![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قدانهم الشبع والسرور 7 «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ. زَرْعٌ لَيْسَ لَهُ غَلَّةٌ لاَ يَصْنَعُ دَقِيقًا. وَإِنْ صَنَعَ، فَالْغُرَبَاءُ تَبْتَلِعُهُ. 8 قَدِ ابْتُلِعَ إِسْرَائِيلُ. الآنَ صَارُوا بَيْنَ الأُمَمِ كَإِنَاءٍ لاَ مَسَرَّةَ فِيهِ. 9 لأَنَّهُمْ صَعِدُوا إِلَى أَشُّورَ مِثْلَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ مُعْتَزِل بِنَفْسِهِ. اسْتَأْجَرَ أَفْرَايِمُ مُحِبِّينَ. 10 إِنِّي وَإِنْ كَانُوا يَسْتَأْجِرُونَ بَيْنَ الأُمَمِ، الآنَ أَجْمَعُهُمْ فَيَنْفَكُّونَ قَلِيلًا مِنْ ثِقْلِ مَلِكِ الرُّؤَسَاءِ. بعد أن أعلن عن تأديبهم بعدوّ يهاجم أرضهم ويسلبهم كل شيء، كاشفًا لهم أسباب التأديب ختم حديثه بإعلان أن الشر لا يشبع الإنسان ولا يهبه سرورًا، إذ يقول: "إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة" [ع7]. لقد تكبدوا المشقات في تهيئة كل شيء للزراعة، وإذا بهم يزرعون ريحًا، وإذ أرادوا الحصد جمعوا قلاقل وهموم وكآبة (زوبعة). حقًا "إنهم يتعبون بطلًا" (أِش 65: 23)، "يتعبون للريح" (جا 5: 16)، "وللباطل يعيون" (حب 2: 13). وكما يقول الرسول أن الذين يزرعون للجسد يحصدون فسادًا (غل 6: 8). "زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقًا" (ع 7)... بذلوا كل الجهد في البذر والزرع لكنهم لم يجنوا غلة تقدم دقيقًا للأكل. زرعهم كالسنابل التي رآها فرعون في الحلم هزيلة للغاية، لفحتها الريح الشرقية. "وإن صنع فالغرباء تبتلعه" [ع7]، حتى أن قدمت غلة، فلا يستطيعون استخدامها، إذ يسلبهم الغرباء كل حصادهم. لقد سلموا أنفسهم للآلهة الغريبة، هذه التي لا تعطي بل تبتلع، ولا تبارك بل تدنس. ليتهم فقدوا تعبهم في الزرع والحصاد فحسب، حتى ما استطاعوا أن يجنوه ابتلعه الغرباء، وإنما خسروا أيضًا كرامتهم، فصاروا محتقرين ومرذولين من نفس الأمم الذين امتثلوا بهم وعبدوا آلهتهم وسلكوا بروحهم الشرير. "الآن صاروا بين الأمم كإناء لا مسرة فيه، لأنهم صعدوا مثل حمار وحشي معتزل بنفسه" [ع8-9] إذ هم يجارون الأمم في شرهم إذا بالأمم يزدرون بهم، وفيما هم يلتجئون إلى آشور إذا به يتطلع إليهم كحمار وحشي معتزل بنفسه. صاروا كحمار وحشي فقدوا لطفهم ومحبتهم ورقتهم باِعتزالهم إلههم واهب الحياة المقدسة الفاضلة. حملوا روح الانعزالية عوض روح الحب الذي يملح الأرض حتى لا تفسد، فسدوا فصاروا لا يصلحون إلاَّ لأن يُداسوا من الناس (مت 5: 13). الخطية تنزع عن النفس بهاءها الروحي حتى في أعين الأشرار، وتخلق فيه روح العزلة الداخلية والأنانية عوض الحب الحقيقي الباذل. "استأجر إفرايم محبين" [ع9]، أيّ قدّم إفرايم الكثير للأمم ليكسب صداقتهم، لكن شره أفقده مهابته وجماله الروحي حتى في أعين هؤلاء المأجورين. لهذا ففي الوقت المناسب لم يسندوا إفرايم أو إسرائيل بل ابتلعوه [ع8]، وصارت الحاجة لا إلى مجاملات بشريّة بل يد الله القوية القادرة وحدها أن تخلصهم من العبودية القاسية: "الآن اجمعهم فينفكون قليلًا من ثقل ملك الرؤساء" [ع10]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الشبع الذي يهبه الله لأولاده هو أولًا الشبع الروحي قبل الجسدي |
الأمراض والشرور |
أما تريدون الشبع؟ وكيف يكون ذلك؟! يشتاق الجسد إلى الشبع |
عاموس والشرور الاجتماعية |
عاموس والشرور الاجتماعية |