منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2024, 05:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,099

سليمان قد انشغل طوال يومه بالصلاة مع تقديم الذبائح




ظهور الرب لسليمان:

4 وَذَهَبَ الْمَلِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ، لأَنَّهَا هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى، وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ. 5 فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلًا، وَقَالَ اللهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ». 6 فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرّ وَاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ابْنًا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ. 7 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ.

"وذهب الملك إلى جبعون ليذبح هناك،
لأنَّها هي المرتفعة العظمى،
وأصعد سليمان ألف محرقة على ذلك المذبح" [4].
إذ قدَّم الله الكثير لسليمان ردَّ له من الكثير القليل، وهو ألف محرقة.
ربَّما يتساءل: أليس في هذا تبديد للموارد الحيوانيَّة؟
أمَا كان يمكن تقديم هذه الذبائح للفقراء؟
هذا هو المنطق البشري المادي، الذي يرى في الصلاة ضياعًا للوقت، وفي العبادة تبديدًا للموارد. إنَّهم لا يدركون قيمة الحب المشترك المتبادل بين الله والإنسان. هذا الحب لا يمكن تقديره بثمنٍ ما!
تقديم ألف محرقة على مذبح واحدٍ في يومٍ واحدٍ يحمل معانٍ كثيرة:
* رقم 1000 يُشير إلى الروحيَّات والسماويَّات، فالألف محرقة تُشير إلى تقديم ذبيحة القلب الروحاني السالك في السماويَّات.
* حرق كل هذا العدد في يومٍ واحدٍ يُشير إلى عمل الله النار الآكلة. إنَّه يحل علينا كمذبحٍ خاصٍ به ليلتهم بناره تقدمات الحب المرضيَّة والمقبولة لديه.
* إن كانت ذبيحة المحرقة تُشير إلى اِلتهاب القلب كلُّه بنار المحبَّة، فإن كثرة هذه الذبائح يُشير إلى عطش الله إلى محبَّتنا المستمرَّة.
قدَّم سليمان الحيوانات، وقام الكهنة بذبحها وتقديمها على المذبح (1 مل 8: 5).
يرى البعض أن تقديم ألف محرقة على مذبحٍ واحدٍ وهو مذبح موسى النبي، وكان لا بُد من ترك الذبيحة تُحرق بالكامل، هذا يتطلَّب عدَّة أيَّام. قدَّم الملك الحيوانات واستمرَّ الذبح أكثر من يوم والنار حسب الشريعة لا تنطفئ قط، بل تبقى مستمرَّة نهارًا وليلًا.

جبعون:

مدينة قائمة على تل، نالت شهرتها من إقامة خيمة الاجتماع القديمة ووضع المذبح النحاسي الذي صنعه موسى النبي في البريَّة فيها (1 أي 16: 39؛ 21: 29؛ 2 أي 1: 3-6)، حيث نُقل من نوب ووضع في المرتفعات، هناك دعيت "نوب"، وأُقيم على المرتفعات المدعوَّة مصفاة النبي صموئيل. يبلغ ارتفاع هذا التل حوالي 500 إلى 600 قدمًا، وهو أعلى نقطة في المنطقة المحيطة به، يبعد حوالي ميل واحد من جبعون.
"في جبعون تراءى الرب لسليمان في حلم ليلًا.
وقال الله: اسأل ماذا أعطيك" [5].
كنا نتوقَّع من استلام شاب صغير كسليمان للمملكة أن يجمع بعض رجال الدولة المحيطين به ويبدأ بالعمل التنظيمي لتدبير كل الأمور. لكن سليمان جعل الله أولًا قبل أن يفكِّر في شئون دولته ويمد يده للعمل. انطلق إلى حيث مذبح الرب ليقضي نهاره وليله هناك، يتعبَّد لله ويقدِّم ذبائح ويسأله بكل غيرة وحماس الحكمة الإلهيَّة، لهذا تأهَّل سليمان لرؤية الرب في حلمٍ.


