|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس كيرلّس الاورشليمي يؤكّد القدّيس كيرلّس على أهمّيّة سرّ الشكر (المناولة)، فيركّز على حقيقة حضور الربّ في القرابين المقدّمة، وتاليًا على حقيقة اتّحادنا به من خلال تناولنا جسده ودمه: “لنتناول جسد الربّ ودمه بثقة. لأنّنا أعطينا جسده في شكل الخبز ودمه في شكل الخمر. وإذ نتناول جسده ودمه نصبح معه جسدًا واحدًا ودمًا واحدًا. هكذا نصبح حَمَلَةَ المسيح”. ويستشهد قدّيسنا ببطرس الرسول في رسالته الثانية (1: 4) بأنّنا نصير “شركاء الطبيعة الإلهيّة” بواسطة المناولة. ويشدّد كيرلّس على أهمّيّة الصلاة من أجل المرضى والمضنيّين والمسافرين والموتى الراقدين، ذلك أنّنا شركاء معهم في جسد المسيح الواحد. ويقول القدّيس عن الراقدين: “كذلك نحن عندما نتضرّع من أجل الراقدين… نقرّب المسيح الذي مات ليمحو كلّ إثم فيصفح به إلهنا الرحيم عنّا وعنهم”. يقول القدّيس كيرلّس: “إنّ الله يهبك النعمة، وشأنك أن تتلقّاها وتحفظها”. يعطي الله النعمة مجّانًا، إلاّ أنّه ينتظر جواب الإنسان الذي له ملء الحرّيّة بأن يقبلها أو يرفضها. شأننا، نحن المؤمنين بقوّة النعمة التي حزناها في المعموديّة، أن نحيا ونتجدّد فنتوب إلى الله، وهكذا نكون قد حفظنا الوديعة، أي النعمة. يدعو كيرلّس سرّ الميرون المقدّس ب”مسحة المسيح” التي بها ينال المؤمنون مواهب الروح القدس، فيقول: “ها إنّكم اعتمدتم في المسيح ولبستم المسيح (غلاطية 3، 27)، فأصبحتم على مثال صورة المسيح ابن الله (رومية 8، 29). إنّكم أصبحتم مُسحاء بتلقيكم ختم الروح القدس”. ثمّ يتابع قائلاً في العظة عينها: “بهذا الدهن (الميرون) مُسحتَ رمزيا على جبينك وسائر حواسّك. وفي الوقت الذي يُمسح فيه جسدك بالدهن المنظور تُقدَّس نفسك بالروح القدس المحيي”. ويؤكد قدّيسنا أخيرًا أنّ الإفخارستيّا تكمل الدخول إلى الكنيسة، فيدعو المعمدين إلى المشاركة في جسد المسيح الحقيقيّ ودمه الحقيقيّ المتاحَين لهم في القداس، فيقول للمشكّكين في هذه الحقيقة: “لقد سبق للمسيح في عرس قانا الجليل أن حوّل الماء إلى خمر بفعل إرادته، أفلا يكون جديرًا بالتصديق عندما يحوّل الخمر إلى دمه؟”. ينقل إلينا القدّيس كيرلّس الأورشليميّ الإيمان حياةً نحياها في سبيل الوصول إلى الخلاص. التعليم، بالنسبة إليه، ينبغي ألاّ يتوقّف عند الكلام وترداده بببغائيّة مملّة وغير فاعلة. لذلك ينبّه سامعَه إلى كون المعموديّة قد زرعت فيه النعمة التي عليه أن يسقيها بسلوكه الطريق المستقيم وتنفيذه لوصايا الربّ وتعاليمه. ويسعنا القول أنّ وصيّته لتلاميذه ولنا شخصيًّا هي قوله بإيجاز وافٍ: “أُذكر الأشياء التي قيلت، لأنّنا نقولها، ليس فقط لكي تسمعها، بل لكي تحفظها بالإيمان”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|