12 - 05 - 2012, 03:37 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
حياة التواضع والوداعة3
تطويب الآباء والقديسين للاتضاع
بقلم قداسة :البابا شنودة الثالث
0 في إحدي المرات قال القديس يوحنا القصير للإخوة من الذي باع يوسف الصديق؟فقالوا لهإخوتهفقالليس إخوته الذين باعوه,لأن تواضعه هو الذي باعه.لأنه كان قادرا أن يقول للذي اشتراه إنه أخوهم ولكنه سكت وباتضاعه بيع وصار مدبرا لمملكة مصر.
0 قال القديس برصنوفيوس:إن هذه الفضائل الثلاث الآتية جليلة جدا.ومن يقتنيها يستطيع أن يسكن في وسط الناس وفي البراري وحيثما أراد.وهي:أن يلوم الإنسان نفسه ويقطع هواه,ويصير تحت الخليقة.
0 وقال أيضا:إن المتضع كائن في أسفل والذي هو في أسفل لايسقط أما المتعالي فهو الذي يسقط بسرعة.
0 وقال مار إسحق:من سعي وراء الكرامة,هربت منه ومن هرب منها بمعرفة سعت إليه.
0 وقال أيضا:كلما يحقر المتواضع نفسه ويرذل ذاته كلما تتوافر كرامته عند سائر الخليقة.
0 وقال أيضا:المتواضع لايبغضه أحد ولا يحزنه بكلمة ولا يزدري به.لأن سيده جعله محبوبا عند الكل, كل أحد يحبه وكل موضع يوجد فيه,فمثل ملاك الله ينظرون إليه ويفرزون له الكرامة.
يتكلم الحكيم أو المتفلسف ويسكتونه ويعطون فرصة للمتواضع أن يتكلم وآذان الجميع منصتة إلي منطق فمه ينتشون علي معني فهمه وكلامه حلو في مسامع الحكماء أشهي من الشهد لذوق آكله.
إن كان الاتضاع يعلي شأن الأمي والذي لا علم له فالقوم الأجلاء الأماثل كم كرامة تظن الاتضاع يسببها لهم!
0 سئل القديس يوحنا الأسيوطيمن هو الإنسان الكامل في المعرفة؟.
فأجاب:هو الذي يحسب جميع الناس أفضل منه.
0 وقال أيضا:إن عاملنا أنفسنا كخطاة لاندان كخطاة
0 وقال أحد الآباء:إن قال أحد لرفيقهاغفر ليوهو متضع في قلبه فإن الشياطين تحترق.
0 وقال القديس أوغسطينوس:علي قدر ضخامة البناء الذي يشيد ينبغي أن يكون عمق الأساس الذي يحفر إلي أسفل وكلما يرتفع البناء هكذا ينبغي أن ينخفض الأساس فإذا كانت القمة عالية جدا وهي رؤية الله وملكوته وسمائه يجب إذن أن نعمق الأساس وننزل إلي تحت بالاتضاع...وهكذا تري البناء أولا تحت قبل أن يكون فوق والقمة لاترتفع إلا بعد الاتضاع.
0 وقال أيضا:إن الاتضاع هو الفضيلة المعتبرة بوجه خاص في مدينة الله,إذ كانت بوجه خاص من مميزات المسيح ملكها وهو أوصي بها سكانها أثناء غربتهم الحالية علي الأرض وبنفس الوضع تكون الكبرياء التي هي الرذيلة المضادة لهذه الفضيلة وهي المسيطرة بوجه خاص علي الشيطان مقاوم المسيح هي المميزة لمدينة الشيطان.
0 وقال بلاديوس عن إيمان أحد كهنة الأوثان:
وذهب وصار راهبا ومن بداية حياته تمسك جدا بالاتضاع وكان يقول:إن التواضع يستطيع أن يبطل كل قوة المعاند كما سمعت من الشياطين الذين كانوا يقولون :كلما نثير الرهبان يتحولون إلي التواضع ويعتذرون بعضهم لبعض وهكذا يبطلون كل قوتنا.