في جبعون حيث المرتفع العالي، وحيث توجد خيمة الاجتماع والمذبح النحاسي (2 أي 1: 3). هناك حيث قدَّم سليمان محرقات كثيرة، ظهر له الرب. يشتاق الله أن يتراءى لكل شخصٍ، فمن جانبه هو مستعد لإعلان حضرته لمؤمنيه. بقى علينا من جانبنا أن نُعطي لله الأولويَّة في حياتنا، فلا نرتبك بشؤوننا اليوميَّة، إنَّما نصعد أولًا كما إلى جبعون لنقضي نهارنا وليلنا معه! نجده نازلًا إلينا ليتجلَّى في قلوبنا، ويتحدَّث معنا، معلنًا سخاءه العجيب وشوقه أن يهبنا ذاته.
لنصعد بروح الله القدُّوس إلى جبعون الروحيَّة، فترتفع قلوبنا إلى السماء، ولا يستطيع وحل هذا العالم أن يطمس عيوننا فلا تعاين ذاك الذي يتنازل ليتجلَّى أمامها.
في جبعون حيث المرتفعات العالية نقدِّم محرقات ثمينة في عينيّ الله.

فكما قدَّم مسيحنا ذبيحة حب من أجلنا ليصالحنا مع أبيه السماوي، ننعم بكرامة تقديم حياتنا ذبيحة عقليَّة مرضيَّة أمامه (رو 12: 1). نشتهي أن يلتهب كياننا كلُّه بالنار الإلهيَّة كما على مذبح سماوي، فنصير محرقة حب مفرحة للسماويِّين!
إذ ننشغل طول النهار بحب الله الفائق، أينما وجدنا، حيث يكون قلبنا مرتفعًا في جبعون يتراءى الله لنا ليلًا. في وسط هدوء الليل وسكونه يتطلَّع الله إلى القلب المؤمن ويقدِّسه ببرِّه الإلهي. فيقول المؤمن مع داود النبي: "عيناك تنظران المستقيمات. جرَّبت قلبي، تعهَّدته ليلًا، محَّصْتني. لا تجد فيَّ ذمومًا. لا يتعدَّى فمي" (مز 17: 2-3).
في هدوء الليل تصمت حواس الإنسان وتهدأ ليتراءى الله للعقل ويتحدَّث معه.
يقدِّم لنا مار اسحق خبرته الحيَّة فيقول: [سكِّت لسانك فيتكلَّم قلبك، وسكِّت قلبك فيتكلَّم الله].
ظهر الرب لسليمان في حلم... وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصصعن أنواع الأحلام المختلفة: [إن أعضاءنا والمخ أشبه بآلة موسيقيَّة وتَرِيَّة. أثناء ساعات النهار يلعب العقل على هذه الأوتار فتقدِّم لنا سيمفونيَّة متناسقة رائعة. وإذ ننام لا تعود هذه الآلة قادرة على إصدار صوتٍ ما، اللهم إلاَّ إذا عادت ذكريات اليوم وقدَّمت ذاتها للعقل ونحن نيام، فتخرج حلمًا. وذلك كما تصدر الأوتار أصواتًا هادئة بعد أن تتوقَّف يد الموسيقار عن لمس الأوتار مباشرة].
"قال الله: اسأل ماذا أُعطيك" [5]. إن كان سليمان قد انشغل طوال يومه بالصلاة مع تقديم الذبائح، وكان يطلب من الله الحكمة، فلماذا يسأله الله: "اسأل، ماذا أُعطيك؟" كان سليمان طوال يومه يقدِّم أوانيه الفارغة لكي يملأها الله من زيت السماء، وها هو يسأله قبل العطاء مباشرة ليؤكِّد له حريَّة إرادته، ينعم بما يطلبه قلبه، وليس قهرًا من قِبل الرب. لهذا يقول السيِّد المسيح: "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي، اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملًا" (يو 16: 24). ويقول يوحنا الرسول: "وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا" (1 يو 5: 14).
ليس من موضوع يشغل ذهن أولاد الله الذين التهبت قلوبهم بالحب الإلهي مثل التمتُّع برؤية الله. فقد بدأ موسى في العهد القديم خدمته برؤية الله خلال العلِّيقة الملتهبة نارًا، كما كان يرى الله عمليًا خلال معاملاته معه كل يوم في حياته الشخصيَّة وفي خدمته وسط الشعب. تمتَّع بالمجد الإلهي الذي أشرق على وجهه فصار مضيئًا ولم يحتمل الشعب أن ينظر إليه، فطلب منه أن يضع برقعًا على وجهه حين يتحدَّث معهم، وينزعه حين يدخل الخيمة ويلتقي مع الله. تمتَّع موسى باللقاء مع الله على جبل سيناء، ومع هذا كانت طلبته الأخيرة: [أرني وجهك]. هذه الطلبة التي تحقَّقت له بصورة رائعة بعد حوالي ألفين عامًا حين ظهر إيليا مع موسى ليُعاينا السيِّد المسيح المتجلِّي على جبل تابور ويتحدَّثان معه.
تمتَّع أيضًا سليمان الحكيم برؤية الله مرَّتين: بعد تجليسه ملكًا وعند تدشين الهيكل.
هكذا لن يتوقَّف عطش المؤمن الحقيقي عن رؤية الله بكل وسيلة ليتمتَّع باللقاء مع محبوبه السماوي وجهًا لوجه. هذه الرؤية وهذا اللقاء لن يحدث في الحياة العتيدة فحسب، بل هي امتداد لحياة مُعاشة يختبرها المؤمن كل يوم.
يميِّز القدِّيس إيريناؤس بين ثلاثة أنواع من الرؤى، وإن كانت كل منها مشتملة في الأخريَّتين.
1. الرؤية النبويَّة خلال الروح القدس. كالرؤية التي تقبَّلها موسى النبي على الصخرة إشارة إلى رؤيته خلال التجسُّد (صخرة مجيئه البشري). وهي رؤيا رمزيَّة، لا يرى وجه الله الحقيقي بل يظهر لهم بطريقة سرائريَّة حيث يبدأ الإنسان يرى الله. لقد طلب موسى النبي رؤية أوضح، تحقَّقت له حين ظهر مع إيليا على جبل تابور. التي تحقَّق كمال الرؤية التي على جبل سيناء على جبل تابور.


