* يظهر بثبات واضح بالأمثلة والشهادات من الكتاب المقدس أن خطية الكبرياء، بالرغم من تأخر ترتيبها (بين الخطايا) هي أولى الخطايا والأخطاء، وهي لا تموت بالفضيلة المضادة لها (التواضع)، وفي نفس الوقت محطمة لكل الفضائل، ولا تُغري فقط الناس العاديين والبسطاء، لكن بالأكثر الذين يقفون على قمة الشجاعة.
لهذا يتكلم الرسول عن هذه الروح... وكذلك داود الطوباوي، بالرغم من أنه كان شديد الحرص على مخازن قلبه لدرجة أنه تجرأ أن يخاطب الله الذي لا يُخفي عنه أسرار ضمائره (أسراره الداخلية) كما في مز 130 (131): 1-2؛ مز 100 (101): 1-2. مع هذا لكونه عرف صعوبة السهر حتى بالنسبة للكاملين لم يعتمد على مجهوداته الخاصة، بل صلى إلى الله، وطلب معونته، حتى يمكنه أن يخرج منتصرًا من ضربات عدوه، قائلًا: "خاصم يا رب مخاصميّ، امسك مجنًا وترسًا وانهض إلى معونتي" (مز 35: 1-2). ولأنه خاف وارتعب أن يسقط فيما قيل عن الكبرياء لذلك يقول:"يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعين فيعطيهم نعمًة" (يع 4: 6)، "مكرهة الرب كل متشامخ القلب، يدًا ليد لا يتبرّأُ" (أم 16: 5).