ما أردأ أن يُلبس الإنسان دوافعه الأنانية ثياب التقوى ويغلِّف البُخل في العطاء برداء عدم التبذير، هذا هو موقف الطمع من السخاء للرب، حيث اعتبر البعض أن ما قدمته هذه المرأة للرب «إتلافًا» أي كان يمكن أن يكون ثمن هذا الطيب ذا فائدة ونفع لدائرة أوسع من الناس الفقراء، وليس لشخص واحد. أ لم يكن هذا تلميحًا من يهوذا للمرأة أنها بعثرت المال بدون تروٍّ أو تفكير؟ وربما كان أيضًا تلميحًا للرب، كيف قَبِلَ هذا وهو نصير الفقراء. لقد كان يهوذا رجل الحساب ولم يكن رجل المحبة، لأنه أراد التربُّح من وراء تسليم الرب؛ فكانت النتيجة المأساوية أن خسر الكل!
ونحن إن لم يكن لنا طابع السخاء للرب، فليتنا لا نكون من المعارضين، بل علينا أن نتوارى في خجل!