منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2024, 10:36 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الفرح والحزن بحسب مشيئة الله



الفرح والحزن بحسب مشيئة الله







▪︎ أنت كائن روحي تمتلك نفسًا وتسكن في جسد.

▪︎ لماذا خلق الله لنا المشاعر؟

▪︎ يجب أن تقود أنت مشاعرك.

▪︎ هناك علامات للحزن الذي بحسب مشيئة الرب.

▪︎ لماذا أنت حزين؟

▪︎ شواهد مشهورة عن الحزن في الكتاب المقدس.

▪︎ فرح الرب يختلف عن فرح العالم الطبيعي.

▪︎ توجد أسباب للفرح



هناك سؤال يتوارد على أذهان الكثيرين وهو؛ لماذا خلق الله لنا المشاعر إن كانت من الممكن أن تخون الشخص أو يفعل بسببها أمورًا خارج إرادته؟

▪︎ أنت كائن روحي تمتلك نفسًا وتسكن في جسد:

إن الحق الكتابي المُرتبِط بالروح والنفس والجسد هو ما يرد على هذا السؤال، حيث عاشت أجيال كثيرة سابقًا بتعاليم غير سليمة بخصوص هذا الأمر، مما جعل الكثيرين يتعاملون بمشاعرهم وكأنها هي الحق، فحين يشعر الإنسان بمشاعر جيدة تجاه أمر ما، تجده يصدق هذا الأمر كأنه شيء حقيقي ولا يميز بين مشاعره الشخصية والمشاعر التي يلقيها عليه إبليس.

يعلمنا الكتاب إننا ينبغي أن نفهم أننا كائنات روحية تمتلك نفسًا وتسكن في جسد، فأنا لست نفسًا كما أني لست جسدًا لكني كائنٌ روحيٌّ يمتلك نفسًا ويسكن في جسد، والنفس هي الوصلة بين نفسك وجسدك.

▪︎ لماذا خلق الله لنا المشاعر؟

إن النفس البشرية (الفِكْر والمشاعر والإرادة) خُلِقَتْ لكي تستخدمها أنت وتقودها وتوجهها لا لكي تعمل هي من تلقاء نفسها فربما تسأل: لماذا عندي يدان؟ أو لماذا عينايّ في هذا المكان؟

لكل عضو خلقه الله فينا هدفٌ لخلقه، وكما بدأ الإنسان في بداية الخلق في التعرف على نفسه ومكونات جسده هكذا المولودون من الله يجب أن يفهموا لماذا توجد المشاعر، لأن عدم الفهم يؤدي إلى مشاكل لدى الكثيرين دون أن يدركوا، فالمشاعر موجودة لكي تستعملها لا لكي تُملي عليك توجهاتك، ولكي تقودها لا أن تقودك، فهي كالسيارة يجب أن تقودها انت وتوجهها وإلا سوف تُصطدَم بشيءٍ ما.

“قُلْتُ: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي”. (مزمور ١:٣٩-٣).

يشرح لنا داود أنه في الوقت الذي فيه فَكَّر في أمر ما ابتدأ الوجع؛ فتفكيره في الأمر أصدر مشاعر، إذًا السبب يكمن في التفكير- فاشتعلت النار. ربما تقول في موقف أساء فيه إليك أحدهم: “ها إنني صمتْ ولا أريد أن أرد على الإساءة بمثلها”، العبرة هنا ليست في السكوت بل فيما يدور في ذهنك، فالذي يدور في ذهنك لن يسكت بل سيشعلك.

لذلك حين تلهج في الأمر أي أن تفكر فيه وتتمعن وتتأمله، حينئذ ستشتعل النيران روحيًا فتشتعل وتتوجه تجاه الرب، فإن فكَّرْت في شخص ما قائلاً في نفسك إنه بارد روحيًا، اسأل نفسك هذا السؤال؛ تشخيصك هذا بأي مقياس تقيسه؟ هل تقيسه بروحك أم بنفسك؟

▪︎ يجب أن تقود أنت مشاعرك:

ينخدع الكثيرون إذ يظنون أنهم باردون روحيًا لكن الحقيقة أنك أنت الذي يجب أن تقود مشاعرك وتسوقها وليست مشاعرك هي التي تتحكم فيك وتخبرك أنك بارد روحيًا. إنّ أعلى قمة وأرقى مستوى يصل إليه الإنسان هو أن يتحكم في مشاعره ويقودها لا أن تتحكم هي فيه.