0 وقال الشيخ الروحاني:ذخيرة المتضع داخله, أي الرب.
0وقال أيضا: من لايحبك أيها المتضع الطيب,إلا المنتخر والمتقمقم الذي أنت غريب من عمله؟تأملوا أولئك الجبابرة آباءنا:كيف طرقوا لنا الطريق...إذ لبسوا التواضع الذي هو رداء المسيح وبه رفضوا الشيطان وربطوه بقيود الظلمة!
0أنبا تادرا:الذي كان بقيود صلاته يربط الشياطين خارج قلايته كان يجعل نفسه آخر جميع الناس ومن الخدمة الكريمة كان يهرب.
0 حقاص إن مسكن الله هو نفس المتواضع كما قال القديس مار أوغريس: يطأطيء المتواضع رأسه بروح منسحقة ويصير مسكنا للثالوث القدوس.
0 وقال القديس سمعان العمودي:الاتضاع هو مسكن الروح وموضع راحته.
0 وقال مار أفرام:نجاح عظيم وشرف مجيد هو الاتضاع وليست فيه سقطة.
0 وقال مار إسحق:الاتضاع يتقدم النعمة والعظمة تتقدم التأديب.
أما عبارته الأولي فتوافق قول القديس يعقوب الرسوليقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمةيع4:6ذلك لأن المتواضعين إذا عملت فيهم النعمة ونجحوا لاترتفع قلوبهم بسبب نجاحهم بل يقول كل منهم مع القديس بولس الرسولولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي1كو15:10...ويذكرون باستمرار قول الرببدوني لاتقدرون أن تعملوا شيئايو15:5بعكس ذلك المتكبر فإنه كلما عملت فيه النعمة عملا ينسبه إلي نفسه فيزداد كبرياء!
أما قول مار إسحقإن العظمة تتقدم التأديب,فلعله اعتمد فيها علي ما قيل في سفر الأمثال:
قبل الكسر الكبرياء,وقبل السقوط تشامخ الروحأم 16:18.
ذلك لأن المتكبر حينما ينتفخ قلبه تتخلي عنه النعمة فيسقط حتي يشعر بضعفه فيتضع ولايعود ينسب كل نجاح إلي قدرته وكفاءته وذكائه...ناسيا عمل الله فيه!وأيضا يسقط هذا المتكبر لأن الله يقاوم المستكبرين كما قال الرسول...يع4:6.ولأن المستكبرين لايضعون الله أمامهم ولايعطون مجدا لله كما فعهل هيرودس الملك فضربه ملاك الرب وصار يأكله الدود وماتأع12:23هكذا تكون نهاية المتكبرين..
وللقديس أوغسطينوس تأملات في بعض المزامير الخاصة بالاتضاع.
مثلقريب هو الرب من المنكسري القلوب,ويخلص المنسحقي الروحمز34:18وأيضاالرب عال ويعاين المتواضعينمز38:6وكذلكمن مثل الرب إلهنا الساكن في الأعالي والناظر إلي المتواضعات في السماء وعلي الأرض المقيم المسكين من التراب والرافع البائس من المزبلة ليجلسه مع رؤساء شعبهمز113:5-8.
0 فيقول القديس أوغسطينوس :سر عظيم يا إخوتي:الله هو فوق الكل,ترفع نفسك فلا تلمسه تضع ذاتك فينزل إليك...
إن الله يسكن في الأعالي في السماء هل تريد أن يقترب إليك؟اتضع لأنه علي قدر ما ترتفع نفسك علي قدر ما يرتفع هو عنك أنت تعلم أن الله عال فإن جعلت ذاتك عاليا مثله فسيبعد عنك...
الله عال ويعاين الأشياء المتواضعة في السماء وعلي الأرض فهل هذه الأشياء المتواضعة التي يعاينها هي ذات مسكنه العالي لأنه هكذا يرفع المتواضعين لذلك فهو يسكن في أولئك الذين يرفعهم إلي الأعالي ويجعلهم سموات لنفسه...إنه الرب العالي الساكن فيي قديسيه.
