ثُمَّ قال: ولِذَلِكَ قُلتُ لكم: ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ إِلاَّ بِهبَةٍ مِنَ الآب
تشير عبارة "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ إِلاَّ بِهبَةٍ مِنَ الآب" إلى اجتذاب الأب الذي يعطي النِّعمة للإنسان للإيمان بابنه يسوع من ناحيّة، والى عمل داخلي في القلب بالرُّوح القُدُس حيث يقبل الإنسان إلى يسوع ويثق في كلامه ويُحبُه من ناحية أخرى. فالتَّجديد الرُّوحي يبدأ وينتهي بالله. والمسيح يُعلن أن من يأتي إليه فهو قد أعطاه له الآب. فمجيء إلى المسيح وقبوله ليس محاولة بشريَّة محضة، بل هي نعمة خاصة من الله يتجاوب معها المؤمن. ويُعلق القديس كيرلس الكبير: "إن الله لا يميِّز بين فريق وآخر، إنَّما من يطلب يجد، ومن يسأل عن الحق يسلمه الآب للحق ويثبِّته فيه فلا يسقط". أمَّا عبارة " ِهبَةٍ مِنَ الآب " فتشير إلى الإيمان الذي هو عطيَّة من الله وليس عن استحقاق الإنسان كما جاء في تعليم المسيح: " ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني" (يوحنا 6: 44). وهكذا إن إيمان الإنسان هو تجاوب مع هذه الهبة.