يرى القدِّيس بفنوتيوس
أن هذه الكتب الثلاثة (سفر الجامعة وسفريْ الأمثال ونشيد الأناشيد) تُطابق أنواع النسك الثلاثة، كما تطابق دعوة الله لأبينا إبراهيم بالتخلي عن كل شيء لاقتنائه هو شخصيًا:
أ. سفر الأمثال يُشير إلى نسك الجسد وزهده عن الملذات والخطايا الجسدية، وهو يطابق الدعوة الموجهة لإبراهيم: "اترك أرضك".
ب. يُشير سفر الجامعة إلى زهد العادات الزمنية بكون العالم كله باطل، وفي هذا يطابق الدعوة: "اترك عشيرتك".
ج. يُشير سفر نشيد الأناشيد إلى تحرر النفس باتحادنا مع العريس السماوي كلمة الله بالتأمل في السمويات، وهي تطابق الدعوة: "اترك بيت أبيك"... لقبول أب سماوي أبدي.
هذه الدرجات الثلاثة التي تُمثلها الأسفار الثلاثة، تحقق دعوة السيِّد المسيح للنفس البشرية: "اِنسي شعبك وبيت أبيك لأن العريس اشتهى حُسنِك، وله تسجدين" (مز 45).