|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مغادرة البيت (مر 1: 35- 39) يسوع يخرج من كفرناحوم ويسير في الجليل: «وقامَ قَبلَ الفَجْرِ مُبَكِّراً، فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك [...] فقالَ لَهم: "لِنَذهَبْ إِلى مَكانٍ آخَر، إِلى القُرى المُجاوِرَة، لِأُبشِّرَ فيها أَيضاً، فَإِنِّي لِهذا خَرَجْت". وسارَ في الجَليلِ كُلِّه، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهم ويَطرُدُ الشَّياطين» (1: 35- 39). في هذه الآيات لا يكتفي يسوع بالشفاءات والتعاليم البيتيّة بل يدرك إنّه مدعو لمغادرة البيت الحميم؛ خارجًا وسائراً في شوارع مدننا ليشفينا ويحررنا نحن البيعيدين (راج مر 1، 32 – 34). إلحاح الإنجيلي على ترك يسوع الراحة البيتيّة مشيراً بالخروج منه في الصباح الباكر (راج مر 1: 35؛ 16: 2)، في اليّوم الأول بعد السبت (راج مر 1: 32؛ 16: 2)، حيث لا يزال الظلام لا يزال قائمًا (راج مر 1: 35؛ 16: 2). هذا يجعلنا نتوقف على الهدف اللّاهوتي لمرقس حيث يخرج يسوع بإراته من البيت ثم من أبواب أورشليم، ويتجه إلى مكان نجس وهو الجلجثة (راج مر 15: 22)، ليُقدّم ذاته على الصليب وهذه هي العلامة الأسمى والنهائيّة للحياة الّتي تُعاش والّتي يمكن أنّ نغادرها ببذلها بإرادتنا. بالرغم من أنّ البيت، وهو مكان العلاقات العميقة، إلّأ أن يسوع يخرج إلى مكان آخر وهو مكان العزلة والصلاة. العزلة هي الّتي ستُهيئه للمشاركة بحياته وتقديمها لأجل كل من يحيا في البيوت البشريّة. يتجه يسوع من البيت إلى مكان مهجور ومنعزل (راج مر 1: 35) بالصحراء، وهي المصدر الّذي يبقيه في رسالته، حيث تؤهله الصحراء بالإنفتاح على آفاق أوسع، وتحفظ البيت لئلا يُصبح مكانا للعزلة، مساحة للأنانية الّتي تُستبعد، بدلا من أنّ يكون مكان للإستقبال يصير مكان للتواصل والحميميّة. لذا حينما يطلب يسوع من تلاميذه، الّذين تعلّموا على يديه وداخل جدران البيت متى يهمّوا بالخروج في الوقت المناسب قائلاً: «ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتاً أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَباً أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ والحُقولِ مع الاضطِهادات، ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة» (مر 10: 29- 20). الخلّاصة سرنا في هذا المقال بهدف التعّرف على جوهريّة البيت باحثين عن البيت الّذي يدعونا إليه الرّبّ لنمكث فيه. فكما رأينا في سفر أيوب الحكميّ (7: 1-7) كيف يعاني داخل جدران بيته فهناك يعيش حقيقة حياته من شكوى ومرارة ولا يحتاج لوضع قناع يخفي وراءه آلامه. أما في العهد الثاني، تتبعنا السياق المرقسيّ (1: 29-39)، حيث تتبعنا أقدام يسوع الجائل والّذي يدخل البيوت ليشفي ويحرر من الخطايا والأمراض ويطرد الشياطين. نجن مدعوون لأن ندعو يسوع ليدخل بيوتنا، وإذا أرادنا صمود بيوتنا فما علينا إلّا أنّ يقبل بدخول يسوع إلى بيتي، فيصير بيته، ونجد فيه بيتًا دائمًا. دُمتم في بيوتكم متمتعيّن بحميميّة الرّبّ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|