رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإله صار إنسانًا (1: 14) حينما خلق الله الإنسان بحسب سفر التكوين أعلن رغبته قائلاً: «لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا» (تك 1: 26)، وحينما أراد أن يخلص الإنسان جعل كلمته تتجسد: «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً» (يو 1: 14). هذه هي رغبة الآب أن نصير نحن البشريين أبنائه، فأرسل إبنه في صورة العبد (راج في 4: 7- 10)، كاشفًا عن هويته الـمُمجدة والغير مرئية فصار إنسانًا مثلنا لنصير أبناء لله مثله، صار ضعيفًا مثلنا ليصير هو قوتنا، صار قريبًا منا لئلا نستمر في بُعدنا عنه. يسوع الكلمة المتجسد، وهو الأقرب لله الآب ترك مكانه وهو الأحشاء الإلهيّة فصار الرحمّ الإلهي مفتوحًا ينتظر كلاً منا لنولد من أبينا الإلهي، فتصير ولادة إبنه بالطبيعة ولادتنا نحن بالتبني. مدعوين في هذا الحدث العظيم أن نجلس بجوار الكلمة المتجسد أيّ بحوار أحشاء الله أبينا، فنولد بنعمته ويحررنا من ظلام الخطيئة والموت والشّر بنور إبنه الّذي: «فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس [...] الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله» (1: 4. 9). بقبولنا النور الإلهي المتجسد في يسوع ابن الله، نصير أبناء لله ويبث من جديد حياة أبنه فينا. الخلّاصة بحثنا في كلمتي الرّبّ من خلال رسالة النبي أشعيا (52: 7- 10) وكاتب الإنجيل الرابع (1: 1- 18) عن التوازي فتوصلنا إلى أن الكلمة النبويّة إستبقت الكلمة المتجسد. ومصدر كليهما هو الله. فالله هو الّذي أوحى للأنبياء بكلمته الّتي تحمل رسالة الخلاص للبشريّة في الزمن القديم. ولكن حينما تمّ تكليل هذا الزمن ووصلنا إلى ملء الأزمنة فكلّمنا الله في ابنه الإلهي الّذي تجسد مانحًا إيانا الحياة، النور، الخلاص، النعمة وبالأخص البنوة من الأحشاء الإلهيّة. يرمز عبد الله بحسب كلمات اشعيا إلى يسوع الّذي فسّر لنا هويّة الله الآب حينما خرج من أحشائه. يسوع المترجم والّذي يحمل رسالة السّلام لزمننا المعاصر يدعونا للمصالحة بالله الآب والعودة إلى حيث خرجنا عند الخلق من الحب الإلهي. مدعوين للإصغاء لكلمتيّ الرّبّ الإلهيتين سواء النبويّة الموحى بها أمّ المتجسد. دُمتم في قبول لملء النور والحياة والكلمة المتجسد من أجلنا. ليحمل ميلاد الرّبّ سلامه ونوره لقلوبنا وبلادنا وليكن عام 2024 غني بالبركات الإلهيّة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت هو هو الأبن الكلمة المتجسد |
نزول الرب يسوع الكلمة المتجسد الذي أتى إلينا من قمة المجد |
يسوع الكلمة يُمجّد الآب لمجدِ الإنسان |
لتكوني أمّ الكلمة الأزلي المتجسد |
هو دائما الله الكلمة المتجسد |