خلى باللك وأصبر

[Mary Naeem]

امبارح طلعت من الشغل وانا ميت من الجوع ، مشوارى من الشغل للبيت ياخد ساعه لو الطريق فاضى وساعتين لو زحمه ، ومن سوء حظى ان الطريق كان زحمه جدااااا ، قولت لنفسى اجيب أى حاجه تصبيره كدا ، لاقيت عربية كبده والريحه ايه ماقولكش تخليك تجوع حتى لو شبعان ، المهم وقفت وانا عينيا هاتطلع على الكبده السخنه بالفلفل والشطه مهمنيش بقى الكبده دى كبده حمير ولا كلاب ، المهم عندى انى جعان ومعجب بشكل وريحة الساندوتش ، جبت اتنين اصبر بيهم نفسى ، كلتهم ومن شدة جوعى طعمهم جانى حلو جداااااااا جيت فى نص الساندوتش التانى إبتديت احس بالشبع واتعرف على الطعم البشع الحقيقى ، ماقدرتش اكمله ورميته قولت لنفسى انا ازاى اكل كبده من الشارع وخيالات مرعبت بقى اتملكت منى ووجع فى البطن وقررت انى مش هاكل أى حاجه تانى من الشارع ، بعدها بنص ساعه قولت انا اجيب حاجه حلوه تنسينى طعم الكبده دى ، وده مبرر إستثنائى عشان أرجع لحالتى الطبيعيه وانسى طعم الكبده ...
لاقيت واحد بتاع مهلبيه وأم على واقف فى الشارع ، قومت جايب منه طبق ام على ، وبدأت أكل فيه ومستمتع بطعمه عشان انسى ذكرياتى القديمه مع الكبده ، لكن للأسف إختيارى طلع غلط ولاقيت دبانه فى الطبق 😖...
رميت الطبق وحالتى النفسيه بقيت زى الزفت ، كرهت الأكل كله بلا إستثناء ..
لغاية ماوصلت البيت ولاقيت امى عامله الاكل اللى بحبه ، اكل بيتى بقى نضيف ومضمون ومعمول مخصوص عشانى انا ، مش زى اكل الشارع مجهول المصدر ومعمول لكل الناس ..
بس للأسف ساعتها ماكنتش قادر اكل ولا أصلح للأكل البيتى ، اتعقد من الاكل وكرهته ..
معظمنا كدا بنكون مستعجلين قوى على الحب والعلاقات العاطفيه ، واحنا ماشين فا نلاقى علاقه كدا شكلها جميل وجذابه وريحتها تجيبك من آخر الشارع ، تقول لنفسك انا هادخل العلاقه دى واهى تصبيره بدل منا جعان كدا ...
وفى الأخر تتوجع وتتصدم ، تقوم تدور على علاقه تانى تنسيك العلاقه الاولى ، تعالج الغلط بغلط ، تقوم بردو مصدوم وموجوع ، لغاية نا تيجى العلاقه الصح لكن للأسف انت مابقتش صحيح ، بقيت مكسر وخسرت كل طاقتك ، مابقتش تثق فى حد ، مساوئ العلاقات القديمه دمرت ثقتك بالناس ، شوهتك اي حاجه حلوه فى عينيك ، إتساب جولك علامه كبيره جداااااااا صعي انها تتمحى ...
خلى باللك وأصبر .
ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ وَٱصْبِرْ لَهُ، وَلَا تَغَرْ مِنَ ٱلَّذِي
يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْمُجْرِي مَكَايِدَ.
اَلْمَزَامِيرُ ٣٧:‏٧