يعتقد الكثيرون أن الرب وضع فينا المشاعر لكي نفرح ونحزن بواسطتها، ولكن اعلم أن الحزن إن لم يكن داخل مشيئة الرب فهو شيطاني ومصدره إبليس ويُدِخلك إلى أعماق إبليس من أوسع الأبواب، لذلك لابد من فلترة مشاعرك لترى إنْ كان حزنك هذا من الرب أم إبليس.

▪︎ هناك علامات للحزن الذي بحسب مشيئة الرب وهي:

1 – التشفع


يقول الرسول بولس : “يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ”. (غلاطية ١٩:٤).

هناك تمخُض وولادة روحية تحدث بهذه الطريقة إلى أن يبدأ الروح القدس يسيطر عليك فتجد إنه دون أن تقصد تبدأ دموعك تنسكب لأجل النفوس، هذا هو البكاء السليم. (يمكنك الرجوع لعظات الصلاة المستجابة).

“وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“. (رومية ٨ : ٢٦). مِن هذا النص نعلم إنه هناك أصوات قد تخرج منك أثناء التشفع.

“لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ”. (فيلبي٣ : ١٨).

يوجد أشخاص كانوا يسيرون بشكل صحيح لكنهم لم يكملوا السير مع الرب، فكان الرسول بولس يبكي عليهم، وبكائه لم يكن لأجل أمور تخص نفسه ولا بسب مواقف الناس الأشرار منه وعداءهم له بل هو تشفع، وهذا هو النوع الأول من الحزن الذي بحسب مشيئة الرب، وأنت يجب أن تعلم أن لديك القدرة على تغيير المواقف والأشخاص والأحداث وذلك عن طريق تشفعك لأجلهم.

“أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ”. (أعمال ٢٠ : ١٩).

“ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلًا وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ”. (أعمال ٣١:٢٠).

نرى هنا أن دموع بولس الرسول مُرتبِطة بخدمته للرب، فالبكاء والحزن هنا خاص بالصلوات لأجل النفوس.

حين تسمع عن شخص كان يسير مع الرب ثم تركه، كيف تنظر إلى الأمر؟ هل يقول لسان حالك: “ما صار فقد صار، ماذا سأفعل له؟” أم إنك ترى أن هذا الوضع يمكن تغييره بالوقوف للتشفع لأجله أمام الرب؟ مهم أن تعرف أنه إن كنت تلاحظ البعيدين عن الرب وتصلي لأجلهم، ستُكافَأ على هذا أمام الرب.

“طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ”. (متى ٥ : ٤) هنا لا يتكلم الرب عن الحزن بسبب فقدان شخص عزيز لأنه مات، بل هو حزن التشفع.

“الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلًا مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلًا حُزَمَهُ.” (مزمور ١٢٦: ٥-٦). إن الابتهاج والترنُم هما علامات الفرح أما الدموع فهي علامة للتشفع.

“يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ، وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ، فَأَبْكِيَ نَهَارًا وَلَيْلًا قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي” (إرميا ٩ :١).

في هذا النص أيضًا نجد إرميا يتشفع باكيًا لأجل شعبه.



٢- التوبة:

التوبة هي العلامة الثانية للحزن الذي بحسب مشيئة الرب، والتوبة الصحيحة هي أن تعكس الاتجاه، وأحيانًا يصاحبها دموع.

“لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ. اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ”. (٢ كورنثوس ٨:٧-٩).

نجد بولس الرسول يقول لهم إنه أحزنهم برسالته لهم لكن هذا الحزن كان بحسب مشيئة الرب، فأنتج فيهم غيرةً وحماسًا على السلوك بالكلمة.

“فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ”. (عبرانيين ٣:١٢-١١).

“لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ”، هنا نجد الرسول بولس لا يقول لهم أن يظلوا يقاوموا حتى يموتوا، لا بل هنا نجده يستنكر هذا الأمر مُوضِّحًا لهم أن ما عمله الرب لأجلهم لا يجب عليهم هم أن يفعلوه لأن يسوع قد فعلها، لن تصلوا لمرحلة الموت والفداء حيث قام بها يسوع على أكمل وجه.

▪︎ لماذا أنت حزين؟

يكمن الحزن في التصاقك بالخطأ وليس لأن الكلمة مؤلمة، فالحزن الذي بحسب مشيئة الله هو الحزن الذي في داخل منوال الكلمة ولا يعني هذا أن الكلمة تعصرك، ولكن اعلم أنه إن كان الشخص الذي يرعاك روحيًا دائمًا ما يدينك، فهناك خطأ ما في رعايته الروحية لك. بينما تمر في التصحيح أحيانًا ترى أن الأمر مُحزِن ولكن المُحزِن حقًا هو تمسكك أنت بالخطأ وليس أن الكلمة مُحزِنة.

يقول الكتاب إن “الْعَصَا لِظَهْرِ الْجُهَّالِ“. (أمثال ٣:٢٦)، مِن الممكن أن يكون هناك بعض التوبيخ في التعامل مع مَن يجهل السير في طرق الرب لكي يستفيق، هنا طبعًا لا يصل الأمر لمرحلة التعنيف أو الضرب ولكن توجد مرحلة يحتاج فيها الشخص أن يستفيق، وصل التلاميذ مرةً إلى مرحلة قال لهم فيها الرب نفسه: “إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟” (متى ١٧:١٧)، وهنا نجد الرب لم يلقى بالًا بالمشاعر إذ كانوا خائفين من الغرق ومُرتعِبين ولكنه لم يربت على أكتافهم ولم يدللهم بل قال لهم بصرامة: “أين إيمانكم؟”

مَن يسِر مع الرب يعرف تمام المعرفة أن الرب ليس بشخص جاف المشاعر، لكن حين تصير المشاعر بالنسبة لك هي الإله أو محور حياتك فهنا يكمن الخطر، فلم تخلق المشاعر لكي تكون هي إلهك بل الرب. إن كنت لا تسيطر على جسدك سيكون هو إلهك المُسيّطِر عليك وهذه مشكلة خطيرة لأنك وقتها إن أردت أن تقاوم مرضًا ما قام بمهاجمتك، لن يذهب عنك. لن يخضع لك العيان ما لم تُخضِع أنت جسدك، أعطيت لنا المشاعر لكي نلهج بها في الكلمة فنشتعل بالرب لا لكي نشتعل بظروف الحياة.

“فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ”. (١ صموئيل ٣٠ : ٦).

حين كان داود والشعب مُتضايقين وباكين كانت هذه مرحلة انكسار ولم يكونوا قادرين أن يحاربوا، ولكن حين شدّد داود نفسه بالرب إلهه صار يستطيع أن يحارب هو والشعب معه واستردوا كل ما سلبه الأعداء منهم.

“وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ”. (أعمال ٢٤ : ٢٥).

ما شرحه بولس كان صادمًا ومُرعِبًا لفيلكس، إذ لأول مرة يُوضَع الحق وجهًا لوجه أمام حياته المُترَفّة التي ليست بها أي نوع من التعفف أو ضبط النفس. مهم أن تعرف أن الحزن ليس له أي تبرير أو حق كتابي يستند عليه.

▪︎ شواهد مشهورة عن الحزن في الكتاب المقدس:

“لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّم”. (مزمور ٥:٣٠).

في ترجمة أخرى “ربما الحزن الآن في المساء لكن في الصباح ترنم”.

“عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي.” (مزمور ١٩:٩٤).

في إحدى الترجمات: “حينما يكون الوضع فيه أفكارٌ كثيرة ومُقلِقة، في ظل هذه التساؤلات والشكوك أنت يارب تخرجني منها”.

“اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. أَمَا هِيَ فِي سِفْرِكَ؟” (مزمور ٨:٥٦).

يتحدث هنا عن شخص مُصلي ومُهتَم بحياة الصلاة وليس شخص كثير البكاء شفقةً على نفسه.

“تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ. أَيْضًا فِي الضِّحِكِ يَكْتَئِبُ الْقَلْبُ، وَعَاقِبَةُ الْفَرَحِ حُزْنٌ”. (أمثال ١٤ : ١٢-١٣).

إن الأمثال هي منوال حياة وأسلوب وقوانين حياة مأخوذة من الكلمة وبقيادة الروح القدس، وهي لا تعني أمثالًا شعبية فهي وحي.

تخبرنا الآية أن هناك طرق تبدو للناس مستقيمة لكن عاقبتها طرق الموت، هكذا أيضًا الناس الذين يسيرون في هذه الطرق يضحكون ولا يدرون أنهم سيبكون لأنهم يسيرون في طرق مُعوّجة، وعاقبتها البكاء والموت. لا يعني هذا النَص؛ “احذروا من الضحك لأنكم ستبكون” لكنه يحذر من الطرق غير المُستقيمة لأن نهايتها الحزن والبكاء.

“اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ، لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ. قَلْبُ الْحُكَمَاءِ فِي بَيْتِ النَّوْحِ، وَقَلْبُ الْجُهَّالِ فِي بَيْتِ الْفَرَحِ” (جامعة ٣:٧-٤).

يتحدث سليمان في سفر الجامعة ضد نفسه، ففي سفر الأمثال نجد سليمان في حالة روحية قوية أما في سفر الجامعة فهو يتحدث وهو في حالة ضعف روحي، فحتى الأمور التي كان يقول عنها إنها رائعة في سفر الأمثال صار يتحدث عنها بطريقة سلبية في سفر الجامعة.

ربما يقول قائل: ولكنها آية ذُكِرَت في الكتاب المقدس؛ هنا نرد بأنه ليس معنى أنها آية ذكرت في الكتاب المقدس أن الرب يقول لك “افعلها”، وإلا فهل حين ذكر الوحي قصة سقوط النبي داود في الزنا، هل يعني ذلك أن الرب يريدك أن تفعل مثله؟! حاشا، لكن حين تقرأ نصوص كهذه اعرف لمَن كُتِبَتْ ولماذا كُتِبَتْ؟

ذُكِرَتْ في الكتاب المقدس كلمات تفوه بها إبليس، فهل معنى هذا إننا يجب أن نتكلم بهذه الطريقة أو نقول هذا الكلام؟ حاشا بالتأكيد! نجد أيضًا إيليا النبي، الرجل الناري والذي سار مع الرب بصورة صحيحة مدة طويلة من الزمن.

كما استخدمه الرب في نهضات عظيمة للشعب القديم، لكنه في أواخر أيامه أُصِيب باكتئاب حاد نظرًا لتركيزه الشديد على نفسه وتركيز تفكيره على تهديدات إيزابل له بعد أن كان دائمَ التركيز على الرب الحي الذي هو واقف أمامه حتى إنه قال للرب تحت تأثير الاكتئاب: “خُذْ نَفْسِي لأَنَّنِي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي”. (١ ملوك ٤:١٩).

هل لأن إيليا قال هذه الكلمات للرب يصير لي الحق أن أقول كلمات مثلها للرب؟! حاشا، فنحن نقتدي بإيليا قبل إصابته بالاكتئاب وليس بعده، وكذلك بالنسبة لسليمان نقتدي به في حالات قوته وليس في ضعفه، ولكن ربما تتساءل: “ولماذا ذُكِرَتْ في الكتاب المقدس؟” الإجابة هي: لكي تعرف كيف يتكلم ويتصرف الشخص الضعيف والمُنتكِس إذ يرى الأمور بصورة سوداوية.

نجد أيضًا سليمان يتحدث بصورة فيها رثاء لنفسه وتمنى أن يعود لحكمته الأولى بعد أن سار في طريق مسرة الجسد والشهوات حيث قال إنه لم يمنع نفسه عن أية مسرة أو خطية، فكانت النتيجة أنه دخل في الاكتئاب. إذًا حين لم يمنع نفسه عن الشهوات هذه ليس دعوة لنا أن نفعل مثله، وحين أصيب بالاكتئاب فهذه حالته الشخصية وقتها وليس دعوة لنا أن نكتئب مثله.

▪︎ فرح الرب يختلف عن فرح العالم الطبيعي:

يتحدث الكتاب المقدس عن فرح الرب الذي هو قوتنا، فالفرح في الروح القدس هو الهدف الذي يريدك الرب أن تحيا فيه. هناك مبدأ كتابي هام يجب أن تعرفه وهو: إن الفرح بسبب أحداث جيدة أو جميلة ليست تلك هي مشيئة الرب كما إن الفرح بسبب سقوط الأعداء أيضًا ليس بحسب مشيئة الرب لك. حين فرح التلاميذ لسبب خضوع الشياطين لهم لم يثني الرب على هذه المشاعر رغم أنها مشاعر فرح ونجده يقول لهم: “وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ”. (لوقا ٢٠:١٠).

أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ”. (فيلبي ١:٣).

نجد بولس الرسول يتحدث إلى أهل فيلبي مُحفِزًا إياهم أن يستمروا فرحين لأنهم ساكنين في هذا الإله وأن يحيوا حياة مُسيطرة هنا على الأرض.

حين تُضرَب بالحزن فأنت تسقط وتقع من الداخل ولن تستطيع أن تغير الأحداث بينما أنت في تلك الحالة. يوضح الكتاب أن كلمة “افْرَحُوا” تعني استمروا في الفرح واسعدوا أنفسكم لأنكم في الرب، فالشخص الذي لا يسير في الفرح هو لا يسير في التأمين والحماية.

كما أنك لن تكون فرحًا ومُبتسِمًا بينما تحمل بداخلك مرارة من شيء أو شخص ما، واعلم أن الشخص الممتلئ بالفرح يتسبب في فرح وإسعاد الآخرين من المحيطين بمجاله، فالكتاب يتكلم عن أن الشخص الفَرِح يكون شخصًا مُعديًا للآخرين، بالتأكيد قد يقبله الكثيرون أو يرفضونه ولكن هذا لا يُغيّر من واقع الأمر شيئًا وهو إنه شخص مُعْدي للآخرين.

“نُورُ الْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ الْقَلْبَ. اَلْخَبَرُ الطَّيِّبُ يُسَمِّنُ الْعِظَامَ”. (أمثال ٣٠:١٥).

“نُورُ الْعَيْنَيْنِ” تعني مُنتَجَ القلب، وفي ترجمة أخرى وردت: “الذي قلبه مسرورًا وسروره ظاهرًا في عينيه فيسر الآخرين”، فالمُبتهِج دائمًا يحمل العدوى للآخرين، والعكس صحيح أيضًا فالشخص الكئيب يعدي الآخرين بالكآبة، وأحيانًا يتضايق الشخص المُكتئِب حينما لا يجد المحيطين به مكتئبين مثله أو إن كانوا فرحين، فيحاول أن يطفئ فرحتهم كمَن يحاول أن يجعل الآخرين يركبون نفس المركب الذي يركبه هو بدعوى أن لابد لهم أن يُقدّروا مشاعره.

ألم يقل لك شخص ما مِن قبل إنه يحب وجودك وإنه حين تكون غائبًا لا يطيق مكان العمل على سبيل المثال في غيابك؟ الحقيقة أن وجودك له تأثير مُسِر علي قلب هذا الشخص وهو لا يعرف كيف يعبر لك عن مدى تأثره بمجالك الروحي الممتلئ بالبهجة، فهذا تأثير عالم الروح.

إن الفرح ليس سعادةً وضحكًا دائمًا ولكنه اتجاه قلبي انتصاري، هو مبادئ إلهية مُطبَّقة ترى الحياة كما رآها داود حين قال لجليات: “هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا”. (١ صموئيل ٤٦:١٧-٤٧).

قال داود هذا رغم أن جليات -كما تذكر المراجع اليهودية القديمة- لم يكن شخصًا بشريًا طبيعيًا بل كان كائنًا هجينًا نتيجة تزاوج أرواح شريرة مع بعض بنات البشر؛ “كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ”. (تكوين ٤:٦).

كان جليات يمتلك قوة خارقة، لكن داود كان يراه كشخص ليس له عهد مع الرب يهوه، هذا هو الانتصار الذي حين تتعامل به تغلب في الحياة، هذا هو الفرح، هذه هي الثقة التي تجعلك تتعامل بجرأة في الحياة، فالفرح هو اتجاه قلبي وتفكير عمدي، أن تتحرك بانسجام مع الروح القدس الذي هو فَرِحٌ دائمًا.

توجد أسباب للفرح؛ افرح لأنك في الرب، افرح لأنك ترى المجد آتٍ على حياتك

“لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ”. (عبرانيين ١٨:١٢-٢٥).

توجد أعداد مهولة من الملائكة وقد أتينا إليها، فنحن نعيش في مملكة سماوية لها تأثير على عالم العيان، تؤثر على المرض والمشاكل ولها القدرة على التغيير، فأنت لم تأتِ إلى مدينة كئيبة بل إلى مدينة الفرح.

توجد نصوص في الكتاب تشير إلى أن الفرح الكتابي له درجات؛

“….قَدِ امْتَلأْتُ تَعْزِيَةً وَازْدَدْتُ فَرَحًا جِدًّا فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا.” (٢ كورنثوس ٤:٧).

“….حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَر.” (٢ كورنثوس ٧:٧).

“..وَلكِنْ فَرِحْنَا أَكْثَرَ جِدًّا بِسَبَبِ فَرَحِ تِيطُسَ، لأَنَّ رُوحَهُ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكُمْ جَمِيعًا”. (٢ كورنثوس ١٣:٧).

من هذه النصوص الثلاثة نتعلم أنه توجد مستويات ودرجات للفرح، كما أن الفرح هو نتيجة معطيات وليس مجرد نشوة فجائية دون أسباب. اعلم أنه في بعض الأحيان يرمي عليك إبليس فرحًا زائفًا، لذلك اختبر نفسك لماذا انت تشعر بالفرح؟ وامتنع عن الفرح غير الكتابي لأنه إن قبلت هذا الفرح المُزيَّف فأنت بذلك تدرِّب وتعوِّد نفسك عليه وبالتالي فإن إبليس سيسحبك بعد قليل إلى الحزن غير الكتابي!

يرمي إبليس إليك بالطُعم لكي تفرح بأي أمر أرضي وبذلك أنت تتدرّب لكي تحزن على أمور أرضية، فالمشاعر غير المحروسة غالبًا ما تكون بداية لدخول كثير من الأرواح الشريرة إلى داخل الإنسان.

لا يعطيك الروح القدس فرحًا مُفاجِئًا دون أسباب كتابية، ربما تكون طفلًا روحيًا فتفرح دون أن تدري الأسباب وذلك لعدم إدراكك الروحي الناضج، أما عندما تنضج فسوف تدرك الأمور والأسباب التي تجعلك تفرح، تمامًا كالطائر الصغير الذي يظل فترة داخل العش ولا يخرج منه غير عالم بوجود قانون الجاذبية، إلى أن يخرج من العش لأول مرة فيعلم أن هناك جاذبية فيتدرب على الطيران ويحاول مرات ومرات إلى أن يصير الطيران سهلًا عليه كالطعام والشراب ويفعله دون أدنى جهد.

هكذا أنت في عالم الروح، أحيانًا تسمع تقريرًا من الطبيب بأن لديك مرضًا ما، فإن كنت مُتدرِّبًا على السير بما تمليه عليك مشاعرك أو السلوك بالحواس الخمس الطبيعية التي لديك، فسوف تقبل هذا التقرير كما لو كان حقيقةً، ولكن الكتاب المقدس يقول لك تقريرًا مختلفًا عما يقوله لك الطبيب، فإن آمنت بما يقوله لك الرب سيتحول هذا التقرير إلى واقع وستعيش وفقًا لما يقوله عالم الروح الصحيح، ولكن إن سرت بالحواس فسوف يتم فيك ما قاله بولس الرسول لأهل كورنثوس إنه لم يستطع أن يكلمهم كروحيين بل كجسديين، كأطفال؛

“وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ”. (١ كورنثوس ١:٣).

يُترجَم لفظ “أطفال” باليونانية؛ “معاقين”. فأنت تبدأ تراقب الأعراض وتشخصها في داخلك قائلًا: “أنا أعاني من الصداع” أو تقول “أووه لقد تحطم الجهاز”، وهكذا أنت تدرب نفسك على توجهات سلبية عكس توجهات السلوك بالروح إلى أن تجد نفسك تعاني من الاكتئاب وتتساءل مُتحيرًا: لماذا أنا مُكتئِبٌ؟ لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي؟ وتحاول أن تقتبس ما يناسب حالتك من سفر المزامير؛ التي لم تعد الآن طريقتنا فالمزامير هي طريقة العهد القديم لكن الحق الحاضر هو العهد الجديد الذي تخرج به لكي تتحرك في العالم وتكون أنت الشخص التنفيذي في هذه الحياة.

نحن أتينا إلى مدينة أفراح واحتفالات بسبب انتصارات ليست في السماء فحسب بل أيضًا في الأرض. لا يوجد احتياج لأن تنتظر انتصارك في السماء لأنك ستقدر أن تعيش انتصارك هنا على الأرض، لن يؤثر عليك مناخ المنزل أو أشخاص ولا الظروف أو أرواح أو الأغاني العالمية في وسائل الإعلام المُحيطة بك.

أنت تؤثر ولا تتأثر، تُعطي ولا تأخذ من العالم، وهذا ما أرهب فيلكس الوالي إذ سمع أن هناك شيء اسمه التعفف وأن الإنسان له سيطرة على نفسه وشهوات جسده وهذه الأمور غير طبيعية بالنسبة للإنسان غير الروحي. ارتعب فيلكس من البر وضبط النفس والدينونة الأبدية. فلتكن أنت المُسيطِر على جسدك ومشاعرك ولتحيا هذه الحياة المجيدة.

آمين

______________

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
Joy And Sadness According To God’s Will الفرح والحزن بحسب مشيئة الله
ألم مقدس بحسب مشيئة الله
لو الألم بحسب مشيئة الله
“لا يمكن احتمال الألم والحزن بحسب الله
هل أصلي بحسب مشيئة الله؟


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024