ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر هوشع ومعرفة الله كثيرًا ما تحدث هذا السفر عن معرفة الله، فعند محاكمة الله لشعبه وجه إليهم هذا الاتهام: "لأنه... لا معرفة الله في الأرض" (هو 4: 1)، واِعتبر خطية الزنا التي تغلغلت في وسطهم مرتبطة بعدم معرفة الرب وعلتها، إذ يقول: "لأن روح الزنى في باطنهم وهم لا يعرفون الرب" (هو 5: 4). وفي اتهامه للكهنة ركز على نفس الاتهام، قائلًا: "قد هلك شعبي من عدم المعرفة، لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تَكهِن لي" (هو 4: 6). وبسبب عدم المعرفة لم يقبل الله ذبائحهم ولا تقدماتهم، إذ يقول: "أريد... معرفة الله أكثر من محرقات" (هو 6: 6). هذا من الجانب السلبي، أما من الجانب الإيجابي، فإن هذا السفر وهو سفر الوحدة الزوجية بين الله وشعبه يعلن عن غاية هذه الوحدة: "أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (هو 2: 20). هذه المعرفة التي تقتنيها الكنيسة خلال تمتعها بالقيامة مع مخلصها، إذ يقول: "في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه، لنعرف فلنتتبع، لنعرف الرب" (هو 6: 3). ليتنا إذن نقتني معرفة الله فينا فنسمعه يقول: "وأنا الرب إلهك من أرض مصر، وإلهًا سواي لست تعرف" (هو 13: 4). والآن ماذا تعني "معرفة الله" التي يقدمها الله لعروسه المقامة من بين الأموات، والتي هي غاية وحدته معها، وبدونها يرفض الكهنة ولا يقبل تقدمات الشعب؟ دراستنا لهذا السفر تعطينا إجابة صريحة عن هذا السؤال، لكن ما نريد تأكيده هنا أن معرفة الله لا تعني مجرد التعرف عليه خلال الدراسة العقيدية الفكرية البحتة، ولا إدراك أسراره الإلهية بالمنطق البشري، إنما التعرف عليه خلال الاتحاد معه في المسيح يسوع وإدراك أسرار محبته ورعايته عاملة في حياتنا، ومشاركتنا سماته الإلهية الفائقة، ودخولنا إلى أمجاده الخفية... أو في عبارة مختصرة كما يقول القديس إيرينيؤس: [رفع الإنسان إلى حياة الله]، وكما يقول القديس إكليمنضس الإسكندري هي دخول إلى: [كمال المسيح.] إن كان الله يسكن في نور لا يُدنى منه (1 تي 6: 16)، ولا يقدر أحد أن يرى وجهه (حز 33: 20)، لذا لا نستطيع أن نتعرف على طبيعته إذ هي فوق إدراكنا وإنما كما يقول القديس إيريناؤس يجعل نفسه معروفًا لدينا، معلنًا ذاته من قبيل تنازله، مانحًا هذه العطية العظمى لمختاريه حسب غنى نعمته الفائقة: [لا يقدر الإنسان على معاينة الله، لكنه إذ يريد للبشر أن يروه، ينظره المختارون، عندما يختار وكما يختار.] أن كنا لا نستطيع نحن أن نرتفع إلى فوق لإدراك أسراره العلوية، ففي محبته ينزل إلينا ليعلن ذاته في داخلنا ويقيم ملكوته فينا، فندرك الأمور غير المدركة ولا منطوق بها. وكما يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [الغنوس (المسيحي التقي صاحب المعرفة) الذي أتحدث عنه يدرك ما يبدو للآخرين غير مدرك، إذ يؤمن أنه ليس شيء غير مدرك لدى ابن الله، ولا شيء لا يمكن تعلمه. فمن تألم حبًا فينا لا يخفي عنا شيئًا من المعرفة اللازمة لتهذيبنا.] كما يقول: [من يؤمن بالكلمة يعرف الأمور على حقيقتها، لأن الكلمة هو الحق.] ويقول القديس أوغريس: [لتعلم أن الثالوث القدوس