يعلم الله كل شيء عن المخلوقات غير العاقلة
تتنوع المخلوقات غير العاقلة تنوعًا هائلاً، فمنها ما هو غاية في الصغر لدرجة أن لا تراه العين المجردة - كالبكتريا والفيروسات - ومنها ما هو غاية في الضخامة. منها حيوانات البَرِّ، والطيور التي تطير في السماء، والخلائق التي تعيش في المياه. كل نوع منها له تركيبه التشريحي، وله طريقته الخاصة في التغذية والتكاثر وخلافه. من يعرف كل شيء عن كل هذا الكم الهائل من المخلوقات سوى خالقها. وعن هذا يسأل الله أيوب مستنكرًا: «أَتَعْرِفُ وَقْتَ وَلاَدَةِ وُعُولِ الصُّخُورِ أَوْ تُلاَحِظُ مَخَاضَ الأَيَائِلِ؟ أَتَحْسِبُ الشُّهُورَ الَّتِي تُكَمِّلُهَا أَوْ تَعْلَمُ مِيعَادَ وَلاَدَتِهِنَّ؟» (أي39: 1، 2). وفي المقابل يقول الله عن نفسه: «قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي» (مز50: 11).