قد يخطيء إنسان فيظن أنَّه حقق نصراً! وأنَّه قوي! لماذا؟ لأنَّه استطاع أنَّ يُحقق رغبته وينال شهوته التي سعي إليها.. وهو بهذا يُعبّر عن ضعفه وهزيمته.. لأن القوي هو من يسيطر علي رغباته ويتحكم في شهواته الفاسدة.
وها نحن نتساءل: كيف يقول خاطيء أنَّه قوي، وهو لم يستطع أن يصمد أمام منظر مثير يكون قد مر أمامه عابراً؟! أو ما أن يُجرح بكلمة حتي يثور ويغضب؟! ألم يقل سليمان الحكيم: " اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً " (أم 32:16).
ونظراً لأنَّ كثيرين يفهمون معني القوة فهماً خاطئاً، ويخلطون بين القوة الحقيقية والقوة الزائفة، رأيت من واجبي أن أُصحح هذا الفهم الخاطيء، وذلك بالحديث عن نوعين من القوة ألا وهما: القوة الزائفة والقوة الحقيقية.