|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ قدِ اقتَرَبَ الفِصحُ، عيدُ اليَهود تشير عبارة "اقتَرَبَ الفِصحُ" إلى سبب حضور الجمع الكثير، إذ كان النَّاس يجتمعون من الجليل استعدادًا للصعود إلى أورشليم. ويعطي عيد الفصح مفتاحًا للفهم الرُّوحي لمعجزة الخبز والسَّمكتين، إذ يربط الإنجيلي يوحنا بين هذه المعجزة وعيد الفصح كما يوضِّح ذلك بولس الرَّسول " فقَد ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح"(1 قورنتس 5: 7)؛ لانَّ الفصح الحقيقي هو ذبيحة الصَّليب، وهو بعينه الإفخارستيا. أمَّا عبارة "عيد الفِصح اليهودي " فتشير إلى العيد السَّنوي الذي يحتفل به كل ذكر في إسرائيل في أورشليم. والأرجح أن هذا العيد الوارد في إنجيل يوحنا هو الفصح الثَّالث في فترة خدمة المسيح العلنيَّة. ولم يصعد المسيح إلى أورشليم، لانَّ اليهود رفضوه في الفصح السَّابق (يوحنا 2: 18)، لذلك لم يكن باستطاعته الصُّعود إليه دون مواجهة المخاطر، وخاصة أنَّ ساعته لم تكن قد أتت بعد (يوحنا 5: 1، 18). في هذا العيد تلتقي طقوس الرُّعاة (يذبحون الحمل) والمزارعين (يقدمون الفطير). وتذكِّر طقوس العيد بالخروج من مصر، فينتعش الإيمان بخلاص شعبه في الماضي، وتبعث الأمانة في زمن الحاضر، وتُشعل الرَّجاء بالخلاص الآتي. وأمَّا المسيحيون فيرون في هذا العيد موت وقيامة المسيح الذي هو الحمل الفصحى الجديد (1 قورنتس 10: 2)؛ أمَّا رموز الفصح (العبور) فدخلت في الكلام عن العماد المسيحي (1 قورنتس 10: 2) وعن العشاء الرَّباني أو الإفخارستيا. ويوحنا الإنجيلي يجعل أفعال يسوع الهامة (شكر وبارك) في إطار الأعياد اليهوديَّة بحيث يعطيها معناها المسيحي النِّهائي. ومن هذا المنطلق، تعتبر معجزة إشباع الجموع رمزًا للفصح الجديد أي الإفخارستيا، وبالتَّالي لم يَعدْ عيد الفصح في نظر المسيحيِّين مجرد عبور البحر وخلاص إسرائيل من عبوديَّة مصر، بل صار ارتفاع الابن يسوع على الصَّليب كحمل الله الذي يَرفع خطيئة العَالَم. لانَّ الفصح الحقيقي هو تقديم جسد المسيح ذبيحة على الصَّليب، وهو بعينه الإفخارستيا، التي" هي سرّ فصحي بكلّ معنى الكلمة، والتي تحتل مركزًا مرموقًا في قلب حياة الكنيسة"(القديس البابا يوحنّا بولس الثَّاني، الرِّسالة العامّة: "الإفخارستيّا حياة الكنيسة الأعداد 3-5). وفي هذا الإطار تمّت معجزة تكثير الأرغفة والسَّمك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|