![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بركات مملكة المسيح يعتبر هذا الأصحاح تتمه للأصحاح السابق، فإن كان الله يُدين الأمم المقاومة له في حياة مؤمنيه، إنما يفعل ذلك لأجل بنيان شعبه ونموهم وتمجيدهم، الأمر الذي يتحقق بمجيء المسيا مخلص العالم، الذي بالصليب حطّم قوات الظلمة وفتح باب بركاته الإلهية أمام الراجعين إليه مهما بلغ ضعفهم. تحويل البرية إلى فردوس: 1 تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ. 2 يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا. 3 شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. 4 قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». يرى بعض الدارسين أن ما ورد هنا إنما يخص حال بني إسرائيل بعد عودتهم من السبي البابلي، غير أن الكثيرين يرون في ذلك وصفًا لحال كنيسة العهد الجديد المتمتعة بالسيد المسيح رأسًا لها، يسكب مجده وبهاءه فيها. هذا هو رأي أغلب الدارسين من الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت وإن كان اتباع المُلك الألفي يحسبون هذا الأصحاح نبوة عنه لم تتحقق بعد. يستطيع المؤمن الحقيقي الذي يختبر الحياة الجديدة في المسيح يسوع أن يختبر مجد الكنيسة مُعلنًا في حياته الداخلية وهو: أ. تحويل البرية والأرض اليابسة إلى جنة مثمرة؛ فبدخول الرب إلى القلب وحلول الروح القدس فيه يُنتزع العقم الداخلي وتغرس جنة الرب المثمرة التي تفرح قلب الله [1-2]. * واضح أنه لا يتحدث هنا عن أماكن خارج النفس والحواس، بل يعلن عن أخبار سارة مفرحة خاصة بالنفس الظمآنة. غير المزينة خلال رمز البرية. وكما يقول داود: "صارت نفسي نحوك كأرض يابسة" (مز 143: 6 الترجمة السبعينية). نفسي عطشانة إلى القدير إذ هو الله الحيّ (مز 42: 2). القديس غريغوريوس النيسي "تفرح البرية والأرض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس، يزهر أزهارًا ويبتهج ابتهاجًا ويرنم" [1-2]. فرح وبهجة وترنم! * من نظر في ذاته إلى ربنا، وامتزجت نفسه بنوره، فليغل قلبه بالفرح. الشيخ الروحاني * النفس دائمًا تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي. القديس أنطونيوس الكبير يتحدث القديس مقاريوس الكبيرعن هذا المجد الخفي الذي يملأ حياة المؤمن ليعلن في يوم الرب العظيم، قائلًا: [بتجديد العقل (رو 12: 3) وسلام الأفكار (في 4: 7) ومحبة الرب السماوية (أف 3: 19) تتميز خلقة المسيحيين الجديدة (2 كو 5: 17) عن باقي البشر... كل أحد بقدر ما يُحسب أهلًا لشركة الروح القدس بالإيمان والاجتهاد بقدر ذلك يتمجد جسده في ذلك اليوم، لأن كل ما خزنته النفس في داخلها في هذه الحياة الحاضرة سوف يعلن يومئذ، ويُكشف ظاهرًا في الجسد... كل ما للنفس الآن سوف يظهر في الجسد في ذلك اليوم]. يقول الرسول: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2 كو 3: 7-18). ج. يصير الإنسان سندًا لإخوته الضعفاء؛ "شددوا الأيادي المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها، قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا، هوذا إلهكم، الانتقام يأتي، جزاء الله، هو يأتي ويخلصكم" [3-4]. إن كانت الحياة مع الله تمثل علاقة شخصية خفية بين الله والمؤمن لكنها ليس في فردية منعزلة، إنما هي خلال حياة الشركة بين الله وكنيسته الواحدة؛ كل عضو يسند أخاه في الرب لكي يتشدد الكل معًا كعروس واحدة. كل مساندة من جانبك لأخيك إنما هي مساندة لك أنت شخصيًا لأنه يمثل يديك وركبك. * ليس شيء يجعل البشر منهزمين سريعًا في التجارب ومنهارين مثل العزلة. اخبرني؛ بَعْثِر فرقة في حرب، فإن العدو لا يقلق في سبيهم وأسرهم كفرادى. القديس يوحنا ذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|