إذ قارن بين الغني الذي لا يشبع قلبه بوفرة خيراته والعاملين عنده، وجد أن العاملين يأكلون من الخيرات بأجرتهم بينما قد يحرم الغني نفسه من الخيرات بسبب بخله وحبه للاقتناء، أو قد ينعم العاملون بالتمتع بالأكل أو الطعام السماوي خلال حياتهم التقوية بينما يُحرم الغني البخيل من المائدة السماوية... قد يقول قائل: لكن العاملين يشقون ويتعبون أما الغني ففي راحة يجني ثمر تعبهم. يعلق الجامعة على ذلك بالقول وإن كان العاملون الفقراء يتعبون جسديًا لكنهم ينعمون بلذة عند نومهم بغض النظر عن نوع الطعام الذي يأكلونه أو كميته، أما الغني الجشع فلا يستريح قلبه بالليل... يطير النوم من عينيه مفكرًا كيف يضاعف ثروته... لذلك قيل بحق: "لكنه يعطي حبيبه نومًا" (مز 127: 2).