رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
البحث عن "واسطة" كبيرة .
السيد الدكتور/ صبري قرياقص - لندن تخرجت في كلية الطب جامعة أسيوط، وكان حلم حياتي أن اسافر إلى انجلترا لإتمام دراستي، وقد ظل هذا الأمر يشغل بالي حتى انتهت مدة التكليف، فقدمت استقالتي. وكان ظني أن السفر للدراسة سهلاً ميسوراً، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالحصول على تأشيرة دخول انجلترا شيء صعب للغاية، إذ لما تقدمت للحصول عليها جرت مقابلة مع أحد رجال السفارة بالقاهرة وراح يسألني العديد من الأسئلة كأنني ماثل أمام سلطات التحقيق، وفي النهاية قال انه غير مقتنع بأني ذاهب للسياحة، وختم جواز السفر بالرفض، فعدت إلى بلدتي حزيناً. ولكن ظهرت في الأفق بادرة أمل عندما نفذت اقتراح صديق لي في انجلترا طلب مني التقدم لامتحان المعادلة. وبعد مراسلات مع هذا الصديق والمجلس الطبي العام ببريطانيا، وتسديد رسوم الامتحان وقدرها 175 جنيه إسترليني، أرسل لي المجلس بطاقة الامتحان موضحا بها ان الامتحان سيعقد في لندن يوم 20 / 5 / 1984 فقلت في نفسي لقد حلت جميع المشاكل، فليس من المعقول الا احصل على التأشيرة ومعي هذا الكارت الموضح فيه تسديدي للرسوم والمحدد به موعد الامتحان. ولكن تحطمت أمالي تماما على صخرة الرفض في السفارة البريطانية فأصبت بما يشبه الذهول .. .. كنت أسير أكلم نفسي. وتقدمت بشكوى إلى السفارة في القاهرة، والى الوزارة البريطانية، وكان رد الأخيرة بالأسف لأنها لا تستطيع أن تفرض على السفارة أي قرار، "ومع ذلك فمكانك في الامتحان محجوز" .. .. .. !!!!. أما رد السفارة في القاهرة انه لعدم قناعتها باني سأغادر بريطانيا في حالة رسوبي في لذا فقد امتنعت عن منحي التأشيرة واني إذا أردت الاحتجاج فامامي محاكم كذا، وكذا و .... نصحني كل من قابلته ان ابحث عن "واسطة" كبيرة، وقد حفيت قدماي في البحث عن هذه "الواسطة" دون جدوى. ولكني تقدمت مرة أخرى يوم 3 / 5 / 1985 ، وقلت هذه آخر فرصة وفي نفس اليوم – ولترتيب إلهي – توجهت مع صديق لي يبحث عن سكن إلى شبرا الخيمة، وقابلنا كاهن الكنيسة واسمه :أبونا بيشوي"، والذي عاملنا معاملة طيبة للغاية، فوجدت انه محب لدرجة كبيرة مما شجعني ان اعرض عليه مشكلتي، وشرحت له الموضوع، وطلبت منه ان يدلني على مسئول في الكنيسة يستطيع ان يتوسط لدى السفارة البريطانية فسألني عن كارت الامتحان، فقدمته له، فتأمله، وقال لي ان شاء الله هتسافر، فقلت له: همتك يا أبونا، شوف لي حد واسطة من الكنيسة فقال "حاضر ... ... أنا حبعتك لحبيبي البابا كيرلس، وحيحل لك المشكلة دي تماماً، وحتسافر مادام السفر لصالحك .... أنت تروح البطريركية القديمة في الأزبكية، وتركع عند كرسي البابا، وتصلي، وتمسح كارت الامتحان في الكرسي، وتأخذ صورة البابا كيرلس تخليها معاك على طول". وأعطاني صورة صغيرة. قلت له حاضر لكن في داخلي لم أكن مقتنعاً بذلك، لأني كنت أنه سيرسلني لأحد الأساقفة الذين لهم صلات، ويمكنهم التوسط في الأمر. أنصرفت أنا وزميلي الذي رأى أن نذهب إلى البطريركية على الفور، ورفض فكرتي الرامية لتأجيل الزيارة إلى