2. رؤية التبنِّي خلال الابن المتجسِّد.
3. رؤية الآب في ملكوت السموات، في الحياة الأخرى، أو الرؤية الإسخاتولوجيَّة.
"فقال سليمان: أنك قد فعلت مع عبدك داود أبي رحمة عظيمة،
حسبما سار أمامك بأمانة وبرّ واستقامة قلب معك،
فحفظت له هذه الرحمة العظيمة،
وأعطيته ابنًا يجلس على كرسيه كهذا اليوم" [6].
إذ طلب منه الرب أن يسأل فيعطيه بدأ بتقديم الشكر لله على عطاياه لأبيه، حاسبًا ما قدَّمه الله لسليمان إنَّما هو عطيَّة إلهيَّة مقدَّمة لداود أبيه صاحب القلب المستقيم. لقد ورث سليمان عن أبيه الفم المبارك لله على عطاياه. فنسمع داود النبي يقول: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَعْطَانِيَ الْيَوْمَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَعَيْنَايَ تُبْصِرَانِ" (1 مل 1: 48). صارت تجري في عروقه مباركة الرب على عطاياه. فيباركه ليس فقط في ساعات النهار، وإنَّما ينبض قلبه بالبركة وهو في أحلامه ليلًا. يقول مع أبيه داود: "أبارك الرب الذي نصحني، وأيضًا بالليل تنذرني كليتاي" (مز 16: 7).
في وقارٍ شديدٍ تحدَّث سليمان مع الله عن أبيه، ساترًا على أخطائه مثل سيِّده، قائلًا: "سار أمامك بأمانةٍ وبرٍ واستقامة قلبٍ معك". وتحدَّث بقلب يفيض شكرًا وحمدًا لله الذي أظهر رحمته العظيمة مع عبده داود. هكذا يليق بنا أن نشكره ونسبِّحه من أجل معاملاته مع آبائنا وأمَّهاتنا وكل الأجيال السابقة.
"والآن أيُّها الرب الهي، أنت ملكت عبدك مكان داود أبي،
وأنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول" [7].


بعد أن بارك الله على عطاياه لأبيه بأن أقام ابنه ملكًا في تواضعٍ شديدٍ أعلن أنَّه كطفلٍ صغيرٍ لا يقدر أن يخرج أو يدخل دون معونة. إنَّه كمن يتدرَّب على المشي يحتاج إلى يدٍ تمسك بيده وتقوده. حسب نفسه طفلًا بلا فهمٍ ولا خبرةٍ هذا الذي دعاه والده حكيمًا (1مل 2: 9).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تقديم الذبائح لشبع قلب الرب
تقديم اليهود الذبائح لله كطريقة للتكفير عن الخطايا
العبادة هي تقديم الذبائح الروحية التي يُسرّ بها الرب
متى عرف الإنسان طقس تقديم الذبائح؟
أفضل ما يجده أحدهم طوال يومه


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024