رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخلاص عطية مجانية: 22 «وَأَنْتَ لَمْ تَدْعُنِي يَا يَعْقُوبُ، حَتَّى تَتْعَبَ مِنْ أَجْلِي يَا إِسْرَائِيلُ. 23 لَمْ تُحْضِرْ لِي شَاةَ مُحْرَقَتِكَ، وَبِذَبَائِحِكَ لَمْ تُكْرِمْنِي. لَمْ أَسْتَخْدِمْكَ بِتَقْدِمَةٍ وَلاَ أَتْعَبْتُكَ بِلُبَانٍ. 24 لَمْ تَشْتَرِ لِي بِفِضَّةٍ قَصَبًا، وَبِشَحْمِ ذَبَائِحِكَ لَمْ تُرْوِنِي. لكِنِ اسْتَخْدَمْتَنِي بِخَطَايَاكَ وَأَتْعَبْتَنِي بِآثَامِكَ. 25 أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا». 26 «ذَكِّرْنِي فَنَتَحَاكَمَ مَعًا. حَدِّثْ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ. 27 أَبُوكَ الأَوَّلُ أَخْطَأَ، وَوُسَطَاؤُكَ عَصَوْا عَلَيَّ. 28 فَدَنَّسْتُ رُؤَسَاءَ الْقُدْسِ، وَدَفَعْتُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّعْنِ، وَإِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّتَائِمِ. الله يقدم أعماله الخلاصية مجانًا للبشرية، لكن هناك بعض العوائق التي عطلت مقاصد الله مع الشعب القديم الذي رفض الإيمان بالمخلص، هذه العوائق هي: أ. عدم الصلاة: "وأنت لم تدعُني يا يعقوب حتى تتعب من أجلي يا إسرائيل" [22]. فإن الصلاة هي سر تمتعنا بعمل الله وكما يقول الأب مرتيروس: [تفعل الصلاة ما تحب كما يستطيع الله! إنها تُصدر الأوامر على الأرض ليكن لها فاعليتها في السماء]. ب. تجاهل الله حتى في الأمور الصغيرة: "لم تحضر ليّ شاة محرقتك وبذبائحك لم تكرمني. لم استخدمك بتقدمة ولا أتعبتك بلُبان. لم تشترِ لي بفضة قصبًا وبشحم ذبائحك لم تروني" [23-24]. حينما أخرج الله شعبه من مصر لم يكن في عوز إلى تقدماتهم وذبائحهم الحيوانية، إنما كان يطلب قلوبهم، يشتاق أن يقربهم إليه بكونهم شعبه الخاص، أما الذبائح فكانت رموزًا لذبيحة المسيح، وعلامة حب له... كان ينتظر أن يُقدموا قلوبهم مع محرقاتهم وذبائحهم وبخورهم إلخ... * عندما يُشير إلى أنه لم يقدهم من مصر لكي يُقدموا له ذبيحة إنما لكي ينسوا عبادة الأوثان التي للمصريين حتى يسمعوا صوت الرب الذي كان بالنسبة لهم خلاصًا ومجدًا (إر 7: 21). القديس إيريناؤس كثيرًا ما نُسيء استخدام عطايا الله مثل العواطف والدوافع والمواهب، نستخدمها لا لحساب ملكوت الله وبنيان الجماعة وإنما لممارسة الشر. مع ما بلغناه من الشر يبقى الله منتظرًا توبتنا واعترافنا بخطايانا لكي يغفرها لنا من أجل اسمه القدوس ومحبته الفائقة، مؤكدًا لنا: "أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها؛ ذكّرِني فنتحاكم معًا، حّدِث لكي تتبرر" [25-26]. * أول طريق التوبة هو إدانتنا الخطايا. * يطلب منا هذا (الاعتراف بخطايانا) لكي نُكّثِف حبنا نحوه. * من يمارس التوبة بعدما يخطئ يستحق لا الحزن عليه بل تهنئته إذ يَعْبر إلى خورس الأبرار. * لا تترك شيئًا يربكك بل ارتفع إلى أعلى السموات عينها. تنهد بمرارة وقدم ذبيحة اعتراف، فقد قيل "أعلن أولًا معاصيك فتتبرر" [26] (الترجمة السبعينية)، قدم ذبيحة القلب المنسحق. فإن هذه الذبائح لا تتحول إلى رماد ولا تصير دخانًا ولا تتبدد في الهواء. إنها لا تحتاج إلى خشب ونار وإنما إلى قلب نادم من الداخل. هذا هو الخشب والنار التي تحرق دون أن تهلك، فإن من يُصلي بحرارة يحترق ولا يُستهلك، إنما يصير كالذهب الممتحن بالنار ليزداد بهاءًا. القديس يوحنا الذهبي الفم * كيف ننسى الشر القادم علينا؟ بتذكار الصالحات، وبتذكر الله. فإننا إن كنا نذكر الله على الدوام لا نقدر أن نذكر هذه الأمور أيضًا. القديس يوحنا الذهبي الفم أما ثمرة الخطايا والعصيان فهي "اللعنة" وفقدان الكرامة، إذ قيل: "دفعتُ يعقوب إلى اللعن وإسرائيل إلى الشتائم" [28]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|