![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ. وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الأُرْدُنِّ، قَطَعُوا خَشَبًا. [4] وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً، وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ: آهِ يَا سَيِّدِي، لأَنَّهُ عَارِيَةٌ! [5] كان من المعتاد في ذلك الزمن أن تُصنع رأس الفأس من البرنز، لأن الرأس الحديدية كانت غالية الثمن. كان الحديد يُعتبر ثمينًا لقِلَّتِه. وإذ سقط رأس الفأس في الماء، صرخ التلميذ إلى أبيه الروحي ومُعلِّمه أليشع ليحل له المشكلة. كان أبناء الأنبياء متواضعين وفقراء، إذ لم يكن لهم فأس، بل استعاروه. يرى القديس جيروم في بني الأنبياء في أيام أليشع صورة للحياة الرهبانية الزاهدة، حيث لم يكن لهم طعام، فسلق لهم غلام النبي يقطينًا بريًا (2 مل 4: 38-39)، وكان المكان ضيقًا، والتزموا بقطع أخشاب بفأس استعاروه [1-5]. في شرحنا لسفر الخروج[3]رأينا أن الأشرار قد شُبِّهوا بالرصاص الذي هبط في الأعماق (خر 15: 5-10)، فالشر كالرصاص يجعل النفس تهبط (زك 5: 8)، أما القديسون فلا يغوصون، بل يمشون على المياه، إذ ليس فيهم ثقل الخطيئة. هذا هو عمل الروح القدس، ففي المعمودية يُنزَع الرصاص عنهم لكي يصيروا خفيفي الوزن. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [لقد مشى ربنا ومخلصنا على المياه (مت 14: 25)، هذا الذي بالحقيقة لا يعرف الخطيئة، ومشى تلميذه بطرس مع أنه ارتعب قليلاً، إذ لم يكن قلبه طاهرًا بالكلية، إنما حمل في داخله شيئًا من الرصاص... لهذا قال الرب: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" فالذي يخلص، إنما يخلص كما بنارٍ (1 كو 3: 15). حتى وإن وُجد فيه رصاص يُصهَر[4].] حينما نشعر بأن نفوسنا ليست ملكنا، بل هي ملك لذاك الذي اقتناها بدمه الثمين نقول مع النبي: [إنها عَارِيَةٌ]. لنمسك بصليب الرب وندخل به إلى أعماقنا فتطفو، نمسك به ونُقَدِّمه له. وكل ما لدينا أيضًا هو عارية، اقترضناه من الله لنُتَمِّم به عمله (يو 3: 27). نقترض منه الرأس الحديدية للفأس الذي به نقطع الشر حتى أثناء خدمتنا لله. v أليشع رجل الله الذي سأل: أين سقطت الفأس؟ كان رمزًا لله الذي يأتي بين البشر، هذا الذي سأل آدم: أين أنت؟ سقوط الحديد في الأعماق المظلمة هو رمز لثقل الطبيعة البشرية الخالية من النور. الخشبة التي أٌخذت وأٌلقيت في الموضع حيث كان الشيء الذي يُبحَث عنه ترمز للصليب المجيد. الأردن هو المعمودية الخالدة. حقًا، من أجلنا عيَّن خالق الأردن أن يعتمد في الأردن. أخيرًا، فإن الحديد الذي طفا على المياه وعاد إلى من قد فقده، يشير إلى أننا في المعمودية نصعد إلى الأعالي السماوية، ونجد النعمة التي هي مسكننا الحقيقي القديم. لو أن إنسانًا ظن أن هذا الموضوع ليس نبوة عن المعمودية، فلماذا سجَّله الكتاب المقدس؟! v نزل إلينا، لكي نصعد إلى الأعالي السماوية. القديس ديديموس الضرير لقد غُسلت في مياه المعمودية المقدسة بربِّنا، عندما اعتمد في الأردن بواسطة يوحنا، عندما قُبل وأكل مع الخطاة، وفي آلامه أُحصي مع الأثمة. نزلت الخشبة، وبزغ الحديد، لأن عمانوئيل مات ودُفن ونزل إلى طبقات الأرض اللعينة، ومن هناك عاد، وبصعوده رُفع آدم من الأعماق إلى الأعالي. القديس مار أفرام السرياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|