رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن تجارتها خير من تجارة الفضة، ربحها خير من الذهب الخالص" هي أثمن من اللآلئ، وكل جواهرك لا تساويها" [14-15]. هذه العبارة عينها من بين عبارات كثيرة خلالها يُمارس المستثمرون الروحيون حقهم في الخيارات من ذلك نمارس هذا الحق كأحرار مستندين على غنى نعمة الله. "خذوا تأديبي لا الفضة، والمعرفة أكثر من الذهب المختار، الحكمة خير من اللآلئ وكل الجواهر لا تساويها" (أم 11:8). "القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع هوان، أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بفضة" (أم 16:15، 17). "ثمري (ثمر الحكمة) خير من الذهب ومن الإبريز، وغلتي خير من الفضة المختارة" (أم 19:8). "تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين" (أم 19:16). "البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم 32:16). "لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام" (أم 1:17). "الفقير السالك بكماله خير من ملتوي الشفتين وهو جاهل" (أم 1:19). "الصيت أفضل من الغنى العظيم، والنعمة الصالحة أفضل من الفضة والذهب" (أم 1:22). "التوبيخ الظاهر خير من الحب المستتر" (أم 5:27). *تعلن الحكمة: "طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة، والقابل الموت الذي يرى الفهم، فمن يخرج البر، ولسانها يحمل الناموس والرحمة" [13، 16 LXX]. فإن الناموس والإنجيل كلاهما عمل الرب الواحد، الذي هو رحمة لأن فيه خلاصنا. القديس إكليمنضس السكندري يقول المرتل: "ناموس فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز 72:119). ويتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم: هل كان القديس بطرس فقيرًا حينما لم يكن له ذهب ولا فضة ليعطي المقعد؟* هذا يعني خير لي الناموس الصادر عن فمك؛ الذي هو المسيح. إني أستهين بالقطع الذهبية والفضية البَّراقة لكي أتلذذ بناموس فمك وأتنعم به. يمكننا القول بأن "ناموس الفم" هو ترتيب الكلمات الصادرة عن فم الله: الكلمات الأولى قيلت للمبتدئين، بينما الكلمات التالية قيلت لمن تسلم الأولى حتى يبلغوا الكمال. العلامة أوريجينوس * يقول النبي أنه بالنسبة له خير له شريعة فم اللَّه أكثر من كل شهوات العالم، مشيرًا إلى الشهوات بالقطع الذهبية والفضية البَّراقة. القديس أغسطينوس *بالتفسير الرمزي، الفضة تمثل العقل، والذهب يشير إلى الروح، فمع وجود آلاف من القطع الذهبية والفضية التي يستخدمها المجادلون بحكمة العالم في مدارس الفلسفة، إلا أن الذي يعيش الحكمة الإلهية والحق الإلهي يقول: "ناموس فم الرب خير لي". حقًا إن الناموس الصادر عن فم اللَّه هو وحده الذي يمكنه أن يقدم المكسب الحقيقي للذين يتمسكون به. القديس ديديموس الضرير ألوف الذهب أو الفضة قد تضيع أو تُسرق أو تسبب خطرًا على حياة صاحبها، أما ناموس فم الرب فيقدم غِنى ثابتًا إلى الأبد، لا يستطيع أحد أن ينتزعه منا. يستخدم القديس إكليمنضس السكندري العبارة السابقة [13] في توجيه النساء اللواتي ينشغلن بثقب آذانهم لوضع "حلقان" ثمينة للغاية فيها، ووضع مساحيق خاصة بزينة العينين، موضحًا أن استماع الأذن لصوت الحكمة أمر طبيعي وثمين أفضل من كل الجواهر، وانفتاح العينين لرؤية الإلهيات والمقدسات هو الجمال الحقيقي، حيث يرى المؤمن ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر. *لا تدعن آذانكن تُثقب على خلاف الطبيعة، لكي تلتصق بها "حلقان"، وتتدلى منها. فإنه لا يليق إلزام الطبيعة على عمل ما يضادها. ولا يمكن وجود حُليّ تزين الأذن أفضل من التعليم الذي يجد طريقًا طبيعيًا في ممرات السمع. دهْن العيون بالكلمة وثقْب الآذان بالوصية يجعل من الإنسان مستمعًا ومتأملًا في الأمور الإلهية والمقدسات، فيُعلن الكلمة الجمال الحقيقي: "ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن" (1كو9:2). القديس اكليمنضس السكندري |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|