فبكونه إنسانًا، عاش في حُبّ بنوي مع الله. كرّس نفسه للآب (لوقا 2: 49)، وعاش في جوِّ من الصَّلاة والشُّكر (مرقس 1:35)، خاصة في تتميم الإرادة الإلهيَّة (يوحنا 4:34)، فكان في حالة الإصغاء الدَّائم إلى الله (يوحنا 5: 30)، الأمر الذي يضمن له استجابته دائمًا (يوحنا 11: 41-42).
وأحبّ تلاميذه بمَحَبَّة تأسسَّت على مَحَبَّة الآب للابن، كما صرّح " كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا" (يوحنا 15: 9). وجعل من تلاميذه أحباءَه، وائتمنهم على أفكاره، ورسالته من بعده "لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي "(يوحنا 15: 15). وأكثر من ذلك، اختارهم، وأوكل إليهم رسالة خاصة: " لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم " (يوحنا 15: 16). وإلى جانب المَحَبَّة أفعمهم بالفَرَح "لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا" (يوحنا 15: 11). إنَّه فَرَح المسيح نفسه يشعُّ في قلوب التَّلاميذ على قدر ما يثبتون به ويحفظون وصاياه. والمَحَبَّة والفَرَح يُميزان وحدة التَّلاميذ الرُّوحيَّة بمعلمهم الإلهي يسوع المسيح.