رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يقول داود: إذا نظرت إلى تكويني وطبيعتي كإنسان فإنني أتسأل ما هو مزيج القوى التي تحركني؟ (مز 139: 13-16). كيف يمتزج الخالد بالفاني؟ كيف أنحدر إلى أسفل، ومع ذلك أُرفع إلى فوق؟ ماذا يسبب عدم استقرار النفس؟ لماذا تعطي النفس (الروح) الحياة، ومع ذلك تشترك في الألم؟ كيف يكون العقل محدودًا وغير محدود في نفس الوقت، ويكون داخلنا ويطوف الكون بحركة سريعة؟ كيف يُنقل العقل عن طريق الكلام؟ كيف يتحرك في الهواء ويدخل مع الأشياء؟ كيف يشارك في الحس وفي نفس الوقت يعزل نفسه عن الحواس؟ وتوجد أسئلة أهم من ذلك. ماذا كانت أول مرحلة في عملية تشكيلنا وتجميعنا في مصنع الطبيعة؟ وما هي المرحلة النهائية في التشكيل؟ ما هو الدافع للحصول على الطعام والتزود به؟ ما هي الغريزة التي تهدينا إلى أول ينابيع ومواد الحياة (صدور الأمهات)؟ كيف يتغذى الجسم بالطعام، أما النفس فتتغذى بالكلمة؟ ما هي الجاذبية الطبيعية التي تربط الآباء والأبناء معًا؟ كيف تنتج اختلافات ثابتة في المظهر نتيجة لعدد كبير غير محدود من العوامل الخاصة؟ كيف يكون نفس الكائن الحي فانيًا وخالدًا معًا؟ يجعله تغيير حالته يموت وتجعله الولادة خالدًا، يموت ويرحل ثم يعود مرة أخرى، مثل مجرى النهر دائم التدفق. وتوجد الكثير من النواحي التي يمكن أن نفكر فيها من ناحية أطرافنا وأعضاء أجسامنا، وكيفية توافقها معًا وتناسقها، كيف تتباعد، ولكن تعمل معًا كعضوٍ واحدٍ، وكيف يحتوي بعضها على البعض الآخر، وكل ذلك بتنسيق داخلي في طبيعتها. ويوجد الكثير من الحقائق عن الكلام والسمع، كيفية إخراج الأصوات بواسطة الأحبال الصوتية واستقبالها بواسطة الأذن. وانتقال الأصوات للآذان عن طريق الهواء الممتد بين مصدر الصوت والأذن. كما أنه يوجد الكثير من الحقائق عن البصر، واتصاله الغامض بالأشياء، فإن البصر لا يتم توجيهه إلا بالإرادة. وكما يتحرك البصر مع الإرادة يحدث نفس الشيء مع العقل، فإن البصر يقع على المنظورات بنفس السرعة التي يمتزج بها العقل بالأفكار. وتوجد حقائق كثيرة عن باقي الحواس التي تستقبل مؤثرات خارجية لا تراها عين العقل، توجد حقائق عن الراحة في النوم وعن عمل الخيال في الأحلام، وعن الذاكرة والذكريات، والغضب والرغبة. باختصار عن كل ما يُسيِّر أمور هذا العالم الصغير الذي نسميه الإنسان. القديس غريغوريوس النزينزي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|