يشير الإنجيليّ بردّ فعل مُعاصري يسوع قائلاً: «فأُعجِبوا بِتَعليمِه، لأَنَّه كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن له سُلْطان، لا مِثلَ الكَتَبَة» (1: 22) مما يشير إلى إدراك معاصريّ يسوع، الّذين إلتقوه في حياتهم، بسلّطانه المتميّز. تحمل حياة يسوع سلطانًا، مما يجعلنا نفسره من أصل اللغة اليونانيّة exousia وهو ما يجعلنا نُفكر في شخصية يسوع بذات الصورة النبويّة الـمُعلنة بسفر التثنيّة. نتفاجأ كقراء بإندهاش الحاضرون، معاصري يسوع من تلاميذ ويهود مؤمنين، في بداية ونهاية السرد، إذ يتسألون فيما بينهم عن مصدر سلطة يسوع الّتي بالقول يُفسر بها الكتب المقدسة ثم بالعمل مُخرجًا الشياطين. أولاً الدور التعلّيميّ وهذا ليس تعليمًا عامًا، بل تفسيرًا للكتب المقدسة. المكان هو المجمع، وبالتالي في المكان الرسمي لتفسير الكتب المقدسة. يُعلّم يسوع ومعاصريه يتساءلون عن السلطة التي يسمح بها لنفسه بتفسير الكتب المقدسة. فهو ليس بكاهنًا ولا حاخامًا، ولا نبيًا، إذن كيف يتمكن بتفسير الكتب المقدسة علنًا بيّوم السبت وفي المجمع؟ من يستمع إليه يكتشف أنّ هناك سلطانًا يُدرك في كلامه لا يملكه مُعلّمِي عصره.