لا يجعل نفسه معروفًا بنظر الكائنات الجسدية ولا بالتأمل في الكائنات الروحيّة، وإنما بتنازل النعمة في النفس لتقدم المعرفة... فإن الخلائق جاءت إلى الوجود من العدم، أما معرفة الثالوث القدوس فجوهرية وغير مدركة.] اشتهى موسى أن يرى الله وجهًا لوجه، قائلًا له: "أرني وجهك" (خر33: 18). وكانت إجابة الله: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش". لكن هذا لا يعني حرمان الإنسان من اللقاء مع الله ورؤية مجده، إذ أوجد الله لهذا الموقف منفذًا، بقوله لموسى النبي: "هوذا عندي لك مكان"، وكأنه يقول له، انفتح لك طريق لتحقيق شهوة قلبك، وقد أقمت لك مكان خلاله تستطيع معاينتي والتعرف عليّ عن قرب... ما هو هذا المكان الذي لموسى عند الله؟ "تقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى اجتاز ثم أرفع يدي فتنظر ورائي" (خر 33: 20، 23). يقول معلمنا بولس الرسول: "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). كأن المكان الذي لموسى النبي أو للبشريّة خلاله تعاين الآب، إنما هو السيد المسيح، الذي قيل عنه: "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18). ويقول السيد نفسه: "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 11: 27). ففي السيد المسيح ندرك الآب ونتعرف عليه. إذن لندخل مع موسى في النقرة التي للصخرة، أيّ ندخل إلى أحشاء السيد المسيح، صخر الدهور، خلال جنبه المطعون، فنلتمس أحشاء محبته الملتهبة نارًا، وندرك عمل نعمته الفائقة، ونتفهم أسراره من نحونا. لنتعرف على الآب ولنعاينه في المسيح يسوع ربنا خلال البصيرة الداخلية المقدسة، أيّ بالقلب النقي كوعد الرب: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). بالتقديس الحقيقي نتعرف على الله ونعاينه كما بالخطية تنطمس بصيرتنا ولا نتعرف عليه كما لا نستحق أن يعرفنا هو. هكذا ترتبط المعرفة بالحياة المقدسة التعبدية والسلوكية. في هذا يقول الأب أوغريس: [إن كنت لاهوتيًا (صاحب معرفة) فأنت تصلي حقًا، وإن كنت تصلي بحق فأنت لاهوتي]. ويقول القديس أنبا أنطونيوس: [من يعرف الله يكون صالحًا. فإذ لم يكن الإنسان صالحًا فهذا يعني أنه لا يعرف الله، والله لا يعرفه، لأن الصلاح هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله]. ويقول القديس مرقس الناسك: [إن أحببت المعرفة، حب العمل أيضًا، لأن المعرفة بدون العمل تنفخ الإنسان]. كما يقول: [إن أردت أن تخلص وتصل إلى معرفة الحق، حث نفسك على التسامي فوق الأمور الحسية وتمسك مترجيًا الله وحده]. كما يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [إنه بالابن ننعم بالحب، فندرك الله الآب الذي هو الحب، لأن الشبه يُعرف بالشبه.] بهذا نعرف الله... بالاتحاد معه في المسيح يسوع الذي يقدسنا بروحه القدوس واهبًا إيانا البصيرة الروحيّة المستنيرة لإدراك الأسرار الفائقة، كحياة نعيشها مع الله ونتلمسها عمليًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
راعوث ومعرفة الله الحقيقية |
هل ظهر الله في العهد القديم؟ وما مدى حضور ومعرفة وقدرة الله؟ |
الصلاة ومعرفة مشيئة الله |
المحبة ومعرفة الله |
العودة للنفس ومعرفة الله |