|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوليَّان والآن صحيح أني وليٌ، ولكن يوجد ولي أقرب مني ... إن لم يشأ أن يقضي لكِ حق الولي، فأنا أقضي لكِ. حيٌ هو الرب ( را 3: 12 ، 13) حقيقةً كان بوعز وليًا لنُعمي وراعوث، ولكن كان يوجد وليّ أقرب منه، وله الأولوية في أمر الفداء والفكاك. غير أن بوعز في نعمته، وفي عواطف قلبه، وَعد راعوث أنه سيتولى الأمر بنفسه مع الوليّ الأقرب. والوليّ الأقرب في قصتنا هو رمز للناموس. وفي لحظة اجتمع الوليّان ( را 4: 1 - 8) وعُرض الأمر، فأظهر الوليّ الأقرب رغبته في شراء الأرض، لكنه رفض أن يأخذ راعوث زوجة له، لأنه رأى أنه إذا فعل ذلك يُفسد ميراثه، بمعنى أنه إذا اشترى الأرض وأخذ راعوث زوجة، فإن الأولاد الذين سيولدون منها، لا بد وأن يشاركوا أولاده الآخرين فيما سيتركه عند موته، وينتج من هذا أن نصيب أولاده من المرأة اليهودية ينقص بسبب اشتراك أولاد الموآبية معهم في تقسيم ما سيتركه من ميراث. لهذا السبب قال الولي الأقرب: «لا أقدر أن أفك». أما بوعز (ويرمز إلى الرب عاملاً بالنعمة) فقد أبدى رغبته، بل وقدرته على شراء الأرض وأخذ راعوث زوجة له. إذًا في هذا الأصحاح نرى الناموس (الولي الأقرب) ونرى النعمة (بوعز). ولقد أوقع الناموس الجميع تحت الدينونة العادلة بعد أن برهن على أن جميع الناس أثمة أمام الله، ولقد سُد كل فم، وتُرِك الإنسان بلا عذر قدام الله القدوس العادل. والخُلاصة أنه بينما يُرى الكل هالكين تحت الناموس، يُرى في الوقت عينه كثيرون قد تمتعوا بالخلاص والبركة بواسطة نعمة الله دون سواها. فلقد جاء المسيح بالنعمة، وتحمَّل مسئولية الإنسان الخاطئ أمام الله، ووفّى مطاليب الناموس جميعها، لأنه وحده الذي كان في قدرته أن يفعل ذلك في نعمته ومحبة قلبه. وعلى هذا الأساس المبارك، أساس عمله الكريم في الصليب، استطاع المسيح أن يقرّبنا إليه ويربطنا بشخصه العزيز. وإذ أخذ بوعز راعوث امرأة، لم تَعُد بعد "راعوث الموآبية"، بل "راعوث امرأة بوعز". وهكذا الحال مع كل مؤمن، فليس هو بعد، الخاطئ غير المُخلَّص، بل هو الخليقة الجديدة في المسيح يسوع. وإذا قرّب بوعز راعوث إليه دُعيَ عليها اسمه، وهكذا دُعي علينا اسم المسيح، فصار لنا كل ما له من غنى، إذ ربطنا الله بكل ما للمسيح في المجد. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|