رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أكون لإسرائيل كالندى" [ع5]. قديمًا قال الرب لموسى: "أنا أمطر لكم خبزًا من السماء" (خر 16: 4)، كما قيل: "متى الندى على المحلة ليلًا كان ينزل المن معه" (عد 11: 9). أما الآن فلا ينزل لنا خبزًا، إنما نزل هو نفسه إلينا مقدمًا جسده المقدس خبزًا سماويًا يشبع القلب، نزل إلينا كندى يطفئ لهيب الشهوات، يحل على محلتنا الداخلية ليجعلها محلته ومسكنه، ينزل ليلًا وسط ظلمتنا في الخفاء ليجعل منها نهارًا ساطعًا. إذ أُلقي الثلاثة فتية في أتون النار ظهر كلمة الله معهم، فصار الأتون ندى بالنسبة لهم، وهكذا أن صار العالم نارًا وأتونًا، فتجلى السيد المسيح فينا يحوِّل حياتنا إلى ندى! ثانيًا: "يزهر كالسوسن". يقول العريس السماوي: "أنا نرجس شارون، سوسنة الأودية" (نش 2: 1)، وها هو يجعل من شعبه سوسنًا مزهرًا. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكي تصير حبيبته أيضًا سوسنة تتمثل به... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته وتتمثل به تصير سوسنة.] ويرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن النفس كالسوسنة تصعد مستقيمة إلى فوق نحو المسيا كرَّامها الحقيقي. إنه يرتفع بها فوق هموم هذه الحياة وأشواك الخطية الخانقة للنفس (مز 4: 18)، ويعلوا فوق أتربة هذه الحياة حتى لا تتدنس. هكذا ينعش السيد المسيح كنيسته واهبًا إياها "كل بركة روحيّة في السماويات" (أف 1: 3)، فتحمل سماته السماوية وتحقق رسالته فيها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|