![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الله يعرف كيف يقتاد النفوس إلى التوبة بطرق مختلفة. على سبيل المثال: مُعاملات يوسف مع إخوته (تك ٤٢ - ٤٤): حدث جوع في الأرض، وهذا حرَّكهم للذهاب إلى مصر، وكان يوسف هو المُتسلط على كل أرض مصر. يوسف تنكَّر لهم وتكلَّم معهم بجفاء، وحسبهم جواسيس. وعندما برروا أنفسهم جمعهم إلى حبس ثلاثة أيام. أخذ شمعون وقيده. في الحبس قالوا: «حَقًّا إِنَّنَا مُذْنِبُونَ ... هُوَذَا دَمُهُ يُطْلَبُ» (تك ٤٢: ٢١، ٢٢). يوسف تحوَّل عنهم وبكى لما سمع منهم هذا الاعتراف. الجفاء كان هو الظاهر، أما الحنان فمستور عنهم. ردَّ الفضة، وهذا سبَّب لهم ارتعادًا عظيمًا. فالله لن يقبل أي ثمن أو عمل من جانبهم للتكفير عن الخطية. يوسف دفع الفضة، وهي ترمز إلى الكفارة التي تُعطي السلام. يوسف اشترط أن يأتوا بأخيهم بنيامين وإلا لا يروا وجهه، وهو رمز للمسيح، وبدونه لن يُقبَلوا. إخوة يوسف خافوا عندما أدخلهم إلى البيت، فالضمير المحتج لا يفهم النعمة. يوسف قال للذي على البيت هيِّئ ذبيحة لأن الرجال يأكلون معي، فالذبيحة هي أساس القبول. أجلسهم بحسب السن مُبرهنًا أنه يعرفهم. وكان يلاحظ تصرفاتهم نحو أخيهم بنيامين. أوصى أن يُوضع طاس الفضة في عدل بنيامين دون أن يعرفوا. الرجل الذي على بيت يوسف (رمز للروح القدس الذي يجاهد مع النفوس) سعى وراءهم، قائلاً: لماذا جازيتم شرًا عوض خير؟ سؤال قديم يوم باعوه منذ ٢٢ سنة. هم لم يسرقوا الطاس، لكنهم سرقوا يوسف من أبيه. قالوا: الذي يوجد معه الطاس يموت ونحن نصبح عبيدًا. مثلما قال داود: «إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ» (٢صم ١٢: ٥). الثقة في الذات لا تقود إلى التوبة. وُجد الطاس في عدل بنيامين. مزقوا ثيابهم ورجعوا جميعًا إلى يوسف ووقعوا قدامه. كلهم كانوا مقتنعين أن بنيامين هو الوحيد البار، وهم جميعًا الأشرار، وأن الله كشف خطاياهم. قال يهوذا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي؟ مَاذَا نَتَكَلَّمُ؟ وَبِمَاذَا نَتَبَرَّرُ؟ اللهُ قَدْ وَجَدَ إِثْمَ عَبِيدِكَ» (تك ٤٤: ١٦). شعروا بالاحتياج إلى التبرير. امتحن محبتهم لبنيامين بقوله: «الرَّجُلُ الَّذِي وُجِدَ الطَّاسُ فِي يَدِهِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْدًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَاصْعَدُوا بِسَلاَمٍ إِلَى أَبِيكُمْ» (تك ٤٤: ١٧). انسحاق يهوذا (يمثل انسحاق البقية في المستقبل) «لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ» (تك ٤٤: ١٨). فإذا جاء يوم غضبه العظيم، مَن يستطيع الوقوف؟ (رؤ ٦: ١٦، ١٧). تابوا عن خطية كراهية الابن إذ قال يهوذا: «لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضًا عَنِ الْغُلاَمِ، عَبْدًا لِسَيِّدِي، وَيَصْعَدِ الْغُلاَمُ مَعَ إِخْوَتِهِ» (تك ٤٤: ٣٣). ثم تابوا عن خطية عدم مبالاتهم بالأب، إذ قال أيضًا: «لأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَالْغُلاَمُ لَيْسَ مَعِي؟ لِئَلاَّ أَنْظُرَ الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ أَبِي» (تك ٤٤: ٣٤). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|