَعَ الآبِ وَالِابْنِ، وَمَصْدَرَ الخَلَاصِ وَالقَدَاسَةِ وَالوَحْدَةِ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|