الغد. والحقيقة انه لم يكن معي مصاريف الانتقال بسيارة أجرة بخلاف التعب والمشوار .... وبدون سبب نظرت تحت قدمي فوجدت مبلغ خمسة جنيهات (لم أعثر على مبلغ مثل هذا طول حياتي)، فمجدت الله لأن البابا كيرلس أرسل لنا مصاريف المواصلات أيضاً ..... "يعني عايرني أروح له" ... ولما وصلنا إلى البطريركية تراجعنا لان الباب كان مغلقاً ... المهم استطعنا الدخول وركعت وصليت ومسحت الكارت في كرسي البابا، ولكني لم اشعر باطمئنان داخلي، فعدت ثانية، وصليت بكل جوارحي، وطلبت بإلحاح أن يعطيني إشارة على انه معي. والعجيب ... إني شعرت بيد تضربني على جبهتي ضربة خفيفة جداً ولكنها في ذات الوقت أحدثت دوياً عالياً في الكنيسة ... وهنا تذكرت ان البابا كيرلس كان يفعل ذلك مع كثيرين إذ كان يضربهم بالصليب. غادرت الكنيسة وأنا اشعر ببعض التعزية، ولم نتمكن من شراء صور للبابا كيرلس، لأن المكتبة كانت مغلقة، ولكن احد الموجودين في فناء البطريركية أعطى كل منا صورة للبابا كيرلس وأخرى لشفيعه العظيم مار مينا. جرت المقابلة يوم 10 / 5 / 1985، وفوجئت بأن أوراقي السابقة غير موجودة، فمجدت الرب في الحال، كما ان المعاملة مختلفة تماماً هذه المرة، ومع شخص غير الذي أجرى المقابلة في المرتين السابقتين. وقد سألني عن كارت الامتحان فقدمته له، فكان يتأمله من الجهتين ويطيل النظر اليه، ويسألني بعض الأسئلة ويذهب إلى رئيسه ثم يعود ويسألني مرة أخرى أين الكارت فأعطيه له ثانية، ويعود يتأمله. أحسست كما لو كان راغباً في رفض طلبي، ولكن لسانه لايستطيع نطقها، وأخيراً وافق على منحي التأشيرة. ولا أستطيع أن أصف لكم مدى فرحي وسروري، ولم يصدق أحد ممن كانوا يعرفون القصة إنني قد حصلت على التأشيرة فالعمل في السفارة منظم ودقيق للغاية، فأسماء المتقدمين تعرض على الكمبيوتر الذي يمكن أن يقدم بياناً وافياً عن الحالة .... وتحفظ الأوراق عدة سنوات وهناك بعض الأشخاص قاموا بتجديد جوازات سفرهم بعد رفض السفارة منحهم تأشيرة الدخول وذلك تحاشياً لتقديم الجوازات المثبت بها الرفض .... ولكنهم فوجئوا بعد تجديد الجواز بأن الطلبات المرفوضة موجودة كما هي. وهكذا دخل البابا كيرلس حياتي .... أطلبه في كل مشكلة، وفي كل أمر يعرض لي فلا يتأخر عن مساعدتي ... ولا أظن أن هذه المعجزة تحتاج مني إلى تعليق .... لقد وجدت "الواسطة" الكبيرة التي تستطيع ان تقتحم كافة المشاكل. وأهم معجزة حدثت معي بعد ذلك كانت في لندن .... فأنا مصاب منذ اثنتي عشر عاماً بحساسية في عيني .... واذا أهملت في استخدام القطرة فانهما تصابان باحمرار شديد مع وخز في الجفون، ولا أستطيع القراءة .... وبعد ان اشتريت زجاجة دواء وانا في لندن، قلت في نفسي لماذا لا أطلب من البابا كيرلس ان يشفي عيني، فوضعت صورته عليها، ثم ألقيت بزجاجة القطرة في سلة المهملات، وقلت يا سيدنا أنا مش هستعملها تاني واللى تشوفه أنت. وسرعان ما برأت عيني ... واستطيع الآن ان اسهر للدراسة والبحث كما يحلو لى دون اي إعاقة .... ودون استخدام اى دواء. شكراً لله من كتاب معجزات البابا كيرلس السادس ( جزء10 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|