منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 12:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

تُحْجَزُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ


تُحْجَزُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ

حالة مريم يبدو أن نوع الْبَرَص هذا ما حدث معها كما نرى كمثال في هذه القصة. فهي لم تتردد في أن تتكلَّم ضد موسى، وبالتالي كان عليها أن تُحْجَز، بَرْصَاء، خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. في سفر العدد كان ”خَارِجَ الْمَحَلَّةِ” هو مكان لجميع النجسين (عد٥: ١-٤)؛ والْبُرْصُ منهم هم المذكورين أولاً. نفس الأمر في لاويين ١٣، ١٤ حيث نجد الشرائع الخاصة بالْبَرَص، وتطهير الذين شُفوا منه. كان الأَبْرَصُ نجسًا طالما كان عنده الداء: «كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَكُونُ الضَّرْبَةُ فِيهِ يَكُونُ نَجِسًا. إِنَّهُ نَجِسٌ. يُقِيمُ وَحْدَهُ. خَارِجَ الْمَحَلَّةِ يَكُونُ مُقَامُهُ» (لا١٣: ٤٦).

الجدير بالملاحظة أنه في حالة مريم يبدو أن نوع الْبَرَص كان في مرحلة متقدمة. لقد حمى غضب الرب على مريم وهارون ووقفت مريم هناك «بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ» (ع١٠). هذا البياض التام كان بحسب لاويين١٣: ١٣ هو تحديدًا الحالة التي يُحكم فيها بطهرها! هذا يعني أن مريم ضُربت بقضاء من الله، لكن مع برهان فوري على نعمته التي وضعت رد نفسها في الاعتبار. كانت بَرْصَاء تمامًا، لا شك في ذلك فكان لا بد أن تخرج خارج المحلة كنجسة وتصرخ: ”نَجِسةٌ ... نَجِسةٌ“ (لا١٣: ٤٥)، لكن ليس إلى الأبد، بل أراد الله أن يستعيدها ثانية، بعد أن تكون قد ”حُجِزَتْ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ“ (ع١٤).

أعتقد أن فترة السبعة أيام، التي كانت مطلوبة أيضًا في بعض طقوس التطهير الأخرى (سفر العدد ١٩)، تشير إلى كمال مقياس التوبة المطلوبة للاستعادة الإلهية. بالمثل كان لابد من حدوث الندم والتوبة مع الشخص المعزول في كورنثوس قبل أن يُقبل ثانية وسط المؤمنين (٢كو٢: ٧)، ”لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ أَنْشَأَ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ» (٢كو٧: ١٠)؛ توبة في قلبه، كما في قلوب الكورنثيين الذين تساهلوا قبلًا مع المُخطئ فيما بينهم.

إن عزل المُخطئ من بين المؤمنين، وإخراج الأَبْرَص خارج مَحَلَّة طاهرة، لا بد أن يتم دائمًا على أمل ردّ نفسه. فالملاحظة والعناية الكهنوتية ضرورية للتمكن من تحديد مرحلة الْبَرَص، ومدى انتشاره. الْبَرَص الذي هو رمز مُميَّز للخطية في صورتها الواضحة. ولكن شَرِيعَةَ الأَبْرَصِ تقول: «إِنْ كَانَ الْبَرَصُ قَدْ أَفْرَخَ فِي الْجِلْدِ، وَغَطَّى الْبَرَصُ كُلَّ جِلْدِ الْمَضْرُوبِ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ حَسَبَ كُلِّ مَا تَرَاهُ عَيْنَا الْكَاهِنِ، وَرَأَى الْكَاهِنُ وَإِذَا الْبَرَصُ قَدْ غَطَّى كُلَّ جِسْمِهِ، يَحْكُمُ بِطَهَارَةِ الْمَضْرُوبِ. كُلُّهُ قَدِ ابْيَضَّ. إِنَّهُ طَاهِرٌ» (لا١٣: ١٢، ١٣). وعندما يُغَطَّى الْبَرَصُ كل جِلْدِ الأَبْرَصِ تمامًا، فالدرس المطابق هو أن الشخص المعزول لا يتوقع أي شيء من نفسه، ويعلم أن ليس شيء صالح يسكن في جسده (رو٧: ١٨). وبكلمات أخرى يمكن ملاحظة عمل الندم والتوبة فيه. وطالما حدث ذلك يمكن للشخص المعنى أن تُردّ نفسه، ويُعاد إلى مكانه الأول بين المؤمنين.

بعد سبعة أيام سُمح لمريم أن تعود إلى الْمَحَلَّةِ، فقد قال الرب: «تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ**، وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ» (ع١٤)، وهكذا اُرْجِعَت مريم (ع١٤). فهذا مثال واضح لشخص معزول، لكن أيضًا لردّ نفس المُخطئ. لا يمكننا التعامل باستخفاف مع الخطية. فالله يريد تطبيق التأديب، لكن في الوقت ذاته - في نعمته - يريد أن يُعد الطريق لإستعادة تامة. كان على مريم أن تبقى سبعة أيام خارج المحلة، قبل أن يُسمح لها بالدخول أيضًا. لكن من المذهل أن نقرأ أن الشعب في الْمَحَلَّةِ انتظر سبعة أيام حتى انضمت إليهم: «وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ» (ع١٥). لقد انتظرت خارجًا، كما انتظر الشعب في الداخل، حتى تم عمل رد النفس!

دعونا أيضًا نلاحظ توَّجه موسى الذي نتعلَّم منه الكثير. بلا شك أن موسى حزن بسبب خطية مريم وهارون. من المؤكد أن هارون - باعتباره الأخ الأكبر - كان يعرف أكثر من مريم، لكنه أيضًا لعب دورًا مشينًا في قصة العِجل الذهبي. فماذا إذًا كان رد فعل موسى تجاه عمل التمرد هذا ضد سلطانه، كرجل الله؟ ظل صامتًا، وسلَّم لمَن يقضي بعدل (١بط٢: ٢٣). فقط نقرأ عنه: «وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ» (ع٣).

بالطبع، لم يكن موسى بالطبيعة حليمًا متواضعًا، لكنه تعلم هذا الاتضاع في مدرسة الله. كان بالطبيعة رجلاً حاد الطبع، «فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ» (خر٢: ١٢). وحتى في شيخوخته ثارت حدته مرة أخرى، عندما في سخطه على الشعب المتمرد، ضرب الصخرة بدلًا من أن يُكلّمها (عد٢٠: ٨-١٢). غير أن موسى هنا يُذكرنا بمن قال لتلاميذه: «تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» (مت١١: ٢٩). كتلاميذ المسيح، وكمُتعلِّمين ننمو في مدرسته، علينا أن نسلك هكذا عندما نتعرض للافتراء.

هكذا ينبغي أن يكون توجهنا الشخصي، بالرغم من أنه في هذه الحالة هناك مسؤولية عامة على الكنيسة حسب متى ١٨: ١٥-٢٠. بل حتى هنا نرى أن موسى يصلي من أجل أخته من منطلق أن يرد نفسها: «فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: اللّهُمَّ اشْفِهَا» (ع١٣).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 106 | وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ
تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ . فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ
فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ (عبرانيين 13: 12 – 14)
«فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارهُ.» (عبرانيين 13:13)
«فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارهُ.» (عبرانيين13:13)


الساعة الآن 11:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024