يُشدّد الإنجيلي يوحنا على تحقيق الوعد بإرسال الرُّوح القُدُس
الذي سيخلف يسوع ويُؤمّن حضوره مع التَّلاميذ ويكون فيهم
ويقودهم إلى الحقّ كلّه، فيتمّم كل ما بدأ به يسوع بواسطة الرسل
الذين سيؤلفون نواة الكنيسة الأولى التي تتحوّل بفعل حلول
هذا الرُّوح إلى كنيسة شاهدة للمسيح ولبشارته الخلاصيّة.
باختصار، نجد أن العاملين في قضيَّة خلاص الإنسان هم: الإنسان نفسه والرَّبّ يسوع والشَيطان. فالله يسعى لخلاص الإنسان، والشَيطان يسعى لهلاكه، والإنسان حرٌّ في أن يختار طريق البِرّ أو طريق الشَر. والرُّوح القُدُس أتى ليجذب ويوجِّه الإنسان نحو الفداء، وذلك بأن يبكته على خطاياه، وعلى رفضه للمسيح البار الحقيقي مصدر بِرّه وعلى تبعيته للشَّيطان الذي تمَّت هزيمته. والرُّوح القُدُس لا يبكت فقط بل يعطي أيضا قوَّة وعون على طاعة الله، وقوته أقوى من قوَّة إبليس. فمن رفض الرُّوح القُدُس أغلق باب التَّوبة. ولذا قال الرَّبّ "مَن قالَ كَلِمَةً على ابنِ الإِنسانِ يُغفَرُ له، أَمَّا مَن قالَ على الرُّوح القُدُس، فَلَن يُغفَرَ لَه لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة" (متى 12: 32).