فإن كان الرب إلهنا يعاين متواضعات أخري في السماء غير التي يعاينها علي الأرض فإني أفترض أنه يعاين في السموات المتواضعين الذين دعاهم والذين يسكن فيهم بينما علي الأرض يعاين الذين يدعوهم لكي يسكن فيهم.
قال القديس دوروثيئوس:
الذي يبني بيتا لابد أن يضع ملاطامونةعلي كل حجر لأنه إن وضع حجرا علي حجر بدون ملاط فإن الحجارة تسقط والبيت ينهار فإن كانت الحجارة في بناء النفس هي الفضائل فإن الملاط يكون -هو التواضع حيث أنه يؤخذ من الأرض وهو تحت قدمي كل أحد...وكل فضيلة تمارس بدون تواضع ليست هي فضيلة.
0 وصدق القديس دوروثيئوس, لأن الآباء قالوا:
كل فضيلة يعملها الإنسان بدون اتضاع تكون طعاما لشيطان المجد الباطل.
0 وفي ذلك قال مار إسحق أيضا:كما أن الملح يصلح لجميع المآكل هكذا هو الاتضاع لكل الفضائل لأن بدونه باطل هو كل عمل وكل فضيلة.
0 قال القديس باسيليوس الكبير:
التواضع هو الكنز الذي يحفظ جميع الفضائل...
0 وقال القديس مار أوغريس:
التواضع هو عطية من الثالوث القدوس هو طريق الملائكة ونار علي الشياطين..وهو غني لايسرق
0 ويتفق مار إسحق مع مار أوغريس في أن الاتضاع عطية من الله فيقولالتواضع هو موهبة عظيمة هل يمكن أن يكون إنسان هكذا مرذولا في عيني نفسه؟!هل يستطيع الطبع أن يغير ذاته هكذا ؟!لأجل هذا لاتشك أن التواضع قوة سرية حيث لا يتحايل إنسان أن يكون هكذا بغير تغضب من كل قلبه.
0 وقال القديس أوغسطينوس:
...فلنتمسك بالاتضاع إن لم يكن حتي الآن فلنتعلمه وإن كان لنا فلا نفقده...ولنقبل في هذا العالم وصية الاتضاع, لكي لا نسحق في العالم الآخر أن نقبل الرفعة التي وعد بها المتضعون.
0 قال مار أوغريس:
الاتضاع سياج يحفظ الصاعد...وهكذا إذا ارتفعت إلي علو الفضائل فأنت تحتاج إلي تحفظ كثير لأن الذي علي الأرض إن سقط فإنه يقوم سريعا وأما الذي يسقط من العلو فإنه يعذب إلي الموت.
0قال مار أفرام السرياني:
فليؤدبك رسم الذي يكنس بيته:إذ يطأطيء إلي الأرض وينظفه فكم بالأكثر يحتاج الإنسان أن يطأطيء باهتمام كثير ويتضع من أجل تنظيف النفس ولايترك فيها الأشياء التي يمقتها الله.
0 وقال أيضا:في النفس المتواضعة يسكن الآب والابن والروح القدس...وفي الكبرياء يسكن القائللأصعدن إلي السماء وأجلس في الجبل الشامخ وأرتقي فوق الغيوم وأصير مثل العليأش14.
0 وقال مار إسحق:
الذي يتكلم علي المتواضع بالازدراء والاستهزاء لا يحسبونه من الأحياء بل كإنسان قد أطلق لسانه علي الله .
0 وقال أيضا حتي الشياطين-مع جميع شرورها وافتخار قلوبها- إذا دنت من المتواضع صارت مثل التراب وبطل شرها جميعه وكل حيلها وأعمالها.
0 وقال أيضا:من ذا الذي لايستحي من رؤية المتواضع؟
قبل أن يظهر مجد التواضع كان منظره المملوء قدسا محتقرا من كل أحد أما وقد ظهرت عظمة الاتضاع في العالم كله فإن كل أحد يوقر ويكرم هذا الشبه.
|