![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا "كَفافَ"، فَفِي ٱلْأَصْلِ ٱلْيُونَانِيِّ ἐπιούσιον، فَهِيَ كَلِمَةٌ نَادِرَةٌ وَتَرِدُ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ مَرَّتَيْنِ فَقَط (متى 6: 11؛ لوقا 11: 3)، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي ٱلْأَدَبِ ٱلْيُونَانِيِّ الْقَدِيمِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى تَفَرُّدِهَا وَعُمْقِهَا ٱللَّاهُوتِيِّ. وَقَدْ فُسِّرَتْ بِثَلَاثِ طُرُقٍ مُكَمِّلَةٍ بَعْضُهَا لِبَعْض: مَعْنَاهَا ٱلْوَضْعِيُّ: أَيْ مَا يَكْفِي وَيَسُدُّ ٱلْحَاجَةَ لِلْيَوْمِ، كُلُّ خَيْرٍ مَادِّيٍّ ضَرُورِيٍّ لِلْعَيْشِ بِكَرَامَةٍ. وَهُوَ مَا يُرَكِّزُ عَلَيْهِ تَفْسِيرُ ٱلآبَاءِ فِي سِيَاقِ ٱلثِّقَةِ بِٱللَّهِ وَٱلِاتِّكَالِ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ. مَعْنَاهَا ٱلزَّمَنِيُّ: تَدُلُّ عَلَى تَكْرَارِ "ٱلْيَوْمِ" لِلتَّشْدِيدِ عَلَى ٱلثِّقَةِ بِدُونِ تَحَفُّظٍ أَوِ ٱهْتِمَامٍ مُقْلِقٍ بِٱلْغَدِ، كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ: "لَا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، فَٱلْغَدُ يَهْتَمُّ بِنَفْسِهِ" (متى 6: 34). مَعْنَاهَا ٱلرُّوحِيُّ وَٱلْإِفْخَارِسْتِيّ: فَإِذَا أُخِذَتْ حَرْفِيًّا، فَإِنَّهَا تُشِيرُ إِلَى خُبْزِ ٱلْحَيَاةِ، جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ، كَمَا قَالَ يَسُوعُ: "إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَتْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 6: 53–56). وَيُعَلِّقُ ٱلْقِدِّيسُ بَاسِيلْيُوس قَائِلًا: "إِنَّ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا ٱلسَّيِّدُ تَعْنِي ٱلِٱلْتِجَاءَ إِلَى ٱللَّهِ، لِنُخْبِرَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ ٱحْتِيَاجَاتِ طَبِيعَتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ." وَبِذٰلِكَ تُصْبِحُ هٰذِهِ ٱلطَّلَبَةُ صَرْخَةَ ٱبْنٍ مُتَّكِلٍ عَلَى أَبِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، سَوَاءٌ فِي مَا يَخُصُّ خُبْزَ ٱلْجَسَدِ، أَوْ خُبْزَ ٱلرُّوحِ، أَوْ خُبْزَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَفِي نَصِّ مَتَّى 6: 11 تَرِدُ ٱلطَّلَبَةُ كَذٰلِكَ: "أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَنَا كَفَافَ يَوْمِنَا"، وَهِيَ نَفْسُ ٱلْمَعْنَى ٱلْمُرَادِ فِي لُوقَا ١١: ٣، إِذْ تَتَرْجَمُ ثِقَةَ ٱلْمُؤْمِنِ فِي ٱلرِّبِّ وَطَلَبَهُ لِـمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ حَاضِرٍ، لَا أَكْثَرَ وَلَا أَقَلَّ، فَـ"كَفَافُ ٱلْيَوْمِ لِلْيَوْمِ". هذا الطَّلبُ بعينهِ هو ما يُحرِّكُ أحداثَ المَثَلِ الآتي، الّذي يَروي عن رجلٍ يَذهبُ إلى صَديقِه في مُنتصفِ اللّيلِ لِيَطلُبَ منهُ ثلاثةَ أَرغِفَةٍ (لوقا 11: 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|