بدأ المسيح عظته على الجبل بالتطويبات
أي يالسعادتهم السالكين في طريق الكمال، فيهبهم الله أن يكونوا بلا عيب خارجي، وإن كانت لهم ضعفاتهم الداخلية. والسلوك في طريق الكمال هو السلوك بشريعة الله، بل وحفظها، ليس فقط في الذهن، بل تطبيقها في الحياة.
من يحفظ وصايا الله في ذهنه، ويرددها بلسانه، تدخل إلى مشاعره، فيطلبها في الصلاة من كل قلبه. الذي يتنقى بالتأمل في الوصية يستطيع أن يعاين الله، لأن الطلب من كل القلب معناه تعلق القلب بالله، وبالتالي ينال نعمة معاينة الله، لأن القلب لا يعرج بين الفرقتين؛ أي الله والعالم، بل اختار الله وحده ليحيا به وسط العالم، ولا يتأثر أو يخضع لشهواته.