|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكمة في حياة الإنسان: "مَنْ كَالْحَكِيمِ؟ وَمَنْ يَفْهَمُ تَفْسِيرَ أَمْرٍ؟ حِكْمَةُ الإِنْسَانِ تُنِيرُ وَجْهَهُ، وَصَلاَبَةُ وَجْهِهِ تَتَغَيَّرُ" [1]. كثيرون يصابون بنوع من الإحباط أو الاستهتار عندما يتأملون بطلان العالم وما يسوده من ظلم وقهر، خاصة ممن ائتمنوا على العدالة، سوى على المستوى الديني أو المدني، لهذا بدأ الجامعة يكشف عن أهمية الحكمة في حياة الإنسان، بغض النظر عما يدور حوله. أ. الحكمة تجعل الإنسان متقدمًا على أقربائه، تُصيِّره أكثر امتيازًا منهم: "مَنْ كالحكيم؟" الحكمة السماوية كما سبق فرأينا بلا حدود، بعيدة كل البعد، أي مرتفعة كل الارتفاع، عميقة كل العمق (جا 7: 24)، ترفع الإنسان إلى الله لتهبه حياة الشركة والاتحاد معه. ليس من إنسان متعلم أو شريف أو ثرى يمكنه أن يقارن بذاك الذي ينعم بالحكمة الإلهية! إذ تحدث سليمان الحكيم في سفر الأمثال عن الحكمة ككائن حيّ (أم 9: 1-6)، إنما يعني بها شخص السيِّد المسيح "حكمة الآب"، فالحكيم هو ذاك الذي يقبل السيِّد المسيح ساكنًا فيه، أو يقبله رأسًا له، ويكون هو عضوًا في الكنيسة، جسد المسيح. اتحادنا مع السيِّد المسيح يُعطي القلب عذوبة واتساعًا ويرفع الفكر فوق كل المتاعب والصغائر ليسلك بروح المسيح في اتزان وحكمة علوية. ب. الحكمة تجعل الإنسان نافعًا لإخوته، متفانٍ في خدمته لهم، فإنه من مثله "يفهم تفسير أمر"، أي يدرك ما وراء الأحداث ويُتابع مقاصد الأمور على مستوى فائق... مشورته لهم حكيمة وصائبة. فالحكمة تهبه تفسيرًا لمعاملات معه كما مع غيره، فيسلك ويرشد الغير حسب إرادة الله الصالحة. ج.بالحكمة يتعرف الإنسان على خطة الله ويُدرك لماذا يُسمح بالفرج كما بالضيق، فيستنير وجهه بالفرح والرجاء تحت كل الظروف، بل ويبعث هذا الرجاء المفرح في حياة أصدقائه، فتظهر صورته جميلة وبهية في أعينهم. هكذا تجعل الحكمة وجهه منيرًا، كما حدث مع موسى النبي حينما نزل من أعلى الجبل. إنها تكرِّمه وتضفي إشراقًا على حديثه كله. تجعله جديرًا باهتمام الآخرين وتوقيرهم، محبوبًا لديهم، تغيِّر صلابة وجهه وحديثه وحزم ملامحه إلى ملامح مُشرقة باشَّة. و. الحكمة (السيِّد المسيح) تُصلح من طبيعة الإنسان العنيفة إذ "صلابة وجهه تتغير"... تهبه استنارة وحنوًا! * كلما اقترب قلب الإنسان من الحكمة نال من الله فرحًا أعظم. بهذا يستطيع المرء أن يُميز بين الحكمة الروحية والحكمة العالمية. ويوقن الإنسان في نفسه أن الحكمة الروحية تُسبب صمتًا يستقر في أعماقه، أما الحكمة العالمية فتُسبب فيضًا من الانزلاق في الخطأ. حينما تكتشف الحكمة الروحية تمتلئ اتضاعًا ورِقَّةً وسلامًا يسود على أفكارنا، فتهدأ أعضاؤك ولا تزعجك الشهوات الرديئة والشَّره. أما إذا تملَّكتك الحكمة الأخرى، فيحوز عليك الفكر المتغطرس والأفكار المنحرفة التي لا يُنطق بها والذهن المشتت والحواس المخزية الملتهبة! * ما أعذب المعرفة التي تُكتسب من الخبرة الواقعية والتداريب الدءوبة. وما أعظم القوة التي تمنحها للإنسان الذي يجدها داخله خلال الخبرات الكثيرة؛ نفس الأمر يشعر به من يتيقنوا منها ويذكرون مقدار ما توفره لهم من عون، فيعلمون ضعف طبيعتهم ويدركون مقدار المعونة الإلهية الممنوحة لهم التي قد يحجبها الله في البداية وهم في وسط التجارب. * المعرفة الخاصة بالله هي ملكة كل الاشتياقات، ليس ما هو أعذب منها في كل الأرض بالنسبة للقلب الذي ينالها. * متى يدرك الإنسان أنه نال حكمة من الروح؟ من المعرفة التي تُعلِّمه سبُل الاتضاع في أعماقه الخفية وفي حواسه، وتكشف له في ذهنه كيف يُنال الاتضاع. مار إسحق السرياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الطيبون عندما يتألمون يصمتون فقط |
كثيرون يارب يتألمون ولا يجدون عزاء |
الطيبون عندما يتألمون يصمتون |
الطيبون عندما يتألمون . . يصمتون .فكونوا رحماء بهم |
أصحــاب القلوب الراقيــة حتى عندما يتألمون .. |