02 - 11 - 2024, 09:47 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
نوع وحدانية الله
لكن أي نوع من الوحدانية هي وحدانية الله؟
هل هي وحدانية مجردة، تُجرِّد الله من صفاته، وقد عظمت وتجلَّت ودَلَّت على حقيقة وجوده؟
أم وحدانية مطلقة؟
ولو كان كذلك، فثمه سؤال يفرض نفسه: ما الذي كان يفعله الله الواحد الأزلي قبل خلق السماء والأرض والملائكة والبشر، إذ لم يكن أحد سواه؛ هل كان يتكلم ويسمع ويحب؟ أم كان صامتًا وفي حالة سكون؟
إن قلنا إنه لم يكن يتكلم ويسمع ويحب، إذًا فقد طرأ تغيير على الله؛ لأنه قد تكلَّم إلى الآباء بالأنبياء، وهو اليوم سامع الصلاة إذ هو السميع المجيب. كما أنه يحبّ إذ إنه الودود. نعم إن قلنا إنه كان ساكنًا لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب، ثم تكلم وسمع وأحب فقد تغيّر؛ والله جل جلاله منزه عن التغيير والتطور.
إنها حقًا معضلة حيَّرت المفكّرين والفلاسفة، وجعلتهم يفضِّلون عدم الخوض فيها. فكيف لعقولهم المحدودة أن تسبر أغوارها، أو أن تعرف جوهر الله. أما الكتاب المقدس، وهو إعلان الله عن ذاته، فلقد عرفنا منه ما خفي على كل فلاسفة البشر وحكمائهم، وهو أن وحدانية الله ليست وحدانية مجردة أو مطلقة؛ بل هي وحدانية جامعة مانعة:
جامعة لكل ما هو لازم لها، ومانعة لكل ما عداه.
|