* لم يقل فقط: "علمني إرادتك"، إنما "إن أعمل إرادتك (رضاك)، بمعنى لتقودني إلى تنفيذ إرادتك عمليًا. فإنه توجد حاجة إلى النعمة من فوق، وإلى تعلمها من هناك لكي أسلك الطريق إلى الفضيلة. ليس بأن أبقى عاطلًا، وإنما أن أساهم أيضًا فيما تُساهم فيه أنت.
"لأنك أنت إلهي". ألا تلاحظون طلباته الروحية؟ فقد قدم سؤاله لا ليقتني شيئًا أو ليحقق مجدًا، وإنما لكي يتمم إرادة الله، وهذا كنز كل الصالحات، وثروة لا تنقص، وبداية الرضا وجذره وطريقه وغايته.
"روحك الصالح يهديني في أرض مستوية". ألا تلاحظون كيف نتعلم ونتدرب أن ننهي رحلتنا بالروح القدس؟ لهذا يقول أيضًا بولس: "فأعلنه الله لنا نحن بروحه القدوس" (1 كو 2 : 10). "في أرض مستوية". بالمعنى السطحي يقصد "وطنه"، وبالمعنى الروحي يعني الطريق المؤدي إلى الفضيلة... ليس شيء ممهدًا وسلسًا مثل الفضيلة، ليس فيها مخاوف ولا اضطربات.
القديس يوحنا الذهبي الفم