زوادة اليوم:
الرجل الوقور في القطار .
في إحدى محطات القطار صعد كل الركاب إلى القطار الذي لم يتحرك بعد .
فلما صعد ذلك الرجل الوقور إلى القطار , وجد كل الركاب قد أخذوا الأماكن كلها ولم يعد هناك مكان خالٍ للجلوس .
توجه الرجل إلى المقصورة الأولى فوجد فيها شباباً يلعبون مع بعضهم البعض .
فسلم عليهم .
فتهللوا لرؤية ذلك العجوز ووجهه الذي يشع هيبة ووقاراً وردوا عليه: " قائلين أهلاً بك ..
سُعدنا برؤيتك
".. فسألهم "
هل تسمحون لي بالجلوس ؟"
فأجابوه:"
نحن شباب نمرح مع بعضنا البعض نخشى ألا تجد راحتك معنا وجودك معنا قد يقيد حريتنا ,
اذهب إلى المقصورة التالية ,
لعلك تجد فيها مكاناً خالياً فالكل يود أستقبالك ".
.
فتوجه الرجل الوقور إلى المقصورة الثانية ليجد فيه طلاب دراسة يبدو أنهم في آخر مرحلتهم الدراسية ,
وهم في نقاش حار عن النظريات الفيزيائية والرياضيات
فسألهم "
هل تسمحون لي بالجلوس ؟
" فأجابوه :"
لنا كل الشرف بمشاركتك لنا المقصورة ولكن نحن مشغولون بالحديث عن إمتحاناتنا ودراستنا .
نخشى أن نزعجك .
.
مرة أخرى توجه الشيخ إلى المقصورة التي بعدها ,
فوجد شخصان ينظران إلى خرائط وتقارير ومشاريع ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية فألقى عليهما سلاماً ,
فتهللا لرؤية ذلك الرجل الوقور , سألهما نفس السؤال فاعتذروا منه رجاء اذهب إلى المقصورة التي تلينا فكل الركاب يتمنون مجالستك " ..
وهكذا تنقل الرجل ,
حتى وصل إلى آخر مقصورة في القطار ,
وهناك وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وأبنائهم ,
ولم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس فألقى عليهم سلاماً .
.
وهنا استقبله الجميع بالسلام الحار .
.
وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس ,
طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .
.
هرع الأب فأمر ابنه الأصغر بالجلوس في حضن أخيه الاكبر .. وأزاح الحقائب عن الطريق وأفسحوا مكاناً للرجل الوقور ليجلس معهم .
وأخيراً جلس الرجل على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار .
.
وبعد قليل توقف القطار في إحدى المحطات وصعد إليه بائع الأطعمة فناداه الرجل وطلب أن يعطِ كل أفراد العائلة التي سمحت له بالجلوس معهم كل ما يشتهون .
.
وأكل معهم وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم ترحيبهم بجلوس ذلك الرجل معهم .
.
ثم صعد بائع العصير إلى القطار فناداه الرجل الوقور وطلب منه أن يعطِ كل إفراد العائلة ما يريدون من العصير والمشروبات على حسابه وشرب معهم .
.
وبدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم أكثر وبدأوا يتحسرون أكثر على تفريطهم في الترحيب به ؛؛
ثم صعد بائع الصحف ووالحلويات والتسالي وكل ذلك على حسابه .
.
ومازالت نظرات الحسرة على وجوه كل الركاب ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى .
.
فقد توقف القطار في المدينة المنشودة واندهش كل الركاب للإستقبال الحافل لهذا الرجل الوقور .
.
فقد طُلب من جميع الركاب بأن يلبثوا في أماكنهم حتى ينزل هذا الضيف الموقر من القطار .
.
وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته ؛؛
وهنا تحسر الركاب على أنفسهم تحسراً عظيماً ؛؛
إخوتي.....
ترى من كان هذا الرجل ؟
لقد كان محافظ البلدة الجديد !
.
إن هذه القصة خاصة بكل واحد منا .
.
فكلنا قد عايش مثل هذه القصة لحظة بلحظة .
الرجل الوقور يشير إلى الرب يسوع مخلص البشرية ,
والجميع مشغول عنه :
بالدراسة ,
بالواجبات والامتحانات ,
بالعمل وبالزواج والأولاد ..
العمر يمضي ونحن نردد :
.
( غداً سأهتم بأبديتي ولكن بعد أن أفرغ من هذه
" أو ربما يقول البعض :
" مازلت صغيراً ,
وسأهتم بخلاصي بعد أن أكبر وأتفرغ لأمور اللـه أو بعد أن أحصل على وظيفة ) .
بعد أن ...
بعد أن ..
بعد أن ..
لكن ..
احذر أن يضيع العمر ويصل القطار إلى محطة الأبدية دون أن تقابل السيد الرب وتفرح بصحبته .
.
من فضلك اقبل النصيحة واقبل الرب يسوع مخلصا وفاديا شخصيا لك لكي تكون معه طوال الأبدية التي لا تنتهي .
اخيرا اقول لك ما جاء في
الأمثال : 9 / 12
إِنْ كُنْتَ حَكِيمًا فَأَنْتَ حَكِيمٌ لِنَفْسِكَ،
وَإِنِ اسْتَهْزَأْتَ فَأَنْتَ وَحْدَكَ تَتَحَمَّلُ.
والله معكن.