فكما قَبِلتُمُ المسيحَ يسوعَ ربَّنا اسلُكوا فيه، مُتأصِّلِينَ ومَبنِيِّينَ فيه، وثابتين في الإيمانِ، كما عُلِّمتُم، مُتفاضِلِينَ فيهِ بِالشُّكرِ. فانظروا لئلاَّ يسلِّبكُم أحدٌ بفلسفةٍ وبغُرُورٍ باطلٍ، حَسَبَ تَقلِيدِ النَّاسِ، وكعناصر العَالمِ، وليسَ كالمسيحِ. فإنَّهُ فيه يَحِلُّ جميعُ كمال الّلاهوتِ جَسدِيَّاً. وأنتُم مَملُؤونَ فيه، الذي هو رأسُ كُلِّ رئاسةٍ وسُلطانٍ. هذا الذي به خُتِنتُم خِتاناً ليس مَصنوعٍ بيدٍ، بِخَلعِ جسد اللحم، بِختانِ المسيحِ. مَدفُونِينَ معهُ في المَعمُوديَّةِ، هذا الذي به قُمتُم معهُ أيضاً بإيمانِ عمل اللهِ، الذي أقامهُ مِنَ الأمواتِ. وإذ كُنتُم أنتُم أيضاً أمواتاً بذلاتكم وغَلَفِ جَسَدِكُم، أحيَاكُم معهُ، وغفر لنا جميعَ ذلاَّتِنا، إذ مَحَا كتابة اليدِ التي كانت علينا في الفرائض، والتي كانت ضِدَّنا، وقد رفعها مِنَ الوسَطِ مُسَمِّراً إيَّاها بِالصَّلِيبِ، وإذ كشفها للرؤَساءِ والسَّلاطِينَ وأشهر صيتَها، علناً خزاهم فيها.
فلا تجعلوا أحداً يَحكُم عليكُم في أكلٍ وشُربٍ، أو في نصيبِ عيدٍ أو في رؤوسِ الأهلةِ أو السبوتِ، التي هى ظِلُّ الأمورِ المُقبلةِ، وأمَّا الجَسدُ فلِلمسيحِ. فلا يَقْهَرنكُمْ أحدٌ فيه، مُريداً في التَّواضُعِ وخدمة المَلائِكةِ، التي رآها دائساً عليها، مُتكبِّراً باطِلاً مِنْ جهة فكرهِ الجَسَدِيِّ، وغيرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأسِ الذي مِنهُ كُلُّ الجَسدِ مربوطٌ بالعروقِ والأوصالِ، ومُتركِّبٌ فينموا نُمُوّاً مِنْ اللهِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )