منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 06 - 2024, 12:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

الفداء من آلام الرب وصلبه وقيامته


نبوته الثانية:

16 فَوَافَى الرَّبُّ بَلْعَامَ وَوَضَعَ كَلاَمًا فِي فَمِهِ وَقَالَ: «ارْجعْ إِلَى بَالاَقَ وَتَكَلَّمْ هكَذَا». 17 فَأَتَى إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ مُحْرَقَتِهِ، وَرُؤَسَاءُ مُوآبَ مَعَهُ. فَقَالَ لَهُ بَالاَقُ: «مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟» 18 فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «قُمْ يَا بَالاَقُ وَاسْمَعْ. اِصْغَ إِلَيَّ يَا ابْنَ صِفُّورَ. 19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ 20 إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ. 21 لَمْ يُبْصِرْ إِثْمًا فِي يَعْقُوبَ، وَلاَ رَأَى تَعَبًا فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ، وَهُتَافُ مَلِكٍ فِيهِ. 22 اَللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ الرِّئْمِ. 23 إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فِي الْوَقْتِ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ مَا فَعَلَ اللهُ. 24 هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى».

إن كانت النبوة الأولى قد ركَّزت على التجسد الإلهي، من خلاله تطلع إلى إسرائيل الجديد أو كنيسة العهد الجديد التي حملت طبيعة جديدة فصارت ليست شعبًا بين الشعوب، بل له طبيعته، وأيضًا بركته فلا يقدر أحد أن يحصيه غير الله وحده! الآن يركز على عمل الفداء من آلام الرب وصلبه وقيامته، إذ يقول:
"قم يا بالاق واسمع، اصغَ إليَّ يا ابن صفور،
ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلَّم ولا يفي؟
إني قد أُمرت أن أبارك، فإنه قد بارك فلا أرده،
لم يبصر إثمًا في يعقوب ولا رأى تعبًا في إسرائيل،
الرب إلهه معه، وهتاف ملك فيه،
الله أخرجه من مصر، له مثل سرعة الرِّئم،
إنه ليس عِيافة على يعقوب، ولا عِرافة على إسرائيل،
في الوقت يقال عن يعقوب وعن إسرائيل ما فعل الله،
هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد،
لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى" [18-24].
مع أن هذا الشعب كثير التذمر، وتعرَّض لتأديبات قاسية جدًا ومُرَّة أثناء رحلته في البريّة، لكن خلال الصليب والقيامة لم يرى الله في شعبه إثمًا ولا تعبًا، بل يجد فيه برّ المسيح وسرّ راحته، يصير موضع سروره. لقد أخرجه من أرض العبوديّة وعبر به إلى الراحة واهبًا إياه الغلبة على قوات الظلمة (العِيافة والعِرافة). أقامه كعروس مقدسة، كامرأة الأسد الخارج من سبط يهوذا، لبوة تنجب أشبالًا أقوياء... إلخ.
يبدأ نبوته الثانية الخاصة بأعمال السيد المسيح الخلاصيّة بقول: "قم يا بالاق". مع أن بالاق كان واقفًا عند محرقته مع رؤساء موآب [18]، لكنه يأمره "قم يا بالاق". إن كانت كلمة "بالاق" تعني "المتلف" أو "المخرِّب"، فإن الدعوة هنا موجهة إلى جماعة الأمم التي عاشت زمانًا طويلًا تتعبد للأوثان فصارت بكل طاقتها في حالة سقوط وانهيار، بل صارت متلفة للنفس ومخرِّبة للقلب، لهذا صارت إليها الدعوة أن يقوم مع السيد المسيح القائم من الأموات فلا تصير بعد مخرِّبة ولا مُتلِفة، بل تحمل طبيعة الحياة المُقامة فيها.
هذه هي الدعوة التي سمعها شاول الطرسوسي الذي كان يُخرِّب كنيسة الله ويُتلفها بإفراط: "قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل" (أع 9: 6). لقد نادى الرب الإنسان وهو مُلقى في الطريق محطم النفس ودعاه أن يتمتع بالقيامة معه ليدخل المدينة الجديدة وهناك يعرف كيف يسلك في الرب. لقد تمتع الرسول بقوة القيامة، لهذا صارت كلماته الكِرازيّة تدور حول خبرة القيامة، إذ يقول: "قم من الأموات فيضيء لك المسيح" (أف 5: 14).
"اصغَ إليَّ يا ابن صفور"؛ إن كانت كلمة "صفور" تعني "عصفور"، فإن بالاق وهو كالعصفور الساقط بلا ثمن في عيني الناس لكنه ليس منسيًا لدى الله (لو 12: 6).
"ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل؟
أو يتكلم ولا يفي؟" [19].
لقد وعد أنه يبارك شعبه، وهو ملتزم بالوعد، لا بأن ينطق بكلمات البركة إنما ملتزم "أن يفعل، وأن يفي". مباركته لشعبه تكلفه الكثير، إذ يلتزم أن يحمل أجرة اللعنة التي سقطوا تحتها حاملًا عار الصليب عنهم، ويقوم فيقيمهم إلى الحياة المباركة الجديدة. يدخل بهم إلى قوة قيامته، فلا يظهر فيهم إثم ولا يوجد فيهم تعب. إنهم يتمتعون ببره عِوَض إثمهم، وبراحته عِوَض تعبهم.
يكمل النبوة هكذا: "الرب إلهه معه، وهتاف ملك فيه" [21]. لقد حلّ وسط شعبه وملك فيهم بصليبه، معلنًا كمال حريتهم فيه وبه. لهذا يقول "الله أخرجه من مصر" [22]. هذه هي الحريّة، أنه وهبهم فصحًا حقيقيًا بعبوره بهم من أرض العبوديّة إلى حريّة مجد أولاد الله.
هذا العبور الإلهي في حياة المؤمنين يتم بقوة وبسرعة فائقة "له مثل سرعة الرئم" [22]. الرئم هو حيوان يرجح أنه الأوروخس، نوع من الثور الوحشي انقرض من العالم، يمتاز بسرعته الفائقة، وقوته العظيمة (عد 24: 8)، لا يمكن إحناء عنقه للنير أو تسخيره لخدمة الإنسان في الأعمال الزراعيّة (أي 39: 9-12). يشير الرئم إلى السيد المسيح القائم من الأموات، إذ له قرن علامة المُلْك (دا 8: 21)، قيل "قرناه قرنا رئم، بهما ينطح الشعوب معًا إلى أقاصي الأرض" (تث 33: 7). وكأن السيد القائم من الأموات يملك روحيًا على الشعوب، ولا يكون لملكه نهاية (لو 1: 33).
إذ يملك الرب على الأمم روحيًا يحطم كل قوى الشيطان تحت أقدامهم، إذ يقول: "أنه ليس عِيافة على يعقوب، ولا عِرافة على إسرائيل" [23].
إن كان الله قد حَرَّم استخدام العِيافة والعِرَافة بواسطة شعبه، أي معرفة الغيب عن طريق السحر، مُستخدمين في ذلك حيوانات وطيور معينة، هذه التي اعتبرها الكتاب دنسة، ليس لأجل ذاتها وإنما بسبب إساءة الإنسان استخدامها، في نفس الوقت يعطي الرب طمأنينة لأولاده أنه لا يستطيع أحد أن يستخدم السحر لضررهم ما داموا محفوظين في يده.
إذ ملك الرب على شعبه لا يستطيع الشيطان بكل فنون سحره أن يسيطر عليهم، فتوجد الكنيسة كامرأة الأسد (لبوة) تتمتع بقيامة عريسها وترتفع معه إلى سمواته: "هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد"... هذه هي صورة الكنيسة الحيّة وأولادها الأقوياء كأشبال يحملون قوة مسيحهم الأسد الغالب.
يقول العلامة أوريجينوس: [في الواقع الأسد والشبل لا يخشيان أي حيوان آخر... بل كل الحيوانات تخضع لهما. هكذا إذ يحمل المسيحي الكامل صليبه ويتبع المسيح (مت 16: 24)، يستطيع أن يقول: "قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14) ويدوس كل شيء تحت قدميه، قاهرًا كل شيء. بالحق يحتقر كل ما في العالم ويرذله، مقتديًا بالأسد الخارج من سبط يهوذا (رؤ 5: 5)].
يختم النبوة الثانية بقوله: "لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى" [24]. هذا الشعب الذي صار عروسًا للأسد لا يستريح حتى يأكل فريسة، أي حتى يغتصب ملكوت السموات اغتصابًا (مت 11: 12). إنه يجاهد كل أيام غربته حتى النفس الأخير من أجل التمتع بالملكوت. أما قوله "يشرب دم قتلى" فلا تحمل مفهومًا حرفيًا، بل كما قيل في سفر التثنية "دم العنب شربته خمرًا" (تث 32: 14)، مشيرًا إلى التمتع بدم السيد المسيح الذي ذُبح لخلاصنا.
إن كان السيد المسيح قد ربض على الصليب فحطم إبليس كفريسة، وأهلك جنوده الشريرة، هكذا بالاتحاد معه نحمل روح الغلبة على الشيطان وكل أرواحه المقاومة.
أخيرًا نلاحظ أنه في النبوة الأولى قد أعلن سرّ بركة هذا الشعب أنه مرتفع على الجبال الشاهقة لا تقدر سهام اللعنات الشيطانيّة أن تقترب إليه، إنه شعب فريد (روحيًا) ينمو ويتكاثر روحيًا. أما في هذه النبوة فيؤكد عدم إمكانية لعنته، لقد يئس تمامًا من ذلك أولًا لأن مواعيد الله له ثابتة لا تتغير، ولأنه حاليًا بلا لوم ولا شرّ، ولأنه قوي بأعماله الماضية (خروجه من مصر) وأعماله الحاضرة (كلبوة يقوم وكأسد يرتفع). بهذا لم يعد هناك أي رجاء لبالاق بالاق.


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
على كلمات السيد المسيح لتلاميذه بخصوص آلامه وصلبه وقيامته
يطلب يسوع من الآب أن يمجّده من خلال تجسِّده وصلبه وقيامته
يسوع المسيح يتنبىء بالامه وصلبه وموته وقيامته
هل إلوهية المسيح وصلبه وقيامته كذبة من اختراع تلاميذه ؟
آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة


الساعة الآن 10:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024