منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 11:09 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

قوة الخدمة




قوة الخدمة

«لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم،

وتكونون لي شهودًا»
(أع 1: 8)

إن أعظم قوة محركة للخدمة الحقيقية هي قوة الروح القدس. وكل خدمة نحاول أن نؤديها غير مؤيَّدين بقوة الروح القدس محكوم عليها بالفشل. وإن لم يرافق الروح القدس الكلمة بقوة، فباطلاً نحاول الكرازة، فالفصاحة البشرية وكل وسائل الإقناع في الكلام لا تجدي نفعًا إن لم يكن روح الله عاملاً.

قال أحدهم: كالذي يحاول الرسم بغير فرشاه، أو ينحت علي الرخام بغير إزميل، أو يشيد بناء دون مواد للبناء؛ من يحاول أن يخدم بقوته بدون الروح القدس.

إن أعظم خادم شهدته أرضنا هو المسيح، وأعظم خدمة قُدِّمت للجنس البشري علي مر التاريخ هي خدمته. ولقد كانت خدمته مؤيدة بقوة الروح القدس «يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس؛ لأن الله كان معه» (أع 10: 38). وعنه نقرأ في لوقا 3: 22 «ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب، بك سررت».

فماذا كانت النتيجة؟ لنواصل القراءة من العدد الأول من الأصحاح الرابع «أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس، وكان يُقتاد بالروح في البرية»، ثم «ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل، وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة، وكان يعلّم في مجامعهم ممجَّدًا من الجميع... وجاء إلى الناصرة، حيث كان قد تربى، ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ... روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة» (ع16-19).

فإن كانت قوة الروح القدس لازمة للرب يسوع في خدمته وملازمة له، فكم بالحري لنا؟!

أما سفر الأعمال، الذي هو بالحقيقة سفر أعمال الروح القدس، فهو يحفل بالأمثلة لقوة الروح القدس كأساس لخدمة الرسل وكرازتهم. لقد كان تكليف السيد لهم أن «اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مر 16: 15). والآن لنفكر في أولئك العابدين الضعفاء الخائرين، وكيف كان مطلوب منهم هذه الإرسالية الجبارة إلى أورشليم ثم إلى العالم؟! لكن الذي أعطاهم التكليف ووضع لهم الخطة هو الذي وعد بأن يمدّهم بالقوة اللازمة للإرسالية – قوة الروح القدس – «وها أنا أرسل اليكم موعد أبي، فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي» (لو 24: 49). ثم «ستنالون قوة، متي حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» (أع 1: 8).

ربما ظن البعض أن انتظارهم حتي يمنحهم الله القوة يعتبر مضيعة للوقت. وربما قال بعضهم: يا رب إن الناس من حولنا تهلك ونحن وحدنا لدينا البشارة بموت المسيح وقيامته، فهلا بدأنا الكرازة على الفور؟! لكنهم لو كانوا قد خرجوا للكرازة مباشرة دون قوة الروح القدس، ما كان منظر يوم الخمسين قد حدث. فلا فائدة من محاولة إتمام عمل الله دون انتظار لقوة الله.
ثم لننظر إلى بطرس الممتلئ بالروح القدس بعد يوم الخمسين. كم كان مختلفًا عن بطرس الأناجيل! إن بطرس الأناجيل ينكر المسيح أمام جارية، وبطرس بعد يوم الخمسين هو الذي واجه اليهود بجريمتهم «أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوُهب لكم رجل قاتل، ورئيس الحياة قتلتموه» (أع3: 14، 15).

أما الرسول بولس، فإنه يقول عن كرازته للكورنثيين «وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة» (1كو2: 4) وللتسالونيكيين «إن أنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط، بل بالقوة أيضًا وبالروح القدس وبيقين شديد» (1تس 1: 5).

وفي الحقيقة أنه لولا قوة الروح القدس وشهادته التي صاحبت الكرازة بالإنجيل من أيام الرسل إلى اليوم، لَمَا بقيت الكنيسة قرونًا هذا عددها، ولَنُسي موت الميسح وقيامته وصعوده.

وإعلانات الإنجيل نفسها لا يمكن فصلها عن قوة الروح القدس المصاحبة لها. إن حاجتنا العظمى اليوم هي إلى تلك القوة التي كانت قديمًا للرسل، قوة الروح القدس. ولو توافرت لخدمتنا وعبادتنا هذه القوة، لَتغيَّر الحال معنا تمامًا. إن حاجتنا هي إلى خدّام متجددي القوة، وممتلئين من الروح القدس أكثر من أي شيء آخر.

لكن السؤال المهم هو:

كيف تظهر قوة الروح القدس عاملة في مجال الخدمة؟

أولاً: قوة في استخدام كلمة الله

إن سيف الروح هو كلمة الله، وعندما يمتلئ الخادم بالروح القدس يعرف كيف يستخدم كلمة الله. فإن كان المحارب لا يعرف كيف يستخدم أسلحته فأية فائدة ترجي منه؟

إن حاولنا أن نخدم باختباراتنا وآرائنا ونظرياتنا، لا يمكن أن تنجح خدمتنا. لكن متي أسلمنا القيادة للروح القدس، فإنه يجعلنا قادرين على أن نشهر سيف الروح.

عندما وقف بطرس يوم الخمسين وهو ممتلئ بالروح القدس، ليلقي عظته الرائعة، فإنه كرز للجموع بكلمة الله، والكلمة هي التي نخست قلوبهم.
واستفانوس، نقرأ أنهم «لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح القدس الذي كان يتكلم به» (أع 6: 10)؛ لأنه كان يكلّمهم بكلمة الله.

والرسول بولس يقول لإخوة كورنثوس: «وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديًا لكم بشهادة الله، لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا... وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة» (1كو 2: 1-4).

وعن الروح القدس قال المسيح «وأما متي جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13)

ثانيًا: قوة في تمجيد المسيح

إن الروح القدس لا يتكلم عن نفسه، بل إنه يمجِّد المسيح «ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يو 16: 14).

ونحن لا نُعطى القوة في الخدمة لكن نستخدمها لمجد ذواتنا، أو إشباع رغبات في قلوبنا، أو لنبدو في صورة أفضل روحيًا؛ لكننا نُعطاها لغرض واحد هو: تمجيد المسيح. والخادم الممتلئ بالروح القدس، لا همّ له إلا الكلام عنه، ولا غرض عنده إلا مجد اسمه العظيم. وماذا نظن في شخص كلَّفه زوج متغيب عن بيته بتوصيل رسالة إلى زوجته، وحالما وصل لم يتكلم إلا عن نفسه، ولم يذكر شيئًا عن الزوج أو الرسالة؟! هكذا كل خادم يتحدث عن نفسه أو عن نظريات عقيمة دون أن يقدِّم المسيح للناس. إن الروح القدس موجود في العالم لكي يذكِّرنا بالمسيح، ويرشدنا إلى الحق المختص به.

ثالثًا: قوة المحبة

إن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس، وهذه المحبة هي الدافع الحقيقي لأية خدمة ناجحة. المحبة للرب، والمحبة لمن تقدَّم لهم الخدمة. يقول الرسول بولس: «لأن محبة المسيح تحصرنا» (2كو 5: 14). هذا المجيد الذي امتلك قلوبنا بمحبته، يستحق أن نُقضّي حياتنا في خدمته.

كذلك نحن لا نستطيع أن نعمل مع الله بدون محبة للنفوس التي نخدمها. من الممكن أن يكون الإنسان محاميًا ناجحًا جدًا دون أن يحب عملائه، ومن الممكن أن يكون طبيبًا ناجحًا جدًا دون أن يحب مرضاه، لكن لا يمكن أن يكون المؤمن خادمًا ناجحًا للمسيح دون أن يحب النفوس التي يخدمها. من الميسور جدًا أن تصل إلى قلب الإنسان إن كنت تحبه، فالمحبة تكسر كل الحواجز والقيود.

في أصحاح المحبة الشهير (1كو13) يقول الرسول: «لو كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن» (ع1).

رابعًا: قوة للصراع مع الشيطان

كل خدمة ناجحة للسيد لا بد وأن تلقى مقاومة عنيفة من الشيطان، لكن الخادم الممتلئ من الروح القدس يستطيع أن يقاومة وأن يهزمه.
أليس هذا ما فعلة الخادم الحقيقي – الرب يسوع المسيح – بعد أن حل عليه الروح القدس عند نهر الأردن؟ لقد ذهب ليواجه الشيطان في البرية فهزمه وأحرز النصر عليه. وفي سفر الأعمال نقرأ عن الرسول بولس أنه كان في حرب مواجهة مع الشيطان حين أراد الوالي سرجيوس بولس أن يسمع كلمة الله «فقاومهما عليم الساحر... طالبًا أن يفسد الوالي عن الإيمان، وأما شاول... فامتلأ من الروح القدس وشَخَصَ إليه» (أع 13: 8، 9). ثم نطق عليه بكلمات القضاء.

خامسًا: قوة الإرشاد

متى سلمنا القيادة للروح القدس فإنه يرشدنا إلى الخدمة المناسبة في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب.

حاول بولس ورفاقه أن يتكملوا بالكلمة في أسيا، فمنعهم الروح القدس. ثم حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح، ثم ظهرت لبولس رؤيا في الليل: رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول: «اعبر إلى مكدونية وأعنّا»، فتحقق أن الرب قد دعاه إلى مكدونية ليبشّر.

وفيلبس كان يعظ في السامرة، وكانت فرصة تبشيرية عظيمة، لكن ملاك الرب كلّمه ليترك هذه النهضة، وينزل إلى البرية ليقابل فردًا واحدًا، فترك الجماهير وأطاع وذهب، وتقابل مع الخصي الحبشي، وربحه للمسيح. وبعدما آمن ذهب إلى الحبشة حاملاً معه إنجيل المسيح.

سادسًا: قوة للبذل والتضحية
إن قوة الروح القدس هي التي تسند الخادم، وتدعمه، وتجعله يحتمل الآلام من أجل المسيح، والتضحية في طريق الخدمة. لقد تقدّم المسيح إلى الصليب وهناك «بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب» (عب 9: 14).

واستفانوس الممتلئ من الروح القدس، كانت تنهال عليه الحجارة من كل مكان، لكنه ارتفع فوق آلامه الجسدية، وما كان يرى الوجوه الحاقدة التي كانت تصرّ عليه بأسنانها، لكنه كان يرى محبة الله، وابن الإنسان قائمًا عن يمن الله.

يتبقي سؤال أخير ومهم: هذه القوة كيف ننالها؟

هناك ثلاثة أمور أساسية لنيل قوة الروح القدس في الخدمة:

أولاً: تفريغ الذات

إذا أردنا أن نمتلئ علينا أولاً أن نتفرغ من الذات، من الأنانية، من حب الشهرة، من كل غرض آخر في حياتنا غير مجد المسيح. علينا أن نحكم علي كل خطية تقف حائلاً دون تمتعنا بملء الروح القدس.

ثانيًا: الطاعة
أن نكون مستعدين لأن نذهب حيث يريدنا هو، وأن نكون كما يريدنا هو، وأن تكون إرادته هي إرادتنا، متمثلين بالخادم الكامل الذي كان شعار حياته «ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت» (مر 14: 36).

وبولس رسول المسيح، بدأ حياته معه بعبارته الخالدة، التي تصلح شعارًا لكل خادم حقيقي للمسيح: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» (أع 9: 6).

لنسلم أنفسنا عجينة لينة في يد الفخاري الأعظم، ليشكِّل منها، حسب مشيئته، أواني للكرامة مقدّسة ونافعة للسيد، مستعدة لكل عمل صالح.

يقول الرسول بطرس في أعمال 5: 32 «ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضًا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه». فالروح القدس أعطاه الله للذين يطيعونه، وملء الروح القدس والقوة يُعطى أيضًا للطائعين.

ثالثًا: الصلاة
نحن لسنا مستودعًا للقوة، لكن ينبغي لنا أن نستمدها باستمرار عن طريق الصلاة. لا نستطيع أن نخدم اليوم بقوة نلناها بالأمس أو في العام الماضي؛ فنحن نحتاج إلى إمدادات جديدة، وقوة جديدة، وملء جديد، إن طلبناها على ركبنا وفي مخادعنا. علينا قبل أن نخدم أن نواظب على الصلاة بلجاجة وانتظار واتحاد؛ عندئذ يمكن لله أن يتحدث إلينا، ويجهز قلوبنا، ويجعلنا مستعدين لنوال القوة.

وحين نصلي دعونا نتذكر أن هذه القوة ليست شيئًا، لكنه شخص. فالروح القدس أقنوم إلهي، وهو ”روح القوة“، وهو معطي القوة.



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشتيمة لا يليق استعمالها في الخدمة لأن وسائل الخدمة ينبغي أن تكون طاهرة
بسلبياتنا، وبصراعاتنا في الخدمة بمنافسات بشرية بعيدة عن روح الغيرة وروح الخدمة
من أشكال الشهادة للمسيح خارج البيت الخدمة وتعليم الأبناء الخدمة
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة
من أمراض تصيب الخادم وتؤثر علي الخدمة إدخالهم في أسرار الخدمة و مشاكلها


الساعة الآن 09:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024