يقول "الدكتور القس فهيم عزيز": " فإذا كان الصليب هو إعلان المحبة: محبة الله الآب ومحبة الابن فكيف نوفق بين هذا وبين أنه إعلان غضب الله؟
هنا يجب أن نحذر من الخطأ الوثني الذي يقع فيه بعض المفسرين وهو أن غضب الله تحوَّل إلى محبة بواسطة المسيح... هذا خطأ وتجديف، لأن محبة الله للجنس البشري هيَ عمل أولي وأساسي في عمله الفدائي.
والرسول بولس يؤكد ذلك، بل هو اعتراف الكنيسة كلها والعهد الجديد كله، فالله لم يصبح إلهًا محبًا بعد موت المسيح ولكنه الآب المحب الذي لأجل محبته ولإظهار هذه المحبة بذل ابنه لأجل الخطاة.
ولكن في نفس الوقت الذي فيه يريد الله في محبته أن يفتدي الخطاة يجب أن يكون في توافق تام مع طبيعته القدوسة فلا ينكر بره وقداسته... وهكذا يصبح موت المسيح إعلانًا لمحبة الله وغضبه، لرحمته وبره، أنها إعلان الله نفسه وهو صادق مع